وما يحتاجه البرادعي منهم وضرورة التأكد من أن مصالح الجماعة تتوافق مع توجه الجمعية الوطنية للتغيي. وعلمت "صوت البلد" أن اللقاء انتهي إلي ضرورة التنسيق معاً إلا أن الإخوان اشترطوا أن يكونوا مشاركين في اتخاذ القرار لا منفذين له فقط .. وشهدت الجلسة المغلقة التي استمرت قرابة الساعة ونصف الساعة تحديد الخطط والاستراتيجيات وآليات التنفيذ خلال المرحلة المقبلة وأبدت الجماعة في شخص الكتاتني تحفظاتها علي أداء الجمعية الوطنية للتغيير. أكدت المصادر أنه تم الاتفاق علي أن الإخوان سيعملون في هذه الجمعية بآليات محددة أولها تنظيم المؤتمرات والندوات الشعبية في المحافظات الكبري، وما يستجد من فعاليات وفقا للظروف والمستجدات ويشمل هذا المعني الفضفاض مشاركة الإخوان في تنظيم المظاهرات وتحركاً جماهيرياً إذا لزم الأمر، أيضاً الاتصال بالشباب والفلاحين والطلاب لجمع التوقيعات علي بيان الجمعية، وهنا شدد الإخوان وفقا لما أكدته المصادر علي أهمية أن يتم تجميع التوقيعات بالتزامن مع تنظيم الندوات، حتي تجمع بناء علي فهم بأهمية التغيير وليست مجرد أوراق مكدسة مما يضمن النجاح علي المستويين الشعبي والتنظمي، وهو ما سيبدأ الإخوان بتنفيذه الفعلي خلال الفترة المقبلة. وكشفت مصادر أنه من المقرر تنظيم لقاء يجمع البرادعي والمرشد العام للإخوان قريبا ولكنه سيكون لقاء لإثبات حسن النوايا تحت عنوان "حتي نكون متفقين" أكثر من كونه لقاء تنظيميا لأن المفوض في ذلك هو الكتاتني واللقاء الأخير الذي جمع بينهما بمنيل الروضة كان لهذا الغرض وتبعته عدة لقاءات وتشير المصادر إلي أن البرادعي وجد في الإخوان غايته لتحقيق أكبر عدد من التوقيعات علي مطالبه وإحداث تحرك شعبي من منطلق رؤيته لها بأنها أكبر قوة معارضة. وفي المقابل وجدت جماعة الإخوان في البرادعي وجمعيته ضالتها حيث التحرك في إطار منظومة للنزول للشارع وتحريكه في اتجاه مطالبهم وأجندتهم الخاصة.. وفي السياق ذاته وللمرة الثانية سيلتقي أيمن نور بالمرشد العام للإخوان د. محمد بديع وعدد من القيادات الإخوانية. وأكدت المصادر أن هذا اللقاء يهدف لبحث آليات فعالية، لخوض المعارضة السياسية لانتخابات مجلس الشعب بقائمة واحدة، في مواجهة الحزب الوطني بعد نتائج انتخابات الشوري، بالإضافة إلي بحث المطالب الخاصة بالتغيير وتنسيق المواقف بهذا الشأن خاصة بعد زيارة د. البرادعي لمقرهم بالمنيل، بينما أكدت المصادر أن زيارات تيارات القوي المعارضة لمقر الجماعة والاجتماع بمرشدها وقياداتها تأتي طمعا في الحصول علي تأييدها، بينما عاب مراقبون هذه المحاولات واعتبروها نوعا من "النفاق السياسي" والدعاية الإعلامية المجانية لجماعة الإخوان للحصول علي تأييدها ودعمها، فيما تعتبرها قيادات الإخوان دليل الإحساس بالمسئولية وتقديراً لوزن الجماعة في الشارع. يقول عبدالرحيم علي الباحث في شئون الحركات الإسلامية إن الهدف من اتصالاتها بالأحزاب خلال الفترة الماضية ولقاءاتها بالبرادعي وأيمن نور ليست بهدف التوصل إلي جبهة وطنية مشتركة كما هو معلن ولكن الهدف الرئيسي هو "مغازلة النظام" مؤكدا أن الإخوان لا يعنيهم إبرام الصفقات مع قوي المعارضة بقدر ما يهمهم إحداث صفقة مع النظام، مشيرا إلي أن اتصال الإخوان بأحزاب المعارضة في الأساس هو إحداث نوع من تحريك المياه الراكدة في علاقة الإخوان بالنظام، خاصة في ظل التجاهل التام من قبل النظام لها، مشيرا إلي أن تلك الاتصالات مع الأحزاب فشلت بالفعل في تحقيق الأهداف المطلوبة، فضعفت قوتهم أكثر في مواجهة النظام فلم يجدوا أمامهم سوي فتح اتصالات مع نور والبرادعي والتي بدأت بشكل مكثف بعد هزيمتهم في انتخابات الشوري. من جانبه يؤكد د. "عمرو الشوبكي" الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية والمتخصص في شئون الحركات الإسلامية أن هذه الزيارات تدخل في إطار الرسائل المتبادلة بين قوي المعارضة والنظام السياسي والإخوان.. مشيرا إلي أنها لا تتعدي كونها رسائل إعلامية لتوجيه رسائل للحكومة. ويري الشوبكي أن هذه التحالفات لن تسفر عن شيء حقيقي، لأنها مجرد تحالفات إعلامية تهدف في الأساس لمغازلة النظام والظهور الإعلامي، وسوابق الإضوان في تحالفهم مع كفاية وغيرها باءت بالفشل.