الصادرة بالقاهرة، عام 2007، عن دار "اكتب" للنشر والتوزيع. ومنعم الفقير شاعر عراقي غادر العراق عام 1979 إلي بيروت، ثم إلي دمشق، وهو الآن مستقر في كوبنهاجن منذ عام 1986.. صدر له من قبل مجموعة من الدواوين هي بعيدا عنهم، المختلف كتاب أسئلة، اثر علي ماء، اللوعات الأربع، لاجسد في الثوب، حواس خاسرة، كتاب الرؤيا، معا، نادرا، أخيرا، رأي العين، صمت متأخر، أنا الذي رآك فكان. يبدأ الشاعر في توليد المفاهيم الجديدة والمغايرة لما هو سائد ومفهوم حيث هي مهمة الشعر الحقيقية والأهم هي إحداث تغيير وتطوير المفاهيم والتصورات إلي أخري جديد.. وحديثة.. ومفاجأة مثلما قام منعم بتصدير قصيدة "صناعة وطن" (ص: 19)، حيث قال في تعريف حدود الروح: العالم بيتي /العراق وطني حدود الروح هي حدود الوطن إن رؤية الشاعر للوطن تتخذ ملمحا متفردا لا يسمح بأن تكون هذه الرؤية غائمة أو غير محددة في هذه المسالة حيث تظل (ص: 22): "حدود روحي حدود وطن" وتظل (ص: 37): "العين وطن الدمعة،وفي (ص: 38): "الفم وطن الكلمة" كل هذا هو سعي الشاعر إلي تحدد الأوطان لكل شيء حيث يمثل الوطن مصدر الأشياء، مصدر الوجود. كما ظل الشاعر علي سعيه في هذه المختارات بتقديم تعريفات مختلفة وتخصه هو عن مفردات الحياة التي يراها بعينه الحياتية التي تتوحد مع عينه الشعرية، حيث في (ص: 51) يقدم قصيدة "العقل هفوة الجنون" التي يشرح ويحلل ويعرف العقل حيث هو خدعة الطبيعة، وابن للعالم العاق، ومنه كل شيء حي، وفي (ص: 78) "يكتب قصيدة الحزن فرح المهزوم" في دلالة علي استكمال التعريفات التي يقدمها عن الحياة والموت ومابينهم من تفاصيل، حيث يوضح لنا لماذا القمر يمنح العالم كله هذه الإنارة، في (ص 153) يقول: "لو أن القمر بحاجة لهذا الضوء لما منحنا إياه" يحاول الشاعر دائما الاعتذار للكون عما يفعله ويحاول أن يكون علي علاقة جيدة مع المحسوس واللامحسوس ففي (ص: 135) يقول: "لم أسئ للنار بحبي للماء" وفي (ص: 125) يحاول بشكل مختلف أن يختبر هذه العلاقة ويعرف إلي أي مدي هي متينة مع المفردات الكونية حيث يسأل: "أيتها الليلة أية أحلام صنعتها من اجل؟" ستظل هذه المختارات هي الرؤية الشعرية التي أراد لنا منعم الفقير أن نتعرف عليها.. وان يقدمها لنا خاصة أن كل ديوان يصدر في عاصمة مختلفة عن الأخري، حيث قلما تجد أعمال منعم الفقير كاملة في بلد واحدة، ومن الجدير بالذكر أن منعم الفقير حاصل علي العديد من الجوائز منها جائزة الشاعر بول سورنسن، وجائزة الكاتب في الدانمارك، وجائزة الإنجاز الفني، وجائزة فنان القوميات، وجائزة الإبداع، وجائزة السلام والتفاهم مع الشعوب، وجائزة البنك الوطني الدانماركي، وجائزة فنان العام بدرجة شرف عام 2003، ودرع الثقافة العراقية عام 2005.