أثار ما يحدث حاليًا داخل وزارة الثقافة ومنذ تولي وزير الثقافة الجديد علاء عبد العزيز لمنصبه، غضب المثقفون والأدباء والذين رأوا في تعيين الوزير الحالي أخونة للثقافة وخاصة بعد القرارات الجدلية والغير مبررة التي إتخذها منذ أول أيام تعيينه وحتى الأن . ولم تتوقف حالة الغضب التي انتشرت خلال الفترة الماضية عند المثقفين والأدباء فقط، بل إنها إنتابت أيضًا الفنانين الذين أعلنوا تضامنهم مع المثقفين والأدباء ونددوا بوزير الثقافة الجديد وطالبوا برحيله، بل إن عددًا من الفنانين شاركوا في المسيرات التي انطلقت من دار الأوبرا وحتى ميدان التحرير، والبعض الآخر إنضم إلى إعتصام الأدباء والفنانين داخل دار الأوبرا المصرية ليعبروا عن رفضهم للوزير الحالي ورفضهم لسياساته وقراراته التي يتضح فيها الهجوم الشرس على الثقافة المصرية . وقد تسببت قرارات الوزير بإلغاء إنتداب إيناس عبدالدايم من رئاسة دار الأوبرا المصرية وإلغائه لبعض الحفلات التي تقام بالأوبرا في غضب العديد من الفنانين والعاملين بالأوبرا، مما دفع بكل من الموسيقار "عمر خيرت" للتوقف عن تقديم كل حفلاته في المسرح الكبير تضامنًا مع الفنانين والعاملين في الأوبرا، ومثله أيضًا الفنان "هاني شاكر" وعازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز إلغاء حفلاتهم . وأكد هاني شاكر أنه ضد هذه القرارات التعسفية التي إتخذها وزير الثقافة خاصة وأنها غير مبررة، كما أنه لم يعطي لنفسه فرصة ليقيم أعمال كل من قام بإلغاء إنتدابه وظهرت قراراته وكأنها مجرد تنفيذ لأجندة معينة وأنها مبيتة النية . وأضاف أنه يرفض المحاولات التي يقوم بها حاليًا الوزير لإلغاء فن الباليه وهو فن راق عرفته مصر منذ عصر المصريين القدماء كما أنه يوجد الكثير من فرق الباليه التي تأتي من مختلف الدول لتعرض رقصاتها في الأوبرا وهو ما يشكل تبادل ثقافي بين مصر والدول الاخرى، فلماذا إذن نسعى لأن ندمر الحضارة الثقافية وأن نعود للخلف رغم أننا نحتاج في هذا الوقت إلى زيادة التقدم والحضارة في بلدنا ؟ . كما أعلن المنتج "محمد العدل" بإنضمامه للمثقفين والأدباء مؤكدا أن الثقافة لا تنفصل عن الفن وأن ثقافة الشعوب هي أساس تقدمهم وتطورهم، وما يحدث حاليًا من إعتداء على الحضارة الثقافية لا يختص بالمثقفين فقط وإنما بالشعب بأكمله . وأوضح العدل أنه لابد ألا نسمح لأحد بأن يقوم بتغيير ملامح الشخصية المصرية والتي عبرت عن نفسها ورسمت ملامحها منذ ألاف السنين، ويجب التصدي لأي يد تعبث في تراثنا الثقافي أو الحضاري حتى تعود مصر لريادتها الأدبية والعلمية والثقافية . تضامن الممثلين وأكد الفنان "سامح الصريطي" أنه ضد أي إعتداء على الأدباء والكتاب والمفكرين وعلى حرياتهم وأن الإعتداء عليهم هو إعتداء على هذا الشعب وحريته، وأي تجاهل لهم هو تجاهل لهذا الشعب وأحلامه وأماله في حياة أفضل . وأضاف أنه سيكون واهما من يتصور أنه يمكن أن يغير هوية هذا الشعب العظيم أو يعبث بثقافته، وسنظل كمصريين نعتز بحضارتنا المصرية القديمة وبالثقافة القبطية وبالحضارة الإسلامية وبعروبتنا وبقوميتنا كما نعتز بالأزهر الشريف ودوره في بناء المجتمع بعيدًا عن أي تطرف . وأعلن الفنان "أشرف عبد الغفور" نقيب المهن التمثيلية انضمامه لإعتصام المثقفين والأدباء والفنانين أمام مقر وزارة الثقافة لحين تحقيق مطالب جموع المبدعين بإقالة وزير الثقافة، مشيرا إلى أن الجمعية العمومية لنقابة المهن التمثيلية أعلنت بالإجماع تأييد مثقفي مصر وفنانيها في إعتصامهم لحماية ثقافتهم و فنونهم من أي فكر يعود بهم إلى عصر الظلام والقهر والقمع الفكري والإنساني، وأنه يجب علينا جميعا أن نحافظ على الهوية المصرية وأن نرفض طمس الثقافة المصرية . وانضم أيضا لهذا الاعتصام عدد كبير من الفنانين منهم أثار الحكيم ومنال سلامة وأحمد عبد العزيز وسامح الصريطي وجيهان فاضل وبسمة وفردوس عبد الحميد ومحمود قابيل وحنان مطاوع والمخرج خالد يوسف والذي أكد أنه سيعتصم لحين إقالة الوزير أو سقوط النظام وأنه سواء سقط النظام في 30 يونيو أو لم يسقط فوزارة الثقافة لها خصوصية معينة ولن نسمح بأخونتها حتى وإن إستمر الإخوان في إحتلالهم لن يتمكنوا من السيطرة على الثقافة المصرية والتحكم في تشكيل وجدان الأجيال الجديدة . وإنتقد يوسف قرارات الوزير الجديد وقراراته التعسفية وإقالته لرئيسة الأوبرا، مؤكدا أن المثقفين والأدباء قوة لا يستهان بها لذلك يحاول الإخوان السيطرة عليها ولكنهم لن يستطيعوا لأن المبدعين أقوى منهم ألاف المرات بفكرهم الحر وإبداعهم . كذلك أكدت الفنانة "سهير المرشدي" أن الثقافة خط أحمر لن يسمح أحد بالإعتداء عليه ولن نسكت على هذا الهجوم الذي يشنه الإخوان على الثقافة خاصة وأنها تعتبر الثقافة بيتها وهي تعلمت الفن من مسرح المدرسة لذلك للثقافة معزة خاصة عندها لذلك ستستمر في إعتصامها لحين إقالة وزير الثقافة خاصة وأنها كمثقفة تعتبر نفسها مسئولة عن الحفاظ على الحضارة الثقافية وحرية التعبير وأن تنتفض ضد سياسات الوزير الحالي . كما عبر الموسيقار "هاني مهنا" عن رفضه لقرارات الوزير الحالي والتي يرى أنها جميعها قرارات عبثية وعشوائية وأنه لا توجد أي محاولة للحوار لأنه لم يطلب ذلك وكذلك المعتصمون لم يطلبوا ذلك، لأن السياسة من الأساس خاطئة فلابد أن يكون هناك قاعدة أساسية وجدول أعمال تتخذ على أساسه هذه القرارات ولكنها عشوائية فهو يقيل دون بديل، كما أنه أعلن أنه سيقدم سند قانوني يبين به أسباب الإقالة ولكن هذا لم يحدث لأن هذه القرارات غير مبررة . هدم الأساتذة الكبار وأثناء اشتراكها في ملتقى الفكر والثقافة بمركز الحرية للإبداع بالإسكندرية برئاسة د. صلاح مازن نقيب الإعلاميين الإلكترونيين، أعلنت الفنانة "بوسي" رفضها لوزير الثقافة الحالي مؤكدة على أنه أخطأ في حق إيناس عبد الدايم وإقالته لها رغم أن تاريخ عملها بالأوبرا به الكثير من الإنجازات وإستطاعت طوال فترة رئاستها للأوبرا أن تشرف مصر في كثير من المحافل الدولية . وعبرت بوسي عن خوفها وقلقها على مستقبل الثقافة وحرية التعبير والإبداع وخوفها على الفن أيضا، مشيرة الى أن الفن والثقافة يرتبطان معا بخيط واحد وهو الحرية في الإبداع وهذا ما يحاول الإخوان طمسه وتشويهه . ووافقتها في الرأي أيضا الفنانة "فريدة سيف النصر" والتي إكتفت بالتعليق على إقالة إيناس عبد الدايم مؤكدة على أنه لا يجوز أن يأتي أحد ويطلب هدم الأهرامات، وبالتالى لا يجوز أن نهدم الأساتذة الكبار أيضا . المخطئ من قام بتعيينه وإستطاع الوزير الحالي بقراراته الجدليه أن يثير انتباه الفنان "عادل إمام" والذي أكد إنضمامه لكل من يطالب بإقالة وزير الثقافة خاصة بعد هذه القرارات التي لا أساس لها من الصحة . وأكد أن إقالة إيناس عبد الدايم قرار غير صائب وأنها كان لابد من تكريمها بدلا من إقالتها خاصة وأنها قامت بدور كبير في نشر الفن والثقافة أثناء فترة رئاستها للأوبرا . وألقى " إمام " باللوم على من قام بتعيين هذا الوزير مؤكدا على أنه يجب محاسبة رئيس الوزراء هشام قنديل على اختياراته والتي لا تستند لأي أساس صحيح ويقومون بإختيار كل من ينتمي إلى سياستهم فقط، مع أننا في حاجة إلى وزير ثقافة يكون ملما بالحياة الثقافية وعلى نفس القدر الثقافي الذي كان فيه علمائنا وأدبائنا أمثال طه حسين وعباس العقاد وبيرم التونسي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس . وأشار إلى أن الفنانين والأدباء والمفكرين لن يسكتوا على هذه المهزلة التي تحدث في حق الثقافة وأنهم سيقفون ضد أي إعتداء على الثقافة وسيظلون يدافعون عن أفكارهم ومبادئهم وحريتهم في التعبير والإبداع ويجب أن يدرك كل من يهاجم الفن أنه هو الذي يعبر عن الشعوب ويساندها ويتناول مشاكلهم . كما أوضح الفنان "عزت العلايلي" والذي أعلن رفضه للوزير الحالي منذ بداية تعيينه، أنه لا يلقي باللوم على الوزير وإنما المشكلة في من قاموا بتعيينه وقاموا بالنظر لمصالحهم الشخصية ولمن ينتمي إليهم دون مراعاة أن يكون هذا الشخص لديه خبرة في كيفية إدارة الشئوون الثقافية لذلك فمن عينه هو المسؤول الأول والأخير عن ما تعانيه حاليا الثقافة من هجوم شرس عليها ومحاولات لتهميشها . وهذا أيضا ما أكد عليه الفنان "خالد صالح" والذي أكد أنه غير قلق من الوزير لأنه سيقال حتما بإرادة الشعب الذي لن يسكت على هذا الجهل الذي يتعامل به الوزير مع الثقافة، ولكن المشكلة الأكبر في من فعل ذلك وقام بتعيينه والذي يظهر بأن الإخوان مازالوا يحاولون أخونة الدولة بشكل تام على الرغم من أنهم سبقوا وأعلنوا أن هدفنا واحد إلا أن كل ما يتخذونه من قرارات تظهر أن الهدف ليس واحد . سياسة وزير الثقافة يذكر أنه من أخطر القرارات التي إتخذها وزير الثقافة الحالي علاء عبد العزيز منذ توليه منصبه في 7 مايو وحتى الآن، إعلانه عن قيامه بتغيير إسم "مكتبة الأسرة" ليصبح إسمها "مكتبة الثورة المصرية"، إلا أنه فيما بعد قرر الإبقاء على إسمها دون تغيير بناء على رغبة المثقفين . وبعدها أثار قرار إلغاء انتداب د. أحمد مجاهد من رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب غضب المثقفون والأدباء الذين أعلنوا رفضهم لهذا القرار منهم سيد حجاب، محمد هاشم، جمال القصاص، سعد القرش، أسامة عفيفي، محمد السيسى وعصام السيد . وقام بعدها الوزير بإنهاء انتداب د . صلاح المليجي أيضا من رئاسة قطاع الفنون، وتعيين د. ناهد رستم خلفاً له، مبررًا ذلك بموافقة "المليجي" على عرض الأعمال الفنية التي قرر استبعادها من المعرض العام، في حين إعتبر المليجي ذلك بأنه تدخل من الوزير في عمل اللجنة دون أن تؤهله سلطته لذلك . وعلى الرغم من ذلك فقد فوجئ المثقفون والفنانون أيضا بمحاولة صندوق التنمية الثقافية لإغلاق مدرسة الرقص المعاصر "الباليه" التي تتخذ من قاعة الرقص بمركز الإبداع مقراً لها، وذلك بعد وصف أحد النواب في مجلس الشورى لفن الباليه بأنه "فن العراة"، لتتسبب في النهاية هذه القرارات في مطالبة جبهة الإبداع والمثقفين والفنانين بضرورة إقالة وزير الثقافة الحالي .