تلقى صناع مسلسل "الداعية"، الذي يقوم ببطولته هاني سلامة وبسمة، ومن تأليف مدحت العدل، وإخراج محمد جمال العدل، دعوى قضائية تطالب بوقف المسلسل ومنع عرضه في شهر رمضان المقبل، بداعي تعرضه لجماعة الإخوان المسلمين والإساءة إليها. ويسابق المخرج محمد العدل الزمن للانتهاء من تصوير مسلسله الجديد "الداعية" لهاني سلامة الذي يخوض به دراما الموسم الرمضاني المقبل لأول مرة. ويسلط المسلسل الضوء على عالم الفضائيات الدينية، وكيف تستغل بعض القضايا الاجتماعية والدينية من أجل الشهرة، كما ترصد الأحداث كيفية تغيير فكر الداعية الديني ليؤمن بدور وتأثير الفن والثقافة في الحياة، وذلك من خلال قصة حب تجمع بين هاني سلامة وعازفة كمان بأوركسترا القاهرة السيمفوني، والتي تجسد دورها الفنانة بسمة. ويمر هاني سلامة من خلال شخصية "الداعية العصري" بعدة مراحل يرصد من خلالها افكار الجماعات الاسلامية حيث يبدأ بمرحلة التشدد مرورًا بمرحلة الإقناع حتى يصل لمرحلة الوسطية خاصة بعد أن يدخل في علاقة حب مع نسمة "عازفة الكمان". واثارت العبارات التي كتبها المخرج الأخواني عز الدين دويدار- صاحب فيلم "تقرير" - عبر صفحته على "فايسبوك" بالدعوة لإرسال إنذار لصناع مسلسل "الداعية" بسبب تناولهم شخصية الرئيس مرسي ومرشد الاخوان واتهام اسرة العمل بالاستعانة ببلطجية ومدمنين لحراستهم استغراب الاوساط الفنية والثقافية المصرية. وافاد المخرج عزالدين دويدار ان الرقابة على المصنفات الفنية اخطأت عندما سمحت بتصوير سيناريو مسلسل "الداعية" دون الحصول على موافقة مكتوبة من كل المذكور اسمائهم في العمل. واشار إلى أن العمل يتعرض لجماعة الاخوان المسلمين ويذكر اعضائها بالاسم وهو ما جعله يطالب الجماعة المنتمي لها بارسال انذار لفريق العمل. وطالب المخرج المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، صاحب فيلم "تقرير" الذي منع من العرض، عبر صفحته على موقع "فيسبوك" بإقالة رئيس الرقابة الذي وافق على النص، الذي اعتبره يسيء إلى جماعة الإخوان المسلمين برموزها وشبابها. ورفض نائب رئيس أكاديمية الفنون المصرية في وقت سابق عرض الفيلم الإخواني "تقرير" بالأكاديمية. وقام ببطولة الفيلم الممثل محمد شومان ووجوه جديدة وأخرجه عز الدين دويدار. هل اصبح النقد الفني من المحرمات؟ ودويدار الذي لم يخرج أفلاما سينمائية ظهر في الآونة الأخيرة في قناة "مصر 25" الفضائية الناطقة باسم جماعة الإخوان المسلمين والتي قدمته باعتباره "منسق مشروع سينما النهضة" وقال في ذلك اللقاء إن النظام استخدم السينما على مدى 60 عاما "لإخراج الناس من هويتها لإسلامية" أما قبل عام 1950 فكان للسينما رسالة. وصفحة "سينما النهضة" في الفيسبوك التي تعلن أنها تهدف إلى "دعم وتطوير فن مختلف يقوم على المعايير الأخلاقية للمجتمع المصري وينطلق من الخصائص والمقومات الحضارية والثقافيه للمجتمع"، طرحت طريقة إلكترونية لحجز دعوة حضور العرض الخاص لفيلم "تقرير" مساء الجمعة القادم في قاعة سيد درويش بأكاديمية الفنون بالقاهرة. وأضاف دويدار أن جماعة الإخوان المسلمين في عهد مؤسسها حسن البنا كانت تتعاون مع الفنانين "في تنظيم عروض مسرحية... تعود للأصل" بإنتاج أعمال يقول إنها "منضبطة... لا تتصادم مع قيم المجتمع". وأكد نائب رئيس أكاديمية الفنون المصرية أن التعامل مع الأكاديمية لعرض أي فيلم يتم من خلال حجز مسبق والموافقة من مجلس إدارة الأكاديمية والشركة المنتجة لم تقم بذلك، وفقا لما اوردته اليوم السابع. وأشار إلى أن من شروط الموافقة على أي فيلم بالأكاديمية أن يكون حاصلا على موافقة هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، وأن يحصل على موافقة الضرائب لأن تذاكر دخول الفيلم يكون عليها نسبة ضرائب. واعتبر فنانون من نجوم الصف الاول ان الاخوان في مصر يسعون الى الحد من حرية التفكير والتعبير وقبر المواهب الفنية والقضاء على الابداع بمختلف اشكاله. وفي مواجهة ما يراه مثقفون وفنانون وإئتلافات فنية وثقافية مصرية تضييقا على حرية الإبداع بعد وصول جماعة الأخوان المسلمين للحكم أعلنت في وقت سابق نقابة الصحفيين بالقاهرة عن تأسيس جبهة الدفاع عن الثقافة المصرية. وقال الروائي بهاء طاهر إنه "لأول مرة منذ عشرات السنين يتفق المثقفون والفنانون على هدف واحد هو الدفاع عن الثقافة الوطنية المهددة". ورفض مخرج مسلسل "الداعية" الرد على ما قاله دويدار، معتبراً أن المسلسل لم يعرض بعد، وبالتالي "لا يصح له أن يتحدث عن عمل لم يشاهده"، مشيراً إلى أنه حتى لو كان المسلسل ينتقد جماعة "الإخوان المسلمين" فإنه لا يجوز أن يكون هناك دعوى تطالب بوقفه، خاصة أن النقد مباح ضد أي شخص. ويرى العدل ان "الانتاج الدرامي في مصر يمر بأزمة حقيقية في ظل عدم وضوح رؤية وزير الاعلام حول الانتاج الدرامي، وحالة الركود في إنتاج التلفزيون المصري. بالاضافة الى تحكم الإعلانات في العرض الرمضاني". واشار الى اتجاه بوصلة المحطات الفضائية الى المسلسلات التركية والهندية، والتي تعد أرخص ثمنا، ولكنها لا تضاهي العمل المصري الذي يعبر في النهاية عن القضايا المصرية.