يشكو البعض من إنقطاع التنفس أثناء النوم ، مما يسبب الايقاظ المتكرر واضطرابا في النوم ، وهي ظاهرة مخيفة تصيب الرجال أكثر من النساء، والذى يحدث هو انسداد في مجرى التنفس فتوقف المفس لمدة عشر ثوان ؛ مما يعرض المريض بأخطار لا حصر لها في الجهاز التنفسي. د. محمد فتحى إستشارى الجهاز التنفسي بكلية الطب جامعة القاهرة، يقول : دائماً ما يحدث هذا الاختناق في التنفس مع من لديه وزن زائد وسمنة مفرطة بدرجة كبيرة، وكذلك من لديه انسداد في الأنف، فيضطر للتنفس طوال نومه من فمه، فمع دخول هواء الشهيق من الفم، إذا كان هناك ترهل في عضلات الحلق بسبب السمنة الزائدة أو كبر السن، فيسبب هذا الهواء اهتزازاً شديداً بعضلات الحلق؛ مما يسبب شخيراً ويضيف د. فتحي : بعض الأحيان تكون اللهاة -الموجودة في نهاية الحلق والمتدلية بين اللوزتين- طويلة، ونتيجة لجفاف الحلق والفم من اللعاب بسبب التنفس من الفم، تلتصق اللهاة بالبلعوم خلفها مسببة انسداداً لمجرى الهواء الوحيد المتوفر ، وهو عن طريق الفم؛ (حيث أن التنفس عن طريق مجرى الأنف خارج الخدمة منذ أمد بعيد)، فيحدث الاختناق؛ مما يوقظك من النوم، فمع الاستيقاظ وبلع الريق تنفصل اللهاة من التصاقها ليسترد الهواء طريقه إلى الرئتين، وأتخيل أن هذا هو السبيل الوحيد لتفسير وجود مثل هذا الاختناق في شخص نحيف أثناء نومه ؛ وهناك صلة بين انقطاع التنفس أثناء النوم والاكتئاب، غير أن تلك الاضطرابات ليست المسبب الرئيسي لمرض النفسي قد يساهم عامل آخر لم يتم تحديده في الإصابة بالاثنين. ويقول د. عبد المحسن محمود استشاري أمراض الجهاز التنفسي أن الاختناق أثناء النوم هوحالة صحية تتطلب السرعة في العناية الطبية؛ لأن الإهمال في التشخيص والعلاج قد يضر الصحة والحياة، وقد تؤدي إلى سكتة القلب، الجلطات، ارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام في دقات القلب، كما أن اضطرابات النوم قد تؤثر في عمل المريض اليومي وحياته في النهار، والتي قد تنتج عنها مشاكل اجتماعية ونفسية، كما تقسم شدة المرض إلى بسيط، متوسط، وشديد. وعن العلاج يضيف د. محسن الحالات البسيطة من اضطراب التنفس تتم معالجتها عن طريق التوجيه، وتغيير بعض العادات المتبعة، كإنقاص الوزن، والنوم على الجنب، بدلاً من النوم على الظهر، وهنالك أجهزة للفم تساعد على إبقاء المجرى التنفسي مفتوحاً، وتساعد أيضاً على التقليل من عادة الشخير أثناء النوم. ومن هذا المنطلق يأتي دور طبيب الأسنان لعمل هذه الأجهزة؛ حيث يأخذ طبعة دقيقة للأسنان العلوية والسفلية، وكذلك العضة، ومن ثم يتم إرسالها جميعا للمعمل لصنعها، ومن ثم يتم متابعة المريض بشكل دوري من قبل طبيب الأسنان واختصاصي النوم، وهذه الأجهزة على ثلاثة أنواع: أجهزة تعمل على تقديم الفك السفلي للأمام، وبالتالي تعطي مساحة للتنفس، وأجهزة ترفع سقف الحلق الخلفي وأجهزة تعمل على التحكم باللسان وتمنعه من الارتداد للخلف وسد المجرى التنفسي. - الحالات المتوسطة والمتقدمة يتم علاجها بواسطة جهاز يسمى (C-PAP) وهو عبارة عن جهاز يعمل على ضخ الهواء للأنف عن طريق قناع للأنف، ويعمل على إبقاء المجرى التنفسي مفتوحاً وغير مسدود، وهنالك جهاز آخر للحالات الأكثر تقدما ويسمى (Bi-PAP) وهو يعمل على ضخ الهواء بضغطين مختلفين؛ حيث يكون ضغط الهواء عند الشهيق أعلى منه عند الزفير، وبالطبع فإن الطبيب هو الذي يحدد أي النوعين يحتاجه المريض، من الآثار الجانبية لهذه الأجهزة على الأسنان والفكين هي نشوء العضة المفتوحة بين الأسنان أو تقدم في الفك السفلي. كذلك فإن علاج التشوهات الخلقية التي تؤثر في عملية التنفس كما في حالة اعوجاج الحاجز الأنف الذي يؤدي إلى انسداد في مجرى التنفس، وأيضاً عند صغر حجم الفك السفلي عن المعدل الطبيعي أو عند صغر الفتحة في نهاية الحنجرة، وكذلك عند علاج التهاب الحلق أو عمليات التهاب اللوزتين أو كبر حجمهما، خصوصاً عند الأطفال أيضاً تساعد على التخلص من المشكلة.