يوم الأرض الفلسطيني، هو يوم يحييه الفلسطينيون في 30 مارس من كل عام، والمعروف بذكرى يوم الأرض الخالد والذي تعود أحداثه لعام 1976 بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الأراضي ذات الملكية الخاصة، وعلى إثر هذا المخطط قرر الشعب الفلسطيني إعلان الإضراب الشامل وكان الرد الإسرائيلي شديدًا، حيث دخلت قوات مدعومة بالدبابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية وأعادت احتلالها وبعدها قام الفلسطينيون بمظاهرات عديدة في القرى والمدن العربية وحدثت صدامات بين الجماهير والجيش الإسرائيلي، على الجانب الآخر تستعد قوات الحدود العربية المشتركة مع الدولة الصهيونية في "مصر، والأردن، وفلسطين، ولبنان" لتأمين انطلاق المسيرة العالمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني تحت شعار الحرية للقدس ولا لسياسات الاحتلال والتطهير العرقي والفصل العنصري والتهويد بحق القدس أرضًا وشعبًا ومقدسات، وفي السياق نفسه أوضحت صحيفة "معا ريف" الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يتأهب لمواجهة خطر زحف مئات آلاف الفلسطينيين وغيرهم من الناشطين الدوليين نحو الحدود الإسرائيلية ومتضامنين عرب وأجانب من 20 دولة قد بادروا إلى تنظيم "مسيرة القدس العالمية" المقرر أن تنطلق من أربع دول عربية هي: "الأردن، ومصر، وسوريا، ولبنان" باتجاه فلسطين في 30 مارس الجاري وهو يوم الذكرى السنوية ليوم الأرض للتضامن مع الشعب الفلسطيني والمطالبة بإنهاء الاحتلال. الشيخ محمود عاشور، وكيل مشيخة الأزهر السابق قال: إن استمرار القتل والدمار من جانب العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل لا يجب أن يصمت عليه المجتمع الدولي والعالم العربي خاصة بعد سقوط الأنظمة المستبدة التي كانت بمثابة صمام الأمان لإسرائيل ومصدر القلق للشعب الفلسطيني؛ بسبب تواطؤهم المخزي على أبناء عروبتهم وهذا سر سعادة الشعوب العربية بسقوط الرئيس السابق "حسني مبارك" مع باقي الحكام العرب في دول الربيع العربي؛ وما يسعدنا حاليًا وجود تحرك شعبي عربي في اتجاه القدس لتحريره من أبناء أو على الأقل إثبات روح العروبة والمواطنة مع الشعب الفلسطيني والمشاركة في يوم الأرض لنصرتهم ومشاركتهم آلامهم، بهدف بث الرعب في قلوب الصهاينة حتى يتيقنوا أن الشعوب العربية في تلاحم مستمر طالما تواجد الاحتلال. عيد المقاومة ويؤكد د. عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أن ذكرى يوم الأرض هو عيد للمقاومة الفلسطينية المستمرة وعار علينا أن نترك الشعب الفلسطيني يزحف بمفرده على الحدود الإسرائيلية، ولكن على الشعوب العربية أن تنتفض من أمام حدودها المشتركة مع العدو الصهيوني للجهاد المقدس لتحرير الأرض والعرض، مؤكدًا فتح الباب أمام شباب الجماعة الإسلامية للمشاركة في يوم الأرض لنصرة الشعب الفلسطيني، وعلى الأنظمة العربية أن تتخذ موقفًا حازماً في ذكرى يوم الأرض لمساندة ودعم المقاومة، موضحًا بأن الرعب الإسرائيلي يسيطر على حكومتها وشعبها لتخوفهم من حدوث انتفاضة فلسطينية عربية التي باتت قريبة جدًا؛ بسبب عمليات الاستيطان وهدم المنازل ومحاولات تهويد وهدم القدس. ومن جانبه طالب د. صفوت حجازي، رئيس رابطة علماء أهل السنة، شباب الثورة المصرية من كافة الفصائل الذهاب إلى الحدود المصرية للمشاركة في نصرة الشعب الفلسطيني في ذكرى يوم الأرض بعد تحرر الشعوب العربية من أنظمتها التي تحالفت طوال العقود الماضية مع الكيان الصهيوني، وصمتت عن المجازر والقمع والانتهاكات التي حدثت وما زالت تحدث ضد الشعب الأعزل، محذرًا القوات الإسرائيلية من استخدام آلياتها العسكرية ضد شباب الدول العربية المشاركون في ذكرى يوم الأرض؛ لأن ذلك سيؤدي إلى مجازر وحرب قد تتورط بها الدول العربية المفككة سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا من الداخل؛ بسبب وضع جيوشها في التأمين الداخلي على حساب تأمين الحدود المشتركة مع إسرائيل وتحديدًا "مصر وسوريا". خوف صهيوني واستنكر الشيخ عبد الرحمن البر مفتي جماعة الإخوان المسلمين، صمت الأنظمة العربية بعد الثورات العربية على الحرب التي تشنها القوات الإسرائيلية على القطاع والضفة بهدف إجهاض التحركات والمساعي التي تبذلها الجهات والحركات الفلسطينية للمشاركة في ذكرى يوم الأرض الذي سيكون بمثابة يوم التحرر لأرض فلسطين من العدو المغتصب، متوقعًا خوفًا صهيونيًا وارتباكًا داخليًا؛ بسبب كثرة شباب الدول العربية المشاركين في مساندة الشعب الفلسطيني وإعلانهم الموت في سبيل تحرير القدس، محذرًا من الاحتكاك مع قوات الجيش الإسرائيلي؛ حتى لا تحدث مجازر والهدف أن يتم توصيل رسالة للعالم أن الإسرائيليين هم من يغتصبون الأرض ويهدمون البيوت ويبنون المستوطنات التي كادت أن تقضي على المعالم السكانية الفلسطينية وأصبح الشعب الفلسطيني وأهالي غزة لاجئين داخل وطنهم ويعيش في المخيمات بدون ماء أو كهرباء أو أدنى رعاية صحية. وفي رأي د. جمال حشمت، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، أن جماعة الإخوان وقادتها وشبابها في البلدان العربية أعلنوا عن نيتهم المشاركة في يوم الأرض وذلك بتنظيم مسيرة سلمية من أمام الحدود المصرية الإسرائيلية المشتركة حتى لا يتم إحراج الدولة المصرية أمام أية محاولات استفزازية قد تفعلها قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود، مطالبًا بتوحيد الصف الفلسطيني في ذكرى يوم الأرض ووضع هدف تحرير القدسوفلسطين أمام قادة "حماس وفتح" وأن يضعوا خلافاتهم جانبًا ويتمسكوا بالهدنة مع الجانب الإسرائيلي التي تمت برعاية الرئيس "محمد مرسي"، ويتذكروا شيئًا واحدًا أن الشعوب العربية بأكملها تدعم بحركاتهم وقتالهم ضد مغتصبي الأرض، متخوفًا من الألغام الإسرائيلية المزروعة خصيصًا لمثل هذا اليوم في حالة تجاوز الحدود الإسرائيلية من جانب بعض الشباب العربي المتحمس لنصرة الشعب الفلسطيني. انتفاضة ثالثة في المقابل أعرب د. صفوت عبد الغني، مسئول الجناح العسكري بالجماعة الإسلامية السابق، عن ثقته في تغيير قد يحدث في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية وسوف ترغب إسرائيل في دفع عملية السلام والتوقف عن بناء المستوطنات وهدم المنازل وتحريك السلام المشترك بين الجانبين بسبب تخوف الشعب الإسرائيلي من هذه المسيرات هذا العام حتى تضمن الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية مساندة عبرية حتى ولو كانت جزئية؛ بسبب المطالب الشعبية الإسرائيلية التي ترغب في الإطاحة بهذه الحكومة والتي تواجه توترًا وغضبًا بسبب سياستها الخارجية، مؤكدًا أن طبيعة الحكومة اليمينية الملتزمة ببرنامج استمرار الاستيطان والتهويد واستفزاز المستوطنين للفلسطينيين يدفع لانتفاضة ثالثة سوف تحطم آمال الإسرائيليين في ذكرى يوم الأرض الذي سوف يشهد استعدادات لوجيستية لضمان استمرار المسيرات والاحتجاجات وتوفير كافة الظروف لنجاح هذه المساندة والدعم العربي من كافة بلدان العالم، مشيرًا إلى أن استمرار المصالحة والتوافق الفلسطيني هدفان رئيسان في استمرار دعم مصر والعالم للقضية الفلسطينية.