استطاعت الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد حاليًا نتيجة اضطراب الأوضاع السياسية في التأثير على العمل في جميع المجالات ومنها الفن، والذي تأثر كثيرًا بسبب ما تعانيه الدول العربية حاليًا من أزمات سياسية واقتصادية. ومع تصاعد هذه الأزمة في مصر أثر ذلك على أجور الفنانين، والذين لم يجدوا أمامهم سوى المشاركة في أكثر من عمل فني؛ تعويضًا للأجور التي انخفضت مؤخرًا؛ بسبب حالة الاضطراب السياسي التي تشهدها مصر حاليًا. ومن المنتظر أن يظهر عدد كبير من النجوم في دراما رمضان 2013 بأكثر من وجه، بالإضافة إلى المشاركة السينمائية والمسرح والغناء أيضًا، حيث تداخلت جميع أشكال الفن في الفترة الأخيرة بدرجة كبيرة، وبدأ الفنانون يقتحمون جميع أشكال الفنون لنجدهم منتشرين بكثرة في الأعمال الفنية. وعلى الرغم من اتباع عدد من الفنانين لهذا الأسلوب في زيادة أجورهم من خلال الارتباط بأكثر من عمل فني أو من أجل تحقيق الانتشار بالنسبة للفنانين الذين يبدءون مشوارهم الفني، إلا أن هناك البعض الذين رفضوا هذا الاتجاه ورأوا أن تقديم عمل واحد مميز هو الأهم بالنسبة لهم. ومن أول الفنانات التي ارتبطت مؤخرًا بأكثر من عمل فني الفنانة "علا غانم"، والتي تستعد لدخول السباق الرمضاني المقبل من خلال عملين دراميين وهما مسلسل "مزاج الخير" مع الفنان مصطفى شعبان، ومسلسل "الزوجة الثانية"، بالإضافة إلى تحضيرها لأكثر من فيلم سينمائي، حيث تقوم بتصوير فيلمها الجديد "البرنسيسة"، وتستعد لفيلم آخر أيضًا. وعن السبب وراء ارتباطها بأكثر من عمل فني، أكدت "علا" أنها بالفعل قامت بتخفيض أجورها، إلا أنها لا تعتبر ذلك هو السبب الرئيس وراء ارتباطها بأكثر من عمل فني، فعلى صعيد الدراما، فإنها لا تجد مشكلة في تقديمها لعملين معًا طالما أن الأدوار التي تقدمها مختلفة وغير مكررة، كما أن تواجدها دراميًّا جعلها تقلل في أعمالها السينمائية خاصة مع تأجيل عرض فيلمها الأخير "الكريسماس"، وهو ما جعلها تتغيب عن جمهورها لفترة طويلة، لذلك أرادت العودة للسينما من جديد. وأضافت "علا" أنها لا تسعى وراء الأدوار أو الأعمال، وإنما هناك أدوار حينما تقرأها تشعر بأنها لابد وأن تقدمها؛ لأنها ستضيف إليها؛ لأن الأدوار فرصة كبيرة لابد من احترام الدور الجيد وتقديمه؛ لأنني أشعر بأنني لن أجده مرة أخرى إذا رفضت تقديمه. ومثلها ترتبط الفنانة "سيرين عبد النور" بأكثر من عمل فني خلال الفترة القادمة، حيث تستعد للمشاركة في الموسم الرمضاني المقبل من خلال مسلسل "حياة أو موت" مع الفنان "ماجد المصري"، بالإضافة إلى تقديمها لفوازير رمضانية بصدد التحضير لها حاليًا، وعلى صعيد السينما تعود من جديد للتعاون مع الفنان اللبناني "مكسيم خليل" في فيلم جديد تقوم بتصويره حاليًا. وأكدت "سيرين" أن ارتباطها بأكثر من عمل بعيد تمامًا عن مسألة الأجور، والتي لا تهتم بها كثيرًا، وأن تقديمها لأكثر من عمل فني هو نتيجة طبيعية بعد النجاح الذي استطاعت تحقيقه عقب نجاح مسلسلها "روبي"، وهو ما جعلها تتلقى الكثير من العروض والتي وجدت فيهما أكثر من فرصة جيدة تستحق أن تقوم بتقديمها، خاصة وأنها حاليًا في مرحلة مهمة من مشوارها الفني، والتي يجب فيها أن تثبت نفسها؛ لأن المحافظة على النجاح أهم بكثير من تحقيق النجاح نفسه. كذلك يظهر الفنان "أحمد السعدني" في رمضان المقبل بأكثر من وجه حيث تعاقد على ثلاثة مسلسلات، وهو ما جعله يرفض مشاركة والده في مسلسله الجديد؛ وذلك لأنه لا يمتلك القدرة على تصوير أكثر من ثلاثة أعمال في وقت واحد. وعن أزمة الأجور، أكد السعدني أنه بالفعل توجد أزمة اقتصادية أثرت على كل المجالات، ومن بينها أجور الفنانين والتي قام الفنانون بتخفيضها من أجل المساهمة في استمرار عجلة الإنتاج الفني، والتي كانت مهددة بالتوقف نتيجة اضطراب الأوضاع السياسية في البلاد. وهذا أيضًا ما حدث مع عدد كبير من الفنانات مثل "درة"، والتي تشارك في رمضان المقبل بعملين دراميين، بالإضافة إلى تصويرها لفيلمها الجديد "فارس أحلام". وترى الفنانة "شيري عادل" أن مشاركة الفنان في أكثر من عمل فني شيء ضروري، خاصة في مرحلة الانتشار الفني، حيث أنه يكون بحاجة إلى أعمال كثيرة وأدوار مختلفة ليثبت قدرته الفنية في أداء شخصيات عديدة، وهو ما يؤهله إلى خوض طريق النجومية بثقة. وأضافت أنها ما زالت في بداية مشوارها الفني، ومن مصلحتها أن تشارك في أكثر من عمل؛ حتى يكون رصيدها كبيرًا، ومع هذا فإنها تحرص في الوقت ذاته على انتقاء الأعمال التي تشارك فيها. من ناحية أخرى رفضت الفنانة "نسرين الإمام" المشاركة في أكثر من عمل لمزيد من التركيز، مشيرة إلى أن شرط موافقتها على المشاركة في عمل تليفزيوني آخر في التوقيت نفسه، هو أن تكون تفاصيل دورها مختلفة، وألا يتعارض ذلك أو يؤثر على تصوير المسلسل الآخر. مسألة قلة الأجور كذلك أكد الناقد "طارق الشناوي" أنه لابد من وضع قوانين لذلك، بألا تزيد أعمال الفنان عن عملين في الموسم الواحد؛ وذلك لإعطاء فرصة أكبر لأكبر عدد من النجوم للمشاركة بالأعمال، بحيث نجد هناك فنانين يشاركون بأعمال كثيرة وآخرين يغيبون تمامًا. وأشار إلى أن مسألة قلة الأجور ومحاولة تعويضها بتقديم أكثر من عمل ليس حلًا مثاليًا؛ لأننا لابد وأن نتخطى هذه الأزمة من خلال الاستمرار في الإنتاج، مؤكدًا على أن حل هذه المشكلة من اختصاص شركات الإنتاج، والتي يجب أن تضع حدًا لمشاركة الفنانين مثلما سبق وأن فعلت شركة صوت القاهرة من قبل، حيث قامت بوضع حد لمشاركة الفنانين في أعمالها التي تنتجها بألا تزيد عن عمل واحد في الموسم الرمضاني. وأوضح "الشناوي" أن الفنان يمكن أن يعوض تواجده في مسلسل واحد من خلال تقديمه لعمل سينمائي أو مسرحي، وبذلك سيساهم الفنانون في استمرار عجلة الإنتاج الفني في السينما والدراما والمسرح.