لم يكن ظهور موريس صادق صاحب الفيلم المسيء للرسول صلى الله علية وسلم صدفه، فهو الذي يتزعم مع آخرين مثله كعصمت زقلمة ومن قبله عدلي أبادير ومدحت قلادة مطالب أقباط المهجر من الحكومات المصرية المتعاقبة في السنوات العشر الأخيرة، ولأن موريس صادق تحديدا هو احد المتطرفين المعروفين بكرههم للإسلام والمسلمين، فقد كان واضحا ومتوقعا أن صادق موريس يدبر شيئا ما للمسلمين وبالفعل حدثت المأساة والفضيحة ( أقباط المهجر يسيئون لنبي الإسلام، والمسيحيون في مصر لا حول لهم ولا قوة) فقد تبرأوا من موريس صادق وأتباعه ووصفه البعض بأنه عميل الأمريكان وآخرون وصفوه بأنه رجل الصهيونية العالمية التي تهدف للقضاء على الإسلام ونشوب الفتنة بين المسلمين والمسيحيين ولعل أزمة الفيلم المسيء للرسول وبطلها موريس صادق دافع قوي لفتح ملفات أقباط المهجر ومؤتمراتهم العامة. أقباط المهجر هم المصريون الذين هاجروا من مصر آخر أيام حكم الرئيس السادات وأيام حكم مبارك واستقروا في الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية وظهر نشاطهم واضحا في السنوات الأخيرة في حكم مبارك وبالتحديد في احداث الكشح وكنيسة القديسين. ويبلغ عدد منظمات أقباط المهجر أكثر من مائة منظمة منتشرة في أوروبا والولاياتالمتحدة ومن السهل الحصول على تراخيص لها في الدول الأوروبية بمائة دولار فقط دون قيود وأهم هذه المنظمات منظمة عدلي أبادير ومقرها سويسرا ومنظمة أقباط الولاياتالمتحدة التي يرأسها مايكل منير ومنظمة مسيحي الشرق الأوسط. أما عن تمويل منظمات أقباط المهجر فإنه يتم عن طريق رجال الأعمال الأقباط الموجودين بالخارج. دشن الأقباط المهاجرون عددا من المؤتمرات الدولية لجمع أصوات الناشطين الأقباط من مختلف دول العالم، مع مسئولين رسميين من الولايات المكتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا، وركزت هذه المؤتمرات المطالبات بحقوق للأقباط وضغطت لتنفيذها من قبل الحكومة المصرية. ورغم طول فترة الأنشطة الفردية للأقباط فإن أول مؤتمر نظمه رجل الأعمال الراحل عدلي أبادير في أكتوبر 2004 بمدينة "زيورخ" السويسرية بعنوان مسيحيين تحت الحصار " برعاية منظمة التضامن المسيحي العالمي، وهوجم في الصحف المصرية وقتها، واتهم بأنه من تمويل صهيوني ويهدف للتفرقة بين أبناء الدولة الواحدة. المؤتمر الثاني تم عقده في كندا خلال عام 2004 أيضا تحت شعار "مؤتمر مسيحي الشرق" وكانت توصياته بدعم وإنشاء محطات فضائية قبطية توجه للمنطقة العربية، وطالبوا بإلغاء أي بند في أي من الدساتير العربية ينص على أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، وكذلك التعامل بنفس الطريقة مع المساجد والكنائس فيما يخص الإنشاء والترميم، وإتاحة الحق في التنصر بالنسبة لأصحاب الديانات الأخرى، والسماح لهم باستخراج أوراق تحقيق شخصية جديدة وإلغاء خانة الديانة من جميع الأوراق الرسمية وطلبات العمل وتغيير المناهج التعليمية بحيث تكون المواطنة أساسها تحت ادعاء أن شكلها الحالي يزرع في نفوس الأطفال الكراهية للآخر، وتدريس الحقبة القبطية في التاريخ المصري. المؤتمر الثالث عقد في واشنطن عام 2005 بتنظيم عدلي أبادير أيضا، وحمل شعار "مسلمون ومسيحيون من أجل الديمقراطية وحقوق المواطنة في مصر"، وشهدت جلسات المؤتمر مناقشات ساخنة وحادة عن مشكلة أوضاع الأقلية القبطية في مصر وسبل معالجة المسألة القبطية عموما، وخلص المؤتمر الى تعمد الحكومة المصرية اضطهاد الأقباط وتعميق التطرف الديني والفكر الوهابي في مصر وتصدير الإرهاب إلى جميع أنحاء العالم.