تعتبر العلاقات المصرية و الامريكية من أهم علاقات الدولتين الخارجية بالنظر لموقع كلا منهما الاقليمية و الدولية و نظرآ لاحتلال مصر موقع الريادة فى دوائرها الاقليمية و العربية و الدولية أصبحت عاملآ أساسيآ فى السياسة الخارجية الامريكية و أصبحت العلاقات بينهما عديدة و متشابكة و تعود جذور العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين إلى عام 1832 عندما قامت مصر بفتح قنصلية للولايات المتحدة بالاسكندرية و ظلت السمة الغالبة لهذه العلاقات التذبذب و عدم الاستقرار و الصعود و الهبوط و قد وصلت التفاعلات بين البلدين فى قمتها الصراعية عام 1967 عندما قامت مصر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع أمريكا و قمتها التعاونية فى حكم السادات حيث أصبحت أمريكا بمثابة شريك كامل فى العلاقات المصرية الاسرائيلية و المصدر الرئيسى لأسلحة و محورآ مهمآ فى عملية السلام فى الشرق الأوسط و قد نجحت الولاياتالمتحدة طيلة الثلاثة عقود الماضية فى تحقيق استراتيجيتها فى المنطقة المتمثلة فى ضمان أمان إسرائيل و أمن الطاقة عن طريق إقامة علاقات استراتيجية قوية مع مصر فى عهد النظام البائد كانت سمتها التبعية السياسية و التدخل فى الشئون المصرية و إضعاف و تحجيم دور مصر القيادى الاقليمى و الدولى و بعد التغير فى المشهد السياسى المصرى بعد ثورة يناير المجيدة و فى عهد أول رئيس مدنى منتخب فى مصر و فى ظل الصراع على السلطة و حالة عدم الاستقرار فى دوائر صنع القرار فى السياسية الخارجية المصرية أصبح من الضرورى معرفة مستقبل العلاقات المصرية الامريكية و العمل على صياغة إطار جديد للعلاقات الثنائية بين البلدين يرتكز بصورة أساسية على المصالح المشتركة و الاحترام المتبادل و إعادة قدر من التوا المصرية الامريكية خاصة فيما يتعلق بحرب التجارة و الاستثمار و التى تمثل أهمية كبيرة لمصرف المرحلة الحالية أكثر من المساعدات العسكرية التى لا تخدم سوى فئة قليلة من المصريين و تعظيم الاستفادة من العلاقات القوية مع الولاياتالمتحدة كحليف استراتيجى فى المنطقة بما يحقق المصلحة المصرية - الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق و المرشح السابق لرئاسة الجمهورية يؤكد أن العلاقات المصرية و الامريكية مازالت غامضة و ملتسبة حتى الأن و الحديث عن مستقبل هذه العلاقات فى المرحلة القادمة لا يخرج عن كونه مجرد تأمينات أو جدل سياسى فمن السهولة تشخيص و تحليل نمط العلاقات بين البلدين فى عهد مبارك و لكن تحديد اتجاه و شكل العلاقات الثنائية مستقبلآ أمر بالغ الصعوبة و التعقيد فى ظل التطورات السياسية التى تعيشها البلاد فمفتاح العلاقات السياسية الخارجية لمصر يعتمد بشكل أساسى على تفاعلاتها و التى ستحدد بوضوح أدوارها الاقليمية و الدولية فمصر منذ بداية تاريخها الفرعونى لم تكن دولة مستقلة مطلقآ و سياستها كانت تابعة الأجانب و كانت مطمعآ للدولة الاستعمارية لكونه دولة رئيسية و محورية لذلك سعت هذه الدول لابعادها عن محيطها العربى و الاسلامى و تحجيم دورها و عندما حاولت أن يكون لها دور مستقل و سيادة فى عهد عبد الناصر انتهى المشروع بالفشل فالدولة المصرية صاحبة التاريخ العريق ينبغى أن تكون لها علاقات متبادلة مع الولاياتالمتحدة باعتبارها الدولة العظمى و تسعى لتأكيد استقلال قرارها و دورها الاقليمى و بما يتفق مع حجمها كدولة محورية فى المنطقة و أن تكون مصالحها هى المعيار الأساسى فى علاقاتها الخارجية مع جميع دول العالم و يضيف فالعلاقات بين أمريكا و بريطانيا تقوم على التبعية السياسية و لكنها تتم فى إطار تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين و هى معادلة صعبة يصعب تحقيقها فى الحالة المصرية حتى يتحقق استقلال القرار السياسى المصرى و استعادة الدور الريادى لمصر لابد من بناء الوطن من الداخل فلا يمكن لدولة أن تدعى استقلال قرارها و هى مفرغة و مفككة داخليآ و ذلك لن يتم إلا بتحقيق الوحدة الوطنية و العمل على توحيد وجهة نظر إقناعية للجميع و تجاوز الاتهامات بالتخوين و الاقصاء فمصر فى المرحلة القادمة بحاجة لعلاقات شراكة قوية مع الولاياتالمتحدة و لكن هذه العلاقات ينبغى أن تحددها المصالح و المنافع التى ستعود على مصر من جراء هذه العلاقة . - الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية يؤكد أن القادة و الساسة الأمريكيون فبراجماتيون و عمليون و يستطيعون التعامل و التكيف مع أى نظام سياسى فى مصر فلا يعنى واشنطن من يحكم مصر اسلاميين أم ليبراليين و لكن المهم هو هل ستتأثر العلاقات الامريكية و عناصر استراتيجيتها بالدرجة الأولى أم لا . فمصالحها فى المنطقة هى الانار الأساسى الذى يحكم حركتها السياسية و على الجانب الآخر فقوى الاسلام السياسى و على رأسها جماعة الاخوان المسلمين تتفهم الوضع الحالى و ستتجنب الدخول فى صدامات أو تواترات مع الادارة الامريكية و ستغض الطرف عن الحديث حول تعديل معاهدة كامب ديفيد فى هذه المرحلة العصبية و ستولى اهتمامآ أكبر للقضايا الداخلية خاصة حالة عدم الاستقرار السياسى و الحالة الاقتصادية المتردية التى تعيشها البلاد فالسياسة الامريكية الحالية تعمل فى اطار الضغط على المؤسسة العسكرية لكسب رضا تيار الاسلام السياسى و هو ما ظهر جليا عقب اجتماع هيلارى كلينتون أثناء زيارتها لمصر مع المجلس الاعلى للقوات المسلحة و تأكيدها أن يعود الجيش لثكناته و حماسية الامن القومى . ويضيف فالزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الامريكية و عدد من المسئولين الامريكين لمصرف الفترة الأخيرة كان هدفها حبس و استطلاع الوجوه الجديدة التى ستتعامل معها و التعرف على و جهات نظرها و تأكيد التزام مصر على معاهدة السلام مع اسرائيل و العمل دعم و تقوية العلاقات بين البلدين. - الدكتور عماد جاد الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية و عضو مجلس الشعب السابق يرى أن العلاقات المصرية الامريكية فى ظل الدكتور مرسى ستكون على ما يرام و ستشهد تطورآ إيجابيآ فإدراك القيادة الامريكية لدور مصر و الاحتفاظ بها كحليف استراتيجى فى المنطقة سيجعلها تحرص على تحصين العلاقات مع القيادة المصرية و دعم التعاون بين البلدين فالزيارة الأخيرة للوزيرة الامريكية كلينتون هى مؤشر و دلالة واضحة على أن العلاقات بين الدولتين ستتجه نحو مزيد من التقدم و التعاون و أنها ستستمر على نفس القوة و المتانة كما كان فى عهد النظام السابق و ينبغى أن يكون الاحترام المتبادل و الندية و المصالح المشتركة هى الاساس للعلاقات مع الولاياتالمتحدة و احترام الارادة المصرية و عدم التدخل فى الشئون الداخلية للبلاد . - الدكتور جهاد عودة استاذ العلوم السياسية جامعة حلوان يؤكد أن الأدارة الامريكية الحالية عبرت عن تأييدها و ترحيبها بوصول الدكتور مرسى رئيسآ للجمهورية و أكدت على احترامها لاختيارات الشعب المصرى و ليس لديها أى مشكلات مع النظام السياسى الجديد فإدارة أوباما تتمتع بمرونة كبيرة و ستعمل على المحافظة على حلفائها فى المنطقة و فى مقدمتها مصر صاحبة الدور الرئيسى و المصالح الاستراتيجبة فمادام العلاقات الاستراتيجية لن يحدث بها تغير فستظل العلاقات قوية بين الدولتين و الأزمة و المشكلة يمكن أن تأتى فى حالة انتخاب رئيس جمهورى فى الانتخابات الرئاسية القادمة فمن المتوقع فى هذه الحالة أن يحدث تغيير جذرى فى شكل العلاقات بين البلدين و ستشهد مزيدآ من التوتر و الصراع .