أكدت الأممالمتحدة أمس الجمعة أن الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي سيحل محل كوفي عنان الأمين العام السابق للامم المتحدة كوسيط دولي بشأن سوريا مع تزايد أعداد اللاجئين الفارين إلى تركيا. وسيصبح اسم منصب الإبراهيمي -الذي تردد لأيام في قبول المهمة التي وصفها السفير الفرنسي في الاممالمتحدة جيرار ارو بأنها "مهمة مستحيلة"- الممثل الخاص المشترك لسوريا بدلاً من عنان الذي يتنحى عن المنصب في نهاية الشهر الجاري. وقال دبلوماسيون إن السبب في تغيير اسم المنصب هو رغبة الإبراهيمي في النأي بنفسه عن عنان. وقال ادواردو ديل بيي المتحدث باسم الاممالمتحدة "يعرب الأمين العام عن تقديره لرغبة الإبراهيمي في وضع مواهبه وخبراته الكبيرة في هذه المهة الحاسمة التي سيحتاج -ويتوقع حقًا- من اجلها دعمًا قويًا وواضحًا وموحدًا من المجتمع الدولي بما في ذلك مجلس الأمن". وقال ديل بيي إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يدعمان تعيينه. وأضاف أن التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية يمثل أهم أولويات الأممالمتحدة. ووصف جوش ايرنست المتحدث باسم البيت الأبيض الإبراهيمي بأنه "دبلوماسي كفء ومحنك" على الرغم من قوله ان الولاياتالمتحدة كانت تريد ان تعرف المزيد عن تفويضه من الاممالمتحدة. وأضاف أن "موقفنا ووجهة نظرنا عن حل هذه المشكلة لم يتغيرا ألا وهو أن الوقت حان لتنحي الرئيس الأسد والسماح لهذا التحول السياسي بالمضي قدمًا للأمام. وقال دبلوماسيون إن كل أعضاء مجلس الأمن يؤيدون الإبراهيمي. وأكد إعلان الأممالمتحدة ما سبق أن قاله دبلوماسيون ل"رويترز" يوم الخميس. وقال مسئولون بالاممالمتحدة ل"رويترز" إن من المتوقع أن يصل الإبراهيمي إلى نيويورك الأسبوع القادم لمقابلة بأن وبحث خطط بشأن نهج جديد في التعامل مع الصراع السوري الذي تقول الاممالمتحدة أنه أدى إلى مقتل أكثر من 18 ألف شخص في القتال بين قوات الأسد وقوات المعارضة المسلحة. وقال الإبراهيمي في مقابلة مع قناة فرانس 24 التليفزيونية انه سيلتقي قريبًا مع مجلس الأمن الدولي. وأردف قائلاً: "سنناقش بجدية جدًا الطريقة التي يمكن ان نساعد بها. وأضاف: "انهم يطلبون مني القيام بهذه المهمة. اذا لم يدعمونني فلن تكون هناك مهمة. انهم منقسمون ولكن يمكنهم بالتأكيد التوحد بشأن شيء كهذا وارجو ان يفعلوا ذلك". وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان مجلس الامن يجب ان يتحد لدعم مهمة الابراهيمي. وقال في مؤتمر صحفي عقد في العاصمة التركية انقرة "إن كنا لا نريد لمهمته أن تفشل مثل سلفه (كوفي) عنان يتعين علينا إيجاد توافق في مجلس الأمن ولا نسمح بأي أساليب للتعويق". وتقاوم روسيا والصين اللتين تتمتعان بالعضوية الدائمة في مجلس الامن الدولي المحاولات الغربية لزيادة الضغوط على الاسد. لكن واشنطن صعدت الدعم السلمي للمعارضين. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في بيان ان "رسالتي للمبعوث الخاص الابراهيمي بسيطة الا وهي ان الولاياتالمتحدة تقف مستعدة لدعمكم وتأمين التوصل لسلام دائم يعزز الطموحات المشروعة لحكومة تمثل الشعب السوري".