أصدر الشاعر العراقي عبدالرزاق الربيعي، كتاباً جديداً يحمل عنوان "خذ الحكمة من سيدوري" عن دار شمس دار النشر والتوزيع، والكتاب يقع في 190 صفحة من القطع المتوسط وهو الديوان رقم 19 في دواوينه الشعرية التى من أبرزها "موجز الأخطاء" "جنائز معلقة، شمال مدار السرطان، قوس في فمي". الربيعى شاعر وإعلامي وكاتب مسرحي عراقي من مواليد بغداد، عام 1961م يقيم في سلطنة عمان منذ عام 1998، يعمل في الصحافة الثقافية. أما عن ديوانه "خذ الحكمة من سيدوري" فتحيل عنونة هذه المجموعة للشاعر عبدالرزاق الربيعي إلي منهومية المتن الحكائي الحضاري المتوج في الملحمة البابلية الأشورية (ملحمة كلكامش). وفي بداية الكتاب استبدل المؤلف المقدمة التقليدية بعرض بعض المقولات المأثورة لكتاب آخرين في إشارة تمهيدية منه إلي محتوي كتابه الذي يتضمن نحو 49 قصيدة، ففي قصيدة شحوب نصح الشاعر الإنسان اليأس بضرورة الاستعداد موقف صعب لتتفتح امامه زهران الأمل وذلك في قوله "لأنك لم تعلمه السباحة في شرايين الأمطار". ولأن الشاعر هنا عراقي الجنسية واللهوية فإنه قد تناول متغيرات الأوضاع السياسية والإجتماعية في دولته التي عانت الويلات خلال العقود الماضية، في عدد من القصائد التي حملت اسماء بعض المدن العراقية. وفي قصيدة "محنة صقلية" تحدث عن الفجيعة التي حدثت لأمه حتعلية والذكري التي لا تنسي من مخيلته في قوله "للسواد في ثوب أمي ذاكرة لا تشيخ"، وكأنه في قصيدة "عقم" يتناول قضية الإحجام عن العمل وعدم الرغبة في الإنتاج بالشجرة غير المثمرة التي نأخذ منها الظل والهواء العليل دون ثمار. بماذا يعود الغريب، كان التساؤل الذي بني عليه الشاعر قصيدته التي حملت عنوان بنفس هذا التساؤل ليوضح أن الإنسان الغريب عن وطنه أو يشعر بالغربة دخله وكأنه لا يعود من هذه الغربة إلا بالجرح الذي لا يشفي محملاً بتراب غربته حيث لا ينتفع من طريق اللاعودة بشئ علي الإطلاق وربما ينتهي جثه هامدة حتي ولو مازال قلبه ينبض. وفي قصيدته بعنوان "عندما تعود إلي الوطن" ألقي الضوء علي أبناء العراق الذين عانوا كثيرا من الإحتلال الأمريكي ويعيشون كأنهم غرباء علي أرض وطنهم، حيث وصف نظرة كل مواطن عراقي بأنه كان مسافراً وقبل نزوله إلي أرض الوطن يري من حوله أن ملامح المدينة تغيرت كما تغير من حوله، حيث رصد سلبيات الأحتلال بقوله "لا توجه وجهك صوب البيوت والمدن والحدائق واعط وجهك المقبرة هناك هناك" وفي ذلك إشارة إلي أن العدو جاء علي كل الأخضر ويابس وحول المدينة إلي حكام والبشر إلي قتلي وذكري فقط.