خرج أمس آلاف من الشباب الثورية فى مسيرة متجهة إلى ميدان التحرير يدعون إلى عودة الحراك الشعبى بعد مهاجمتهم من السلطة وقضائها وأمنها فى محاولة لإعادة استبداد حكم مبارك وطرقه وقمعه لاستخدام القانون فى الهجوم على الناشطين. والشارع عاد يتحرك مرة أخرى وعاد يدرك أن لا خلاص لهذا البلد إلا بالتغير الحقيقى وهذا التغير يعنى حرية وعدالة واستقلال من الغرب واستقلال تابعية قرارنا الذى ما زالت مرتبطة بالمجلس العسكرى، الرسالة اليوم 9 مارس عام على انتهاكات العسكر عام على تعذيب وقمع وقتل وشهداء عام على محاولة تغيير مسار الثورة والقضاء على التحول الديمقراطى عام على بداية الحراك الطلابى 9 مارس. فتح باب الانتخابات الرئاسية وما زالت المادة 28 لم تتغير وما زالت القوانين الانتخابية المزوة لم تتغير. عام طويل بكثير من المآسى وبنجاح أساسى هو معرفة الشارع والشعب لحقوقه ورغبته بالحراك وتحقيقها والشعب يقول بهذه المسيرة إنها مستمرة. المتظاهرون يهتفون بصوت عالٍ يسقط يسقط حكم العسكر مطالبين بمحاكمة جميع المدنيين المحاكمين عسكريًا أمام قاضيهم المدنى الطبيعى وتعديل المادة 48 فى الدستور والتى تسمح بإحالة المدنيين للمحكمة العسكرية وإصدار تشريع يمنع محاكمة أى مدنى إلا أمام قاضيه الطبيعى. لقد تعرض الشعب المصرى بجميع طوائفه يوم 9 مارس 2011 لجرائم مشينة، تعد البداية لسلسلة من الجرائم والانتهاكات التى لم يتم القصاص لها أو التحقيق بملابساتها حتى الآن.. بداية من المحاكمات العسكرية الظالمة وغير المبررة وكشوفات العذرية المهينة وسحل وضرب النساء بوحشية والاعتداء على العمال الكادحين وقمع طلاب الجامعات المصرية وفض اعتصام كلية الإعلام وقتل الشهداء الأبرار، وكل هذا من أجل إخراس الأصوات الشجاعة والشجية التى تطالب بحقوق المصريين وعزتهم جميعًا والتنديد بالجرائم التى دأب المجلس الأعلى للقوات المسلحة على ارتكابها بحق الشعب المصرى العظيم الذى طالب ولا يزال يطالب بالعيش والحرية والاستقلال والكرامة والعدالة الاجتماعية التى من أجلها فجر ثورته المجيدة يوم 25 يناير 2011. نعم لقد مر عام على تلك الأحداث المؤسفة والصرخة ولن نقف مكتوفى الأيادى ولذلك نحن نعلن وبأعلى صوت وبكل ما أوتينا من قوة دعمنا الكامل لهؤلاء الضحايا وشهداء الكرامة والعدل والحرية فى ميدان التحرير وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء، وسوف نتذكر بقوة وبشكل سلمى فى نفس الوقت تلك الأحداث ونكرمهم يوم 9 مارس 2012، حيث تكون بمثابة تكريم لهم ومطالبة لحقوقهم وفى نفس الوقت، دعوة إلى استرداد روح الترابط والعمل الجاد لتحقيق أول وأهم مطلب وهو القصاص وتحقيق العدالة لهم. إنه لمن المحزن أن بعد عام كامل من تلك الأحداث أن نعمل على تلبية حقوقهم بدلاً من الاحتفال بنجاح الثورة وجنى ثمارها ولكن للأسف، والفضل في ذلك يرجع إلى القيادة الفاشلة والمؤسفة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، نحن لا زلنا فى حالة حزن وأسى وغضب عارم تجاه تلك الجرائم، ولن يهدأ لنا بال حتى نأتى بحقوقهم ونحقق العزة للشعب بأكمله. فالمجد للشهداء والمعتدى عليهم بجميع الأشكال، وثورتنا مستمرة ولن تسكن حتى نحقق حلم التغيير لمصرنا الحبيبة. إن فاعليات التاسع من مارس هذا العام تأتى بمثابة تكريم لهم وإصرار على انتزاع حقوقهم وحقوق الأمة كلها فى القصاص وتحقيق العدالة وفى نفس الوقت، دعوة إلى استرداد روح الترابط والعمل المشترك المتنافى لتحقيق أهداف الثورة المجيدة التى لم تزل تراوح مكانها بعد عام كامل من تلك الأحداث الجسام، بدلاً من الاحتفال بنجاح الثورة وجنى ثمارها التى عطلت بتدبير المجلس العسكرى الذى حول الفترة الانتقالية الى كابوس انتقامى ألحق بالثورة والشباب خسائر فادحة بل جرائم مروعة تثير الحنقة والأسى والغضب الذى لم يطفأ اشتعاله إلا القصاص العاجل لهم واحترام تضحياتهم وتخليد ذكراهم، إضافة إلى استمرار النضال المشترك لتحقيق آيات الثورة الكبرى من حرية وعدالة وعدل قضائى والكرامة الإنسانية التى تعبث بها موجات التشويه الدنئ والتخوين الفاجر وتهم العمالة الكاذبة لشباب الثورة وأبطالها من خلال المحاكمات العسكرية لهؤلاء المدنيين أو من خلال اختراق السلطة لمؤسسة القضاء المدنى والنيابة العامة وآخر شواهدها إباحة تهريب الأمريكيين المتهمين فى مسرحية سياسية تتذرع للتمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى ليتصيدها المجلس العسكرى لا لتفعيل القانون ضد مخالفيه الحقيقيين وإنما للانتقام من بعض الحقوقيين الذين ساندوا الثورة ودافعوا عن شبابها وضحاياها من المعذبين والمصابين الشهداء، ومن هذه الشواهد أيضًا لعبة اللجان القضائية غير المستقلة للإشراف على الانتخابات وتوجيهها إلى حيث تتحقق مصالح العسكر وحلفائهم. لقد دفع الشعب المصرى ثمنًا فادحًا طويل الأمد لاختناق السلطة وسيطرتها على مؤسستى القضاء والجامعات وترى الثورة أن الوقت قد حان لخلاص هذه المؤسسات القومية الرفيعة من أسر السلطة وفسادها وتخلفها لأن القضاء المستقل والجامعات المستقلة علامات بارزة على طريق النهضة القومية إلى الحكم الرشيد فى دولة العدل والعلم والحرية. ثورتنا مستمرة وأصواتنا لم تخفت تحت التعذيب والإهانة وقعقعة الرصاص فى 9 مارس 2012 ولا قبله ولا بعده لأن أصوات من أهينوا وسجنوا وعذبوا وضربوا وأصيبوا وقتلوا ستظل تدوى بأسماعنا على الدوام حتى يوم قريب ترد فيه المظالم.. أبيض على كل مظلوم.. أسود على كل ظالم.