طالما ما تألق العرب وبرز اسمهم في البطولة، فمنهم الفراعنة الذي لقنوا الأفارقة درساً قاسياً لمدة ثلاثة بطولات متتالية لم يستطع زملاء دروجبا أو إيتو أو أسمواه جيان فيها إيقاف هذا القطار الذي كان يقوده المعلم حسن شحاتة قبل أن ينتهي مشواره بخروج مذل من تصفيات كأس الأمم لهذا العام، ومنهم تونس التي حصدت الميدالية الفضية مرتين، وتألقت في بطولة 2004 التي أقيمت على أرضها لتحقق البطولة للمرة الأولى، بعد عبور عقبة نيجيريا في نصف النهائي وشقيقتها المغرب في النهائي ومن قبلهما السنغال، فلم يغب العرب مطلقاً عن بطولة إفريقيا فلهم الأغلبية في الألقاب بسبعة ألقاب لمصر، ولهم أكبر عدد من الميداليات في البطولة، وبالرغم من ذلك غابت المنتخبات الأربعة التي كان متوقع لأحد منهم حصد اللقب عن حتى نصف النهائي. ورغم مشاركة أربعة منتخبات عربية في بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تقام فعلياتها حالياً في غينيا الاستوائية والجابون، ‘لا أن ذلك لم يشفع للعرب فى وصول منتخبات الشمال الإفريقي إلى الدور النهائي ليغيب العرب للمرة الخامسة في تاريخهم عن حصد مرتبة من المراتب الأربعة الأولى الأكثر ترشحاً لحصد البطولة من جميع العرب وقد يصل إلى جميع الأفارقة كان أول العرب توديعاً للعرس الإفريقي إنه المنتخب المغربي الذي تلقى هزيمتين خارج الحسبان من شقيقه التونسي والمستضيف الجابوني ليكون أول العرب المودعين ويحقق فوز لحفظ ماء الوجه على النيجر، بعد أسود الأطلس جاء الدور على ثوار ليبيا الأحرار الذين قهروا السنغال وتلقوا هزيمة غير مستحقة من غينيا الاستوائية وتعادل غير عادل مع زامبيا وبتألق كبير من أحمد سعد الذي لفت الانتباه رغم كبر سنه . السودان كانت مفاجأة العرب، التوقعات السودانية كانت غير متفائلة بالمرة ولكن أبناء محمد عبد الله مازدا فعلوا أشياء تحاكت بها القارة السمراء، حيث تلاعب رفاق هيثم مصطفى بكوت دي فوار وبدروجبا وكانوا قريبين من التعادل لولا الحظ وأبو بكر باري، و أدوا أداء لا بأس به مع أنجولا وكانت النهاية بفوز مستحق عبر المهاجم كاريكا بهدفين في شباك بوركينا فاسو ليلتقي تماسيح النيل بزامبيا ولكن رينارد العنيد سحق مازدا الخبير بثلاثية نظيفة . أما عن آخر الممثلين فهم نسور قرطاج الذين كان من المتوقع أن يصنعوا شيئاً مميزاً فقد كانو الأفضل في البطولة من العرب بفوزين على المغرب والنيجر وهزيمة صعبة من الجابون ليصعد ويواجه رفاق أسمواه جيان بغانا وبالرغم من الأداء الممتاز الذي أداه نسور قرطاج أضاع الحارس أيمن المثلوثي حلم تونس بخطأ قد لا يجعله يلعب مرة أخرى في المنتخب كان سبب في هدف الفوز للبلاك ستارز . الغريب أن العرب لم يغيبوا عن النهائي سوى أربعة مرات، فكانت أول مرة على أرض الكاميرون في عام 1972 في البطولة التي حمل كأسها جمهورية الكونجو، ورُغم مشاركة المغرب والسودان لكن نظام البطولة حينها لم يساعدهما فقد قسمت الفرق التي كانت تضم 8 منتخبات فقط إلى مجموعتين يتأهل منهم الأول والثاني على أن يلتقي أول المجموعة الأولى بثاني المجموعة الثانية والعكس صحيح ولكن صقور الجديان وأسود أطلس كانا في نفس المجموعة وخرجا من الدور الأول رُغم تساوي المغرب و جمهورية الكونغو في النقاط كان للأخير النصيب بالصعود بسبب فارق الأهداف . ثاني مرة غاب فيها العرب عن نهائي المونديال الأسمر كانت على أرض السنغال تحديداً عام 1992 والتي توج بها كوت دي فوار ، شارك من العرب في هذه البطولة المغرب ، الجزائر ، مصر خرجوا جميعهم من الدور الأول للكان في مفاجأة كانت كبيرة . أما عن ثالث مرة فقد كانت في البطولة التالية عام 1994 والتي كانت على أرض تونس ، شارك في هذه البطولة من العرب تونس ومصر فقط وصعدت مصر للدور ربع النهائي فيها ولكنها فشلت في تخطي مالي وهُزمت بهدف نظيف في البطولة التي فاز بها المنتخب النيجيري بقيادة إيمانويل أمونيكى . آخر بطولة لم يصل فيها العرب إلى الدور النهائي كانت في عام 2002 البطولة التي نظمتها مالي وحقق لقبها الكاميرون ، شارك من العرب فيها الرباعي مصر والجزائروتونس والمغرب ولكن جميع العرب خرجوا من الدور الأول عدا مصر التي صعدت وارتطمت بالكاميرون وفازت عليها الأخيرة وصعدت إلى الدور التالي . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه حالياً ، لماذا لم تستطع المنتخبات العربية الصعود إلى حتى الدور نصف النهائي رغم أن إمكانيات تونس والمغرب بمقدورها ذلك بالفعل ؟ أم أن هناك أخطاء فنية من المديرين الفنين أولاً واللاعبين ثانياً هي السبب في الخروج العربي ؟ أم أنه صار حتمياً وجود فراعنة مصر الساجدين حتى يصعد العرب دائماً وأبداً لنهائي البطولة أوعلى الأقل لنصفه ؟ .