ألقت حالة انعدام الثقة بين أجهزة الشرطة وجموع المصريين بظلالها علي الوسط الفني، خاصة مع اقتراب يوم الخامس والعشرين من يناير للعام الجاري، والذي يحتفي خلاله المصريون بذكري مرور عام علي ميلاد ثورتهم؛ بالتزامن مع احتفالات أعياد الشرطة؛ في الوقت الذي يتسابق فيه النجوم علي تقديم أعمالهم تجسيدًا للاحتفالين؛ خاصة وسط هالة الانبهار التي جذب بها الفن أفئدة الكثيرين ممن عملوا فى مجالات أخرى لا علاقة لها بالابداع الفنى، خاصة ضباط الشرطة، وغيرها من المهن الخدمية، إلا أن أربابها فضلوا التضحية بمجالاتهم واتباع موهبتهم الفنية. فالراحل "صلاح ذو الفقار"، واحد من أبناء كلية الشرطة، والتي تخرج فيها عام 1946، وعمل بسجن مزرعة طره، وظل يعمل به لفترة طويلة، ثم عمل مدرساً بكلية الشرطة في العام 1949 حتي استقال من الخدمة عام 1975، واستمر ذو الفقار يجمع بين عملة كضابط شرطة واشتغاله بالتمثيل لمدة ست سنوات، وكان آخر أعماله الفنية فيلم "الطريق إلى إيلات". وكذا سمير غانم، الذى التحق بكلية الشرطة بناء على رغبة أسرته، إلا أنه لم يمض بالكلية سوي فترة بسيطة؛ لأنها تتطلب مواصفات خاصة؛ فتركها والتحق بكلية الزراعة ليلتقي بالضيف أحمد وجورج سيدهم ويكونوا ثلاثي أضواء المسرح. وأيضًا المنتج وكاتب السيناريو ممدوح الليثي، والذي تخرج فى كلية الشرطة عام 1960، واستمر يعمل ضابطا ما بين القاهرة والفيوم حتي العام 1967، عندما تفرغ لكتابة السيناريو. وفى الوقت نفسه تدرج فى الوظائف فصار رئيس قسم السيناريو بالتلفزيون عام 1967، ثم مراقب النصوص والسيناريو والإعداد عام 1973، فمراقبا على الافلام الدرامية عام 1979، ثم مديرًا عاما لأفلام التلفزيون عام 1982، وبعدها رئيس أفلام التلفزيون عام 1985. وفى العام نفسه تقلد منصب رئيس قطاع الانتاج باتحاد الإذاعة والتلفزيون. وينضم لقائمة رجال الشرطة الذين ضلوا طريقهم إلي الفن، طارق علام، الذي عمل لفترة ضابطا للشرطة قدم استقالته وعمل مذيعا فى التلفزيون واشتهر ببرنامج "كلام من ذهب" وغيرها من البرامج الناجحة، ثم عمل ممثلا فى عدة أفلام؛ منها: "الاجندة الحمرا" و"مهمة صعبة" و"الكافير".. واستمر عمله ما بين الشرطة والإعلام لمدة ست سنوات، ويقول علام بأن عمله الشرطي ساعده على النجاح لخبرته الكبيرة التي اكتسبها، لأن البرامج الجماهيرية تحتاج للعديد من المهارات منها كيفية التعامل مع الناس، إضافة إلي الصبر والجدية فى المواقف الصعبة والحلات الانسانية المؤثرة. شعراء ومؤلفون وكذا العميد وجدي النجار، وهو شاعر غنائي كتب لعمرو دياب على مدار 23 عاماً، وأيضا اللواء د.بهاء الدين ابراهيم، الذي وصل الي منصب مساعد وزير الداخلية، وكتب ما يقرب من30 مسلسلاً اجتماعيا وبوليسيا ودينيا، ويقول: التحقت بكلية الشرطة عام 1950، وتخرجت فيها عام 1954 وبداية حبي للكتابة عندما كنت مسئولا عن إدارة الاعلام والعلاقات بوزارة الدخلية قسم متابعة البرامج الشرطية الخاصة بالتوعية، ثم كتبت العديد من البرامج الخاصة بالتوعية الشرطية، وأستطيع القول بأن عملي بالشرطة ساعدني على الكتابة. وبعد ذلك اتجهت لكتابة الدرامية البسيطة فى إذاعة الشعب، وكنت أقدم فى ذلك الوقت برنامج "الشرطة فى خدمة الشعب"، وكنا نناقش قضايا الشرطة وكيفية التوعية وكانت هذه الاعمال تجد صدي كبيرا لدى الجماهير. وظهر مؤخرا أكرم حسنى الشهير ب"سيد أبو حفيظة"، والذى قدم استقالته من الشرطة، وبدأ رحلته الإعلامية فى إذاعة "نجوم F.M"، إلي أن شخصيته الكوميدية "سيد أبو حفيظة" رفعته إلى عالم النجومية.. ويقول حسنى: اكتسبت من عملي بالشرطة خبرة كبيرة مثل الصدق وعدم الاستخفاف بعقول المشاهدين وتقديم ما يهم الناس من خلال معرفتى بمعاناتهم.