وسط الاحتفاء القاهرة بالذكري الأولي لثورة الخامس والعشرين من يناير، بدت مظاهر مختلفة لأهل الفن؛ خاصة أن بعضهم يؤمن بقضية الشباب الثائر ومشروعية مطالبه، فيما يعتبرهم آخرون مجموعة مندسة تحاول استغلال الثورة لتحقيق بعض المطامع والسرقات بعيدا عن المصلحة العامة. فتطالب نبيلة عبيد بأن تكون الفترة المقبلة هى فترة هدوء واستقرار، خاصة بعد انتهاء كل مراحل انتخابات مجلس الشعب، والتى كانت نزيهة إلى أبعد حد، إضافة إلي المسارعة في الاتفاق على رئيس مدني للدولة ليحسن ادارة شئوننا، ويكون من قلب الميدان؛ ليتعاون معه الثوار، بعيدا عن الخلافات والاضطرابات التي عايشناها خلال الفترة الماضية. كما تدعو عبلة كامل الحكومة للتحاور مع المعتصمين، والعمل على تحقيق مطالبهم، بدلا من التفكير بعنف فى فض الاعتصام، خاصة أنه قد مرت سنة كاملة على الثورة، ولا يزال التحاور "محلك سر"؛ رغم أنه الأسلوب الأمثل فى التعامل فى ظل هذه الظروف. ويصف خالد الصاوي الأحداث المتلاحقة التي عاشها الشارع المصري خلال العام الماضي منذ اندلاع الثورة، بالمهزلة، فلا يزال مسلسل الظلم والمماطلة والتواطؤ مستمرًا، وهو شيء لا يمكن السكوت عنه، إضافة إلي سياسة الإعلام الحكومى التي لا تزال ضعيفة وموالية للنظم الحاكمة، فضلًا عن محاولاته الترويج للحكومة الحالية بشكل ساذج وسطحى، دون التطرق للقضايا التي تمس المواطن العادي. مؤيدًا خروج الثوار للميادين مرة أخري في الذكرى الأولى للثورة؛ لأنهم مازالوا يطالبون بحرياتهم وكرامتهم، ورحيل المجلس العسكرى، والتعجيل بتسليم السلطة إلى رئيس مدنى منتخب. وتوافقه الرأي آثار الحكيم، التى علقت علي "عام الثورة" بأنه "شيء محزن"، فتصرفات الحكومة دائما ما تكون غير مبررة على الإطلاق، إضافة للتباطؤ الشديد فى كل الأمور التى من شأنها الإسراع بعملية تسليم السلطة ومحاسبة ومحاكمة المتورطين فى مقتل الشهداء والذين أفسدوا حياتنا خلال السنوات الأخيرة. وترى أن مطالب الثوار فى الذكرى الأولي للثورة مشروعة، لكنها لم تأخذ طريقها للتنفيذ منذ سقوط النظام السابق، وما زلنا لا نجد من المسئولين سوي تصريحات ووعود فقط، ومن حق المتظاهرين أن يستمروا فى اعتراضهم على هذا الأداء الضعيف حتى تتحقق كل المطالب المشروعة. الاستقرار المفقود فيما علقت شيرين عبد الوهاب، بقولها: إنا مع كل المصريين وأساندهم بكل قوة، وأتمنى أن تعود حالة الأمن والاستقرار المفقودة، خاصة ونحن فى بداية عام جديد.. وطالبت الجميع بضبط النفس لأبعد حد حتى لا تخسر البلد ما حققته من منجزات خلال الفترة السابقة؛ خاصة أن الخلاف مع الحكومة قائم ومنطقى، وبالتالى يجب على الحكماء محاولة تقريب وجهات نظر هؤلاء الشباب والاستماع إلى مطالبهم، ومحاولة تحقيق المشروع منها، حتى يتم الوصول إلى حلول مرضية لجميع الاطراف لان الوضع يزداد سوءاً. ويقول أحمد عيد إن العنف غير المبرر في التعامل مع المتظاهرين، هو مشهد متعلق بالذاكرة، وعلي الحاكم العسكري إيجاد حلول سريعة لعودة البلد إلى طريقها الصحيح، كما أطالب الثوار بعدم الاحتكاك المباشر بالعناصر الأمنية، خاصة أن يوم الخامس والعشرين من يناير القادم هو يوم احتفال، وفى الوقت ذاته هو يوم التصميم على عودة الحقوق والشرعية إلى من يستحقها، وعلي المصريين أن ينظروا لمصلحة مصر فقط لأن العالم كله يتابعنا بشغف كبير، فلا بد أن تكون صورتنا نقية أمام الجميع لأننا أبهرنا العالم بثورتنا ولابد أن نستمر حتى تتحقق كل المطالب المشروعة التى فقدنا الشهداء من أجلها. ويؤكد خالد أبو النجا أنه السياسات الحالية إنما هي لتهدئة الأوضاع فقط وليست لوضع حلول للمرحلة المفصلية التي تمر بها البلاد، فالحكومة لا تزال تسبح ضد تيار طموحات الشعب وثواره. وتناست الإصغاء لمطالب ميدان التحرير.