رغم أن مباريات الدورى الممتاز ونتائجه تجذب عقول الجماهير بمختلف انتماءاتها، إلا أن جماهير الإسكندرية تختلف عن باقى الجماهير المصرية، فهى دائما فى كل موسم تنتظر من هو الفريق السكندرى الجديد الذى سيهبط هذا الموسم دون رجعة ليكون بجوار الكروم والأوليمبي، خاصة أن الأقدار وقفت مع الاتحاد السكندرى وسموحة الموسم الماضى بفضل قرار سيادى بمنع الهبوط ليستمر سيد البلد فى الدورى هذا الموسم، وصارت قضية زعيم الثغر مثيرة للجدل ففريق الاتحاد السكندرى له نصيب الأسد من خوف وقلق الجماهير السكندرية لما يمتلكه من جماهيرية عريضة بعروس البحر المتوسط. وتنوعت آراء الخبراء والمدربين السكندريين فى تلك القضية خاصة عامر حسين - رئيس لجنة المسابقات - الذى تربى داخل جدران نادى الاتحاد السكندرى، حيث أكد أن المنظومة الرياضية بالإسكندرية تعانى من الإهمال الشديد بسبب مجالس الإدارات المتتالية التى يتم انتخابها أو تعيينها، وهم ليسوا من الخبرات الإدارية أو الرياضية وهو ما يؤثر على قراراتهم التى تنقصها الخبرة اللازمة. وفى النهاية تكون الأندية هى الضحية، إضافة إلى انتهاء عصر اللاعب الناشئ الذى يتم إعداده لمستقبل فريقه، وانتهى الانتماء وأصبح قطاع الناشئين يفرخ اللاعبين للأندية الأخرى، وبالتالى فلابد من إعادة النظر فى الكوادر التى يتم اختيارها للأندية السكندرية، مع مراعاة الاهتمام بقطاع الناشئين وتوفير الملاعب اللازمة وصرف النظر عن كارثة هدم ملعب نادى الاتحاد السكندرى وهو القرار الذى اتخذته المجالس الإدارية المتعاقبة، ويمثل إنهاء لتاريخ وكيان رياضى كبير على مستوى مصر وليس الإسكندرية وحدها. ومن ناحية أخرى، أكد المعلق الرياضى محمود بكر - رئيس النادى الأوليمبي الأسبق - أن الأندية الشعبية بصفة عامة فى طريقها إلى الانقراض من الدورى الممتاز، فالأوليمبي هبط وصعد مرة أخرى ثم هبط وأصبح فى خبر كان، والاتحاد السكندرى أنقذه قرار سيادى الموسم الماضى، متهما المجالس الإدارية المتعاقبة بشراء رديف الأندية الكبرى بعد أن استهلك وتقوم بإعداد الناشئ لبيعه للأندية الكبرى وللأسف فإن هذا الناشئ لا يتدرب على ملعب ناديه فأين الانتماء؟ وأضاف بأنه فى حالة استمرار تلك المجالس على هذا النهج فإن أندية الشركات قادمة وسيصبح الدورى الممتاز للأهلى والزمالك ومعهما الشركات وسيكون الهبوط هو النتيجة المنتظرة لتلك الأندية بخلاف سموحة المستقر ماديا رغم أن الخبرة تنقصه. ويرى شحته الإسكندرانى - نجم نادى الاتحاد الأسبق - أن الأندية الشعبية بالإسكندرية فى طريقها إلى الانهيار، فالموارد المالية محدودة ولا يوجد مجلس يهتم بالناشئين ونادٍ مثل الاتحاد السكندرى يحتوى على ملعب أثرى والمجالس الإدارية المتعاقبة اتخذت قرارا بهدمه فى كارثة كبيرة، وأصبح الملعب الذى أخرج العديد من النجوم لا يتدرب عليه الناشئ. فأين سيأتى الانتماء للاعب؟ وأضاف إن الاحتراف غير المقنن دمر تلك الأندية فالاتحاد السكندرى يواجه شبح الهبوط كل موسم والعناية الإلهية جعلت المسئولين يتخذون قرارا بعدم هبوطه هو وسموحة الموسم الماضى، والاوليمبي هبط ولم يعد، فالموارد المالية والجرى وراء اللاعبين ذات الأسماء دون المستوى وإهمال الناشئ جعلنا فى هذه الوضعية. والحل الأمثل فى أن يعود الكشافون لاكتشاف المواهب وأن يتدرب الناشئ داخل ناديه حتى يعود الانتماء، وتبقى تلك الأندية زاخرة بالمواهب دون الصرف على شراء لاعبين غير جديرين باللعب باسم تلك الأندية والتى تتسبب فى مشاكل كثيرة دون أن تحقق أية نتائج إيجابية للفريق. وبحزن شديد على ما وصلت إليه الأندية السكندرية، أكد أحمد الكأس - نجم أندية الأوليمبي والزمالك والاتحاد - أن المنظومة الرياضية بمصر فاسدة وغير سليمة وهناك ظلم شديد يقع على الأندية الشعبية التى تعانى من قلة مواردها، ولن تستطيع منافسة أهل القمة وأندية الشركات.. وأضاف بأن فريق الاوليمبي هبط للمظاليم بسبب قلة موارده ورغم أنه يحاول الصعود منذ سنوات مرت على هبوطه، إلا أن موارده تقف أمام طموحاته، مشيرا إلى أن الاتحاد السكندرى وتغيير مجالس إداراته فى الفترة السابقة جعله بعيدا عن الاستقرار، كما أن الناديين يقومان بشراء أكثر من 8 لاعبين كل موسم دون المستوى ويتركان الناشئ يفقد حبه وانتماءه لناديه طالما ناديه لا يهتم به. وحذر الكأس من كارثة ستلحق بكرة القدم المصرية، والحل فى أن تعاد فكرة البيع والشراء والاحتراف بوجه عام، خاصة أن الاحتراف الذى يطبق فى مصر يخدم الأندية الغنية ويترك الشعبية فى خبر كان تواجه شبح الهبوط لقلة الموارد والخبرة. وأبدى طارق العشرى - المدير الفنى لفريق حرس الحدود - حزنه الشديد على نادى الاتحاد السكندرى الذى يتعرض للهبوط كل موسم وكاد يهبط الموسم الماضى لولا العناية الإلهية، متمنيا أن يرجع ناديه والذى تربى فيه إلى سابق عهده حيث ارتدى قمصانه نجوم كبيرة، وبالتالى لا يصح بأى حال من الأحوال أن يواجه شبح الهبوط أو ينقذه قرار سيادى، وطالب العشرى بأن تنظر جميع الأندية ذات الموارد المحدودة إلى اللاعبين الشباب لان ارتفاع أسعار اللاعبين أصبح شيئا فى غاية الصعوبة على العديد من الأندية خاصة الكبرى. فما بالنا بالأندية الصغرى التى تعانى من توافر موارد مالية تنفق بها على فريق واحد لديها؟