استنكرت القوى السياسية المواقف الضعيفة والمتكررة والغامضة من جماعة الإخوان المسلمين تجاه المجلس العسكرى والوقوف بعيداً عن صف القوى السياسية والشعب المصرى؛ كما اتهمت القوى السياسية جماعة الإخوان بأنها تحاول إرضاء العسكرى بأية طريقة للبحث عن مكاسب إضافية بعد فوزها الكاسح بأغلبية المقاعد البرلمانية؛ سواء على المقاعد الفردية أو القائمة وهو ما وضح جلياً بين الطرفين فكلما شد العسكرى اللجام على الإخوان أرخت التصريحات والمواقف الحازمة. والعكس كلما شد الإخوان لجامهم تراجع العسكرى عن مواقفه وكأن مستقبل مصر سيحدده الصراع بين الإخوان والمجلس العسكرى؛ وكالعادة بعد موقف الإخوان ضد تعامل الجيش المصرى مع المتظاهرين فى شارع الشيخ ريحان والعنف الواضح على معتصمى أحداث مجلس الوزراء، كلها أسباب أعانت الجماعة علي أنها لا تؤيد استمرار العسكرى فى السلطة أكثر من ذلك؛ وبعدها تراجعت وطالبت العسكرى والحكومة أن يعلنا بمنتهى الشفافية الحقائق فى أحداث مجلس الوزراء والاعتراف بخطئهما باستخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين. فيقول د.عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، بأن الإخوان لا يهمهم سلطة أو نفوذ والجميع يعرف مدى قوة وتأثير الإخوان فى الشارع ولو أردنا الدخول فى معارك سياسية ضد العسكرى فسننجح فيها ولكننا لا نرغب فى ذلك أملاً في أن تجد مصر طريق الاستقرار لمدة اسبوع على الأقل؛ واتهم العريان القوى السياسية التى تريد التظاهر والفوضى بأن بعضهم يريد خروج ما فى صدره من ضيق وحزن لخروج الكثير منهم من سباق الانتخابات الديمقراطية خالى الوفاض ويحاولون تشوية صورة الإخوان تجاه الشعب المصرى. وأوضح د. جمال حشمت القيادى بجماعة الإخوان، بأن بعض التيارات السياسية المعادية تريد كسر شوكة الإخوان التى فى ظهورهم؛ نافياً كل ما يتردد بأن الإخوان تسعى لإرضاء العسكرى لحصد مكاسب سياسية؛ متسائلاً: ما المكاسب التى حصلنا عليها حتى نحصل على المزيد؟ موضحاً بأن الإخوان لن يدخلوا فى صراع مع العسكرى؛ مؤكداً بأن أحداث العنف الأخيرة التى شهدها شارع مجلس الوزراء طالبنا الجيش بسرعة تقديم موعد تسليم السلطة ويترك السلطة للمدنيين وتقديم اعتذار صريح للشعب ولأهالى الضحايا والمصابين واحالة المتورطين لمحاكمات فورية وجادة والإقرار بحق الشعب فى التظاهر والاعتصام. وأكد د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، بأن الإخوان ركبوا الثورة وشبابها غير الواعى سياسياً وعرفوا يلعبوها مع المجلس العسكرى لأنهم يدركون بأن صعودهم للسلطة لن يكون الا بموافقة الجيش ومن ثم الإخوان والجيش يدركون قواعد اللعبة السياسية. والاثنان "يبلعبوا" بعض على نار هادئة لأن كليهما لا يريد الصدام والصراع مع الآخر لأن المصلحة مشتركة بين الجانبين؛ والإخوان دائماً تقف عند منتصف الطريق ولا تريد اللعب بالنار حتى لا يقضى عليها الجيش مرة أخرى كما حدث بعد ثورة 52؛ مشيراً إلي أن وصول الإخوان للسلطة يهدد مستقبل الدولة المدنية وتهديدًا حقيقياً لمستقبل الوطن. وأشار سامح عاشور نقيب المحامين، إلي أن الصراع بين الجيش والإخوان قادم لا محالة ولكنه لا يتمنى أن يصل لدرجة الصدام بين هاتين القوتين لأنه سيؤدى الى حالة تفكك فى التركيبة السياسية الجديدة، خاصةً بعد ظهور قوى وتيارات اسلامية لايستهان بقوتها فى الشارع بعد الثورة؛ موضحاً بأن أهم ما يقلقه من الإخوان والقوى الإسلامية أنها تفوض نفسها دائماً للتحدث عن الآخرين وهذا ما يرفضه الشعب والقوى السياسية لأن الإخوان حينما تريد شىء ما من العسكرى تخرج بكامل قوتها للحصول علية وبأى طريقة.. معللاً بذلك حينما أرادت جميع الأحزاب تأجيل الانتخابات اسبوعين بعد أحداث التحرير ومحمد محمود هددت الإخوان بثورة عارمة فى ربوع مصر واستجاب العسكرى ولم يؤجل الإنتخابات وفاز الإخوان والسلفيون بكعكة البرلمان؛ معتبراً بأن هذه هى البداية لانطلاقة التيارات الإسلامية نحو عرش وحكم مصر. وأكد د. حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مستقبل مصر أصبح بين الجيش والإخوان وهذا أمر واقع لا مفر منه لأن الإخوان سيطروا على البرلمان القادم بدليل النتائج الأخيرة للانتخابات البرلمانية وسيطالبون برئاسة الحكومة القادمة؛ والجيش لاعب رئيسى فى السياسية وفى دائرة صنع القرار المصرى والساحة أصبحت خالية للطرفين؛ مشيراً إلي أن صراع الإخوان والجيش لن يكون فى مصلحة الأولى لأنها فى الوقت الحالى سترضى بأقل القليل من السلطة ولن تدخل فى صراع شرس مع الجيش حول السلطة ولتجنب هذا الصدام المحتمل بين هاتين القوتين وبعض القوى السياسية الأخرى يبنغى أن يحدث الآتى أولاً الالتزام بالجدول الزمني الذي أعلنه المجلس العسكرى لتسليم السلطة لرئيس منتخب؛ ثانياً تقديم الجيش بعض التنازلات التي تمس امتيازاته لدعم التحول الديمقراطي. وأشار د. جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد، إلي أن الإخوان على مدى تاريخهم يسعون لمصالحهم الشخصية وهم اكثر من استفادوا من سقوط مبارك ولكن للأسف خذلوا الشعب بعد أن اعتبرهم المصريون هم طوق النجاة لمصر ولكنهم أصبحوا "الحزب الوطنى" الجديد بعد الثورة ولكن بطابع اسلامى؛ مؤكداً بوجود صفقات بين العسكرى والإخوان فى توجيه الشارع المصرى وهذا ما تركه جيداً القوى السياسية لأن الطرفين يحاربوا بعض فقط بالتصريحات النارية أمام الرأى العام، ولكن وراء الكواليس الجميع يتفق على مصالحه أولاً وليس مصر أولاً؛ مشيراً إلي أن الجيش والإخوان قوتان كبيرتان ويعملان لبعضهما الف حساب والصراع سيتجدد بعد الانتخابات البرلمانية لأن الإخوان ستطالب بحقها فى تولى السلطة ووضع الدستور لأنها حققت الأغلبية؛ ولكى لا يحدث هذا الصراع فينبغى أن يتم التوافق على تشكيل ائتلاف وطني لكتابة الدستور وتشكيل حكومة إنقاذ؛ معتبراً أن الفشل في هذه المهام سيفتح المجال في المستقبل لموجة ثورية عاتية قد تطيح بالبرلمان المنتخب وتفتح الباب أمام سيناريوات من الفوضى أو الانقلاب العسكري.