أكدت مصادر صحفية مُقربة من سوزان ثابت أنها هاتفت وأرسلت العديد من الفاكسات والرسائل فى الخامس من الشهر الجارى إلى كل من ألمانيا وفرنسا وموسكو والسعودية وقطر والإمارات والبحرين مطالبة بتدخل زعماء هذه الدول حتى لا يتم الحكم على الرئيس المخلوع حسنى مبارك بالإعدام كما تطالب النيابة العامة المصرية وقد وعدتها بشكل شبه رسمى شخصيات سيادية بتلك الدول بالوقوف بجانبها وأنهم يرفضون مبدأ المطالبة بإعدام مبارك. وتسببت "الهانم" - التى تعانى من حالة هلع خوفاً من إعدام زوجها - فى أزمة أمنية لنفسها وسياسية لعدد من أعضاء الكونجرس الأمريكى بعد أن اتصلت بهم مساء الخميس 5 يناير الجارى، تطالبهم - باسم الصداقة القديمة - أن يتدخلوا فورا لإنقاذ زوجها من مصير ينتظره بالإعدام الذي طالبت به النيابة مؤخراً. وأكدت التقارير الصحفية أنه ترتيبا على المعلومات المتداولة حالياً فى أروقة السياسة الأمريكية فإن مكالمات سوزان كانت عادية بينما كان الفاكس الذى تلى المكالمات هو السبب الرئيسى فى الإحراج البالغ والتهديد الصريح منها للأجهزة الأمريكية حيث أرسلت سوزان من الفاكس 3 نسخ موحدة لثلاث شخصيات بارزة بالكونجرس معروف عنها أنها كانت على علاقة وطيدة بعائلتها، وأن الفاكس جاء فى 4 صفحات مكتوبة بصيغة ذات طابع تهديدى، وذكّرتهم فيه سوزان بما قدمه مبارك أيام حكمه من خدمات للولايات المتحدةالأمريكية، وقد أشارت فيه بوضوح صريح إلى أنها نفذت للإدارة الأمريكية عشرات المشروعات فى مصر، والتى كان مبارك لا يوافق عليها رسمياً، وأنها كانت تفضل الشركات؛ ورجال الأعمال الأمريكان لنيل المناقصات المصرية الكبرى، وكانت تساعد السفراء الأمريكيين فى مصر، وكيف أنها كانت قناة الاتصال الأهم بين الإدارات الأمريكية المختلفة وبين زوجها وحكمه. وذكّرتهم سوزان بأنها كانت المتحكمة الأولى فى بوابة الحدود مع غزة وأنها بناء على طلب زوجات الرؤساء الأمريكيين - ومنهم زوجة أوباما "ميشيل" - ، كانت تأمر بتمرير المساعدات إلى قطاع غزة وأنها استجابت من قبل لطلبات من زوجات زعماء الكونجرس وأخريات زوجات لسياسيين بريطانيين وعرب فى هذا الشأن وأنها لم تقف أمام أى مصالح أمريكية فى مصر ويجب رد الجميل لها. ووفقاً للزميلة روزاليوسف :"هددت سوزان بشكل غير مباشر بأنها ستفضح - حال صمت أمريكا عن مطالبة النيابة المصرية بإعدام زوجها - الأسرار الخفية للمصالح الأمريكية فى مصر، كما كشفت طريقة تجسس المخابرات المركزية الأمريكية على الرئيس المخلوع ، وكيف أنها ومبارك والعائلة كانوا يعرفون أن هناك غرفة معينة بقصرهم مُراقبة، وأن مبارك عندما كان يريد إيصال رسالة معينة لأمريكا يدخل لتلك الغرفة ويتحدث بالقصد فيما يريد كشف ، وأن سوزان هددت بكشف عملاء أمريكا فى مصر بالأسماء، وأن لديها قائمة بأسماء وزراء فى حكومة أحمد نظيف الأخيرة كانوا عملاءً للأجهزة الأمريكية والأوروبية فى مصر، منهم يوسف بطرس غالى وزير المالية الهارب الذى عمل لحساب أمريكا علانية بعلم مبارك على حد تعبيرها،وأنها تمتلك نسخًا من شيكات مالية صرفها عملاء الولاياتالمتحدة فى آخر حكومة خدمت تحت نظام زوجها وأن مبارك كان يعرفهم ويأمرهم بتمرير معلومات معينة لأمريكا حتى يستفيد منهم، بجانب تسجيلات هاتفية عن لقاءات تمت بين زوجها وممثلين عن الإدارة الأمريكية، اتفقوا خلالها مع مبارك خلال شهرى ديسمبر ويناير 2010 و2011 على مساعدته ونظامه فى تصفية الثورة المصرية، إذا وقعت وخلال ساعاتها الأولى، وأنها طالبتهم بأن يطلبوا ممن تظهر أصواتهم فى التسجيلات العمل على مساعدة زوجها فى وضعه الحالى. وأشارت المصادر نفسها إلى امتلاك سوزان للبروتوكولات التى سجلت فى لقاءات سرية تمت بين شخصيات أمريكية وبين نجلها جمال مبارك، مؤكدة أن فكرة توريث جمال مبارك كانت فى الأصل فكرة أمريكية - إسرائيلية وليست فكرتها هى كما أشيع، وهددت سوزان أنها ستفضح حوارات الرئيس الأمريكى الأسبق "جورج دبليو بوش" مع جمال مبارك، وهو يعده بالوقوف بجانبه عندما يحين الوقت لتنصيبه رئيساً لمصر، وأن بوش نادى جمال مبارك - خلال لقائه معه فى إحدى تلك الزيارات السرية التى قام بها جمال لواشنطن وقابل خلالها جورج بوش- بلقب " سيادة الرئيس". وفى مفاجأة من العيار الثقيل نوهت سوزان إلى ملكيتها لقائمة بأسماء 2000 شخصية مصرية، كانت بين أكثر الشخصيات المصرية تأثيراً فى الوظائف المرفقية المصرية، وأن هؤلاء كانوا يحملون الجنسية الأمريكية بعلم مبارك، مؤكدة أن زوجها كان يترك لأمريكا حرية الحصول على مساعداتهم لمساندة المصالح الأمريكية بشكل غير مسبوق فى التاريخ السياسى المصرى، مطالبة بتدخل الإدارة الأمريكية فوراً لإبعاد مبارك عن حبل المشنقة وأنها لن تقف صامتة. المثير أن الشخصيات الأمريكية نقلوا الفاكس وفحوى الحوار مع سوزان خلال دقائق قليلة لأجهزة أمريكية أمنية عليا، حيث أصبح بعدها فاكس سوزان ضمن الأسرار الأمريكية، لدرجة طباعته فى شكل إفادات خبرية من جهاز المخابرات المركزية الأمريكية؛ مع تحذير عن وجود إمكانية تسرب معلومات سرية أمريكية سيادية وغير مسبوقة عن عمليات أمريكية تمت فى مصر فى عهد المخلوع تعرفها زوجته سوزان.