مثلما أثرت الثورات التي تشهدها البلاد العربية على نوعية ومحتوي البرامج التليفزيونية ، إمتد هذا الأثر أيضا إلى المحتوى الدرامي في كثير من الفضائيات المصرية وأيضاً على التليفزيون المصري ، والذي كاد أن يكون أقل تضرراً في عرض المسلسلات التي سيشاهدها الجمهور في رمضان المقبل ، وذلك لأن قرار اللواء طارق المهدي المشرف على عمل إتحاد الإذاعة والتليفزيون حالياً بعرض المسلسلات على شاشات التليفزيون المصري مقابل 50% من عائد الإعلانات يحصل عليها المنتجون ونسبة ال 50% الأخرى يحصل عليها التليفزيون ، وقوبل هذا القرار بموافقات ومبادرات من قبل المنتجين الذين وافقوا ورحبوا بعرض المسلسلات مقابل هذا العرض . جدير بالذكر ، وصل عدد المسلسلات المصرية إلى إتحاد الإذاعة الوتليفزيون حتى يتم عرضها على المعنيين بها في الإذاعة والتليفزيون ويتم فرزها لإختيار الأنسب والأصلح للعرض على شاشة التليفزيون المصري من عدد 24 مسلسلاً ، والتي منها مسلسلات (الشوارع الخلفية) للمنتج جمال العدوي وبطولة ليلى علوي ، و (فرقة ناجي عطا الله) بطولة عادل إمام .. وغيرها من المسلسلات التي يحرص المشاهد على رؤيتها في رمضان ، وبالتالي سنجد شاشة التليفزيون المصري خالية في رمضان من نوعية المسلسلات التركية والإيرانية "المدبلجة باللغة العربية" والتي تزخر بها شاشات التليفزيونات العربية ، وبالتالي يتوقع النقاد أن تدر هذه المسلسلات عائداً طائلاً من الإعلانات يكون بمثابة التعويض عن عدم دفع التليفزيون المصري أي مقابل لشرائها مثلما كان يحدث في السنوات السابقة . وفي نفس السياق ، يتوقع النقاد أيضاً أن شاشة التليفزيون المصري ستسحب البساط من مشاهدي القنوات العربية إلى الشاشة المصرية ، لأن النجوم المصريين لهم مكانتهم عند المشاهد العربي أكثر من نجوم الدراما التركية أو الإيرانية ، وتزداد إعلانات التليفزيون المصري . ومن جانب آخر ، هناك بعض القنوات المصرية الخاصة التي تتفاوض حالياً على شراء مسلسلات تركية ، مثل قناة "بانوراما دراما" التي وجدت نفسها مضارة ولاسيما بعد وقف معظم أعمالها التي تنتجها على نفقتها الخاصة ، وإقتصرت على عرض المسلسل "إحنا الطلبة" الذي يجري تصويره حالياً ، ومسلسل "مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" بطولة محمد هندي ، وبالتالي وجدت القناة أن الأعمال التركية هي التي ستملأ الفراغ الذي سيتركه غياب باقي المسلسلات . أما بالنسبه لقناه "كايرو دراماط فهي تعد خريطة مليئة بالمسلسلات التركية والإيرانيه لعرضها في رمضان . وبالتالي نجد توقف التصوير للعديد من الأعمال الدرامية المصرية والسورية ، وقلة أعداد المسلسلات الجاهزه للعرض في رمضان ، ولعل ذلك يرجع السبب فيه إلى الأحداث السياسية المتلاحقة التي شهدتها مصر منذ إندلاع ثورة ال 25 من ينلير الماضي ، وعدم الإستقرار الأمني ، بم فرض على الدراما الرمضانية أن تشهد إنخفاضاً حاداً في الإنتاج ، ومن المزمع أن يقتصر الموسم المقبل على ما يقرب من 10 مسلسلات فقط هي المؤكد عرضها حتى الآن منها : "سمارة ، وادي الملوك ، آدم ، فرقة ناجي عطا الله ، مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة ، كيد النسا ، الشحرورة ، الزناتي مجاهد" ، مثلما يؤكد بعض المنتجين الذين قاموا بتأجيل أعمالهم إلى رمضان 2012 . حيث يقول المنتج ممدوح شاهين ، الذي أجل مسلسل "أحلام مشبوهة" لداليا البحيري .. إنه خائف من ثوره الإعلانات التي تصاحب تطورات الفترة الحالي ، لافتاً إلى أن هناك أيضاً بعض القنوات كان أملها في عرض دراما سورية ، ولكن الأمل لم يدم طويلاً بسبب ماتشهده سوريا حالياً من تطورات في أوضاعها السياسية ، ولذا تعتبر القنوات الفضائية المسلسلات التركية والإيرانية هي الحل الأخير لها وتراهن على نجاح هذه النويعة من المسلسلات مع الجمهور .