واضاف "لن نقبل ان يوحد الوطن بقوة السلاح. سيتم ذلك فقط من خلال الحوار". .وبذلك يكون الرئيس الفلسطيني قد حدد موقفا صارما تجاه المحاولات الإسرائيلية الرامية الى اللعب على الخلافات الفلسطينية، ومنها اشتراط إسرائيل استقدام قوات تابعة لسلطة الرئيس عباس الى غزة قبل الحديث عن امكانية فتح المعابر. وتنحصر سلطة عباس في الضفة الغربية بعد سيطرة حماس على قطاع غزة في يونيو/حزيران 2007 اثر مواجهات مسلحة مع القوات التابعة للسلطة الفلسطينية. وشدد عباس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي، ووفد الترويكا الأوروبية، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله "على ضرورة وقف العدوان الاسرائيلي على القطاع قبل مناقشة اي امور اخرى مثل الهدنة ورفع الحصار". وقال ان "الوفد الوزاري العربي الذي وصل الى نيويورك بدأ مباحثاته مع جميع الاطراف وانا سأتوجه الى نيويورك بعد هذا اللقاء مباشرة لاطالب باستصدار قرار بوقف العدوان وفك الحصار وإرسال قوات دولية لحماية أبناء شعبنا في القطاع". وتطرق الى "ما جاء في قرار الجامعة العربية، بضرورة تحقيق المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام في اطار الجهود التي ترعاها جمهورية مصر العربية". واعتبر "ان الوحدة الوطنية هي الضمانة لمواجهة هذا العدوان، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". . وضم الوفد الاوروبي وزراء خارجية تشيكيا كارل شورازنبرغ وفرنسا برنار كوشنير والسويد كارل بيلت اضافة الى الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا ومفوضة الاتحاد الاوروبي للعلاقات الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر. وكان الرئيس ساركوزي دعا بعد لقائه الرئيس عباس في رام الله الى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقال إنه سيبلغ المسؤولين الاسرائيليين ضرورة وقف العنف والسماح بإيصال المساعدات الى القطاع. ونقلت مصادر فلسطينية عن ساركوزي إدانته بعد لقائه عباس مع وفد الترويكا الأوروبي، العملية البرية الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيراً إلى أنه سيصل إلى القدسالغربية للقاء الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس وزرائه أيهود أولمرت، وسيبلغهما أن العنف يجب أن يتوقف، وأن يتم إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع. وأضاف ساركوزي "نحن هنا على أمل أن نساعد في إيجاد حل يسمح بإنهاء معاناة أهالي قطاع غزة، ونحن نريد وقفاً لإطلاق النار بأسرع ما يمكن، فالوقت يعمل ضد السلام". ولفت الى أن لمصر "دورا أساسيا وكبيرا" في حل هذا النزاع، "ونحن ندعم الجهود المصرية، ونعمل على بلورة مبادرة مشتركة معها لوقف إطلاق النار، وهي المبادرة التي تنطوي على بعض المجازفة، ولكن لا بد من القيام بها، فالوضع لا يحتمل". .وأكد دعمه الكامل ودعم الاتحاد الأوروبي للرئيس الفلسطيني، "لأنه رجل سلام وحوار واعتدال"، معتبراً أن المنطقة بحاجة للسلام والحوار والاعتدال. وأكد عباس على ما جاء في قرار الجامعة العربية، حول ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام في إطار الجهود التي ترعاها مصر، معتبراً أن "الوحدة الوطنية هي الضمانة لمواجهة هذا العدوان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". من ناحيته أشار وزير خارجية تشيكيا إلى أن أوروبا كلها صدمت من الصور التي أتت من القطاع، و"قرّرت إرسال هذا الوفد للشرق الأوسط للمساعدة في وقف إطلاق النار". وأضاف شوارزنبرغ "نحاول أن نمهّد الطريق لتحقيق وقف ممكن لإطلاق النار، ويجب أن نتوصل إلى هدنة، ولكن أولاً يجب وقف إطلاق النار ثم الشروع بالهدنة". وأدّت العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، إلى سقوط نحو 550 قتيلاً ونحو 3000 جريح فلسطيني، جلّهم من المدنيين والأطفال، مقابل مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 88 آخرين بجروح.