تعهد زعماء "مجموعة الثماني" في اليوم الثاني والأخير من القمة ، بمساندة الديمقراطيات العربية الوليدة وعلى رأسها مصر وتونس ، وتقديم مساعدات لها تقدر ب 20 مليار دولار خلال ثلاث سنوات ، جاء ذلك وفقاً للبيان الختامي الذي صدر عن القمة التي إختُتمت أمس في منتجع "دوفيل" شمال فرنسا . وأكد دبلوماسيون - شاركوا في القمة - أن هذا المبلغ سيكون عبارة عن "مساعدات مباشرة للتنمية للديمقراطيات الوليدة" ، وسوف تأتي من مؤسسات التنمية الدولية مثل البنك الأوروبي للإستثمار وغيره . وكشف "مسئول فرنسي" عن أن القمة ناقشت تقديم عشرين مليار دولار كدفعة إضافية فوق هذا المبلغ كمساعدة من الدول الأعضاء في دول الثماني ودول الخليج العربي ، قائلاً إنه سيتم عقد إجتماعات حتي يوليو المقبل لتحديد الدول التي تستحق الحصول علي هذه الدفعة . وأشار البيان أيضاً إلى أن التغيرات الجارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تاريخية ، ويمكنها أن تفتح الباب أمام نفس نوع التحول الذي حدث في وسط وشرق أوروبا عند سقوط "سور برلين" . وأضاف البيان نرحب بقرار السلطات المصرية طلب مساعدة من صندوق النقد الدولي وبنوك التنمية متعددة الأطراف ، وطلب تونس لقرض مشترك منسق لتنفيذ سياسة التنمية . جدير بالذكر ، أن "جلول عياد" – وزير المالية التونسي - قد كشف عن أن هذه التعهدات جاءت بناءً علي مقترح فرنسي قدمه إلي القمة الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" لتقديم حزمة مساعدات وقروض لدول "الربيع العربي" بقيمة إجمالية تصل إلي40 مليار دولار . كما يجدر بالذكر أيضاً ، أنه من المتوقع أن يوقع قادة مصر وتونس خلال ساعات علي علاقة مشاركة بمليارات الدولارات مع الدول المشاركة في القمة ، حيث تشارك مصر في القمة بوفد يرأسه د.عصام شرف – رئيس الوزراء - الذي عقد علي هامش القمة سلسلة من اللقاءات الثنائية مع قادة الدول المشاركين في القمة . وكانت مجموعة الثماني قد إستهلت أعمال يومها الثاني والأخير بمؤتمر صحفي للرئيس الفرنسي ونظيره الأمريكي قبيل بداية جلسة "الربيع العربي" التي قال عنها "ساركوزي" إنها من أهم الملفات المطروحة علي مائدة القمة . وبدأ المؤتمر الصحفي بكلمة "أوباما" - الرئيس الأمريكي - والذي أكد أن فرنسا أحد أقرب الحلفاء للولايات المتحدة ، مضيفاً أن مواقف البلدين متقاربة جداً تجاه التحديات التي يواجهها العالم في الوقت الحالي من تحولات تاريخية . وأضاف "أوباما" أنه قد إتفق مع "ساركوزي" علي أن التغيرات التي حدثت في دول الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا .. هي فرصة سانحة في تحقيق تقدم لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين . وأشار "أوباما" إلي أنه ناقش مع نظيره الفرنسي أيضاً الأوضاع في دول الثورات العربية والفرص التي نجمت عن هذه الثورات ، وكيفية مصاحبة دول مثل مصر وتونس عللى أن تحققا ليس فقط التحول الديمقراطي .. وإنما أيضاً تأمين أن يكون هذا التحول مصحوباًَ بنمو وتقدم إقتصادي ؛ لكي يشعر الشعب ولاسيما الشباب بأن هناك أملاً في المستقبل ، مضيفاً أنهما قد ناقشا أيضا العديد من القضايا الأخرى من بينها : الوضع في أفغانستان ، والأزمة النووية الإيرانية ، والإقتصاد العالمي .