أكدت السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، اليوم - الثلاثاء أن مبررات تأجيل اجتماع اللجنة الرباعية الدولية الذي كان مقررًا انعقاده اليوم "غير مقنعة على الإطلاق".. موضحاً أن رئيس وزراء إسرائيل لم يأت بجديد حتى تقرر اللجنة الرباعية تأجيل الاجتماع للنظر بأفكاره. وأشار الى أن رئيس وزراء إسرائيل جاء بحلول جزئية مرفوضة، ويراد منها محاولة تجميل صورة إسرائيل السوداء، وبالتالي فمبررات تأجيل اجتماع اللجنة الرباعية غير مقنعة. وشدد صبيح على أن القرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية واضحة ولا غموض فيها، ومن ضمنها القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدةالمدينة للاستيطان، وأن ما يطلبه الفلسطينيون والعرب هو الالتزام بتنفيذ القرارات الدولية المطالبة بحل الدولتين، وما جاء في مبادرة السلام العربية، التي أكد عليها أكثر من قرار لمجلس الأمن الدولي، وكذلك خطة الطريق التي تضمنها أكثر من قرار في مجلس الأمن أيضا. وانتقد صبيح موقفًا للجنة الرباعية الدولية، ووصفه بالغريب ومتناقض قائلاً: إذا أخذنا مواقفها المتتالية نجد أنها عندما كانت تطلب شيئا من الفلسطينيين، كانت تقوم بذلك بمنتهى القوى وعلى العلن، ولكن هذا الموقف لا نجده مع الحكومة الإسرائيلية وسياساتها المدمرة لعملية السلام. واعتبر أن هذا التناقض وسياسة الكيل بمكيالين يشجع إسرائيل على مواصلة عدوانها؛ مما يؤدي لمزيد من الاضطراب والفوضى في المنطقة بأسرها. وأضاف: نرى أن اللجنة الرباعية الدولية تدين عملية "اتيمار" بكل شراسة وقوة، ونحن أيضا مع إدانة قتل الأطفال، وما نطالب بالعدالة والمواساة في المواقف، لأن الشعب الفلسطيني يقتل اطفاله وتسجن نسائه وكهوله، وتصادر أرضه، ولا نجد من "الرباعية" سوى مواقف لينة. وشدد صبيح على أنه "مطلوب من اللجنة الرباعية ان تكون أمينة في التعامل مع القضية الفلسطينية، والموقف الذي يعتمد أكثر من معيار مدعاة لليمين الإسرائيلي المتطرف للقيام ببناء المزيد من المستوطنات، ومدعاة للفوضى للمنطقة، ولن يجلب السلام في هذا الجزء من العالم". وأكد أن قضية الاستيطان تستوجب الإدانة والحزم، وموقفًا صارمًا من اللجنة الرباعية الدولية والمجتمع الدولي؛ لأنه مخالف للقانون الدولي ولعملية السلام، التي تقول اللجنة الرباعية بأنها تسعى لتحقيقه. وذّكر أن الجامعة العربية بكل لقاءاتها على مستوى القمة أو وزراء الخارجية أو لجنة المتابعة العربية أو المندوبين الدائمين تطالب بوقف الاستيطان وقفا تاما لأنه يغير في خريطة الأرض الفلسطينية كل يوم واستمراره يمنع قيام دولة فلسطينية. وقال: المجتمع الدولي إذا لم يوقف الاستيطان فإنه يتناقض مع نفسه عندما يطالب بحل على أساس الدولتين، لأن السياسات الإسرائيلية التوسعية تهدف إلى منع قيام دول فلسطينية. وعن الموقف الأمريكي تجاه عمليات الاستيطان المستمرة، أوضح صبيح أنه غير حازم بل انحياز صارخ وغير مبرر لصالح دولة الاحتلال.. موضحا بأن الجامعة العربية ومبعوثين عرب حاولوا مرارا إقناع واشنطن بضرورة الذهاب إلى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان، ولكن النتيجة عدم الاستجابة. وأوضح أن "الموقف الصلب للقيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس بما يخص الاستيطان وعملية السلام مدعوم عربيا، وأن لجنة المتابعة العربية والقيادة الفلسطينية قدمت كل ما هو ممكن لإحلال السلام، ولكن في المقابل إنحياز أمريكي صارخ، وتعنت إسرائيلي".