علي خلفية أحداث العنف التي تشهدها الجماهيرية الليبية من قبل الموالين للقذافي والمعارضة الليبية، قررت البلدان الغربية الاجتماع في 10 و11 مارس الجاري في بروكسل، وستجري بينهم مشاورات في اطار حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي حول الازمة الليبية، بحثا عن وسيلة تسهل ازاحة معمر القذافي عن الحكم دون انتهاك الشرعية الدولية او تقويض استقرار المنطقة. وفي السياق ذاته، اكد انديرس فوج راسموسين الامين العام لحلف شمال الاطلسي، ان الحلف يناقش كل السيناريوهات حتى يكون على اتم الاستعداد للتدخل لكنه حرص على ان يوضح انه لن يتدخل في ليبيا دون تفويض من الاممالمتحدة. ومن جهة أخري، سيجري روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكي ونظراؤه في البلدان الاوروبية، والبالغ عددهم ال27، ومن ضمنهم وزير الدفاع الكندي، مشاورات بعد ظهر الخميس وصباح الجمعة المقبل رغم ادراكهم للتأثير السلبي الذي سينجم عن عملية من جانب واحد. وتعد فرنسا وبريطانيا لمشروع قرار تنويان طرحه هذا الاسبوع على مجلس الامن الدولي لاقامة منطقة حظر جوي في ليبيا، لمنع استمرار الغارات الجوية الدامية ضد معارضي العقيد القذافي. وسيلتقي وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ال27 على مأدبة غداء الخميس يناقشون خلالها الوضع في ليبيا، تمهيدا لقمة استثنائية لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي حول ليبيا الجمعة. وفي وقت سابق اعلن اكمل الدين احسان اوغلو الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي تأييده فرض حظر جوي على ليبيا. واشارت باريس إلي ان جامعة الدول العربية ستؤيد هذه المبادرة ومن الضروري ايضا الحصول على موافقة روسيا والصين العضوين الدائمين في مجلس الامن الدولي. ويتخوف الاوروبيون من تدهور الوضع الى حد يؤدي الى موجة هجرة كثيفة من افريقيا الشمالية الى القارة الاوروبية. وهم يتخوفون ايضا من اضطرار مئات الاف الاشخاص من بلدان جنوب المتوسط الى الفرار نحو اوروبا اذا ما زادت موجة الاحتجاج التاريخية التي تعصف بالعالم العربي من هشاشة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية. لذلك يتعلق مصير عدد كبير منهم بالازمة في ليبيا، حيث كان يعمل كثيراً من المصريين والتونسيين منذ سنوات ثم اضطروا للفرار.