أدان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف مخططات الكيان الصهيوني لبناء نحو 3 آلاف وحدة استيطانية على أراضٍ تخص الكنيسة الأرثوذكسية على حدود بلدة "بيت صفافا"، مشيرًا إلى أن ذلك يهدد بمحاصرة مدينة القدسالمحتلة وعزلها عن محيطها من الجهة الجنوبية. ورفض المرصد هذه المخططات الاستيطانية الخبيثة في بيان له قائلا: إنها تمثل تعديًا صارخًا على العهدة العمرية التي نصت على الحفاظ على الأراضي الفلسطينية، والحرص على الكنائس المسيحية، مؤكدًا أن الكيان الصهيوني يستهدف كل ما هو فلسطيني بغرض تزييف الواقع الديموغرافي في القدس لصالح المستوطنين. وندد مرصد الأزهر سياسة الاحتلال الصهيوني التي تستبيح المقدسات الفلسطينية، الإسلامية والمسيحية على حد سواء، والتي كان آخرها الحادث الإرهابي المتمثل في محاولة أحد المستوطنين المتطرفين إضرام النيران في كنيسة "الجثمانية" في القدس، مطالبًا المجتمع الدولي بالتصدي للسياسات الاستيطانية التي تتعارض مع القوانين الدولية، وتوفير الحماية للمقدسات الفلسطينية. وبدأ مخطط بناء تلك المستوطنات حول الكنيسة الأرثوذكسية منذ نحو عامين، حينما صادقت المحكمة العليا الإسرائيلية على منح ثلاثة عقارات للكنيسة في البلدة القديمة في القدسالمحتلة لجمعية "عطيريت كوهانيم" الاستيطانية، والذي اعتبرته الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، إصرارًا إسرائيليًا متطرفا على المساس بأملاك الكنائس وأراضيها في القدسالمحتلة. وحذرت الهيئة من عقبات هذه القرارات الأخيرة، والتي سيتبعها الاعتداء على السكان الفلسطينيين لهذه المباني المصادرة، والذين يعتبرون "مستأجرين محميين"، حيث من المتوقع أن تبدأ الجمعية الاستيطانية "عطيريت كوهانيم" بإجراءات قضائية لإخلائهم منها. وأشارت الهيئة إلى أن التزام الكنائس بالوضع التاريخي لمدينة القدس ورفض أي تغيير على واقع المدينة، هو حفاظ على الإرث التاريخي للمدينة المحتلة ومحاربة أساليب التهويد الممنهجة التي يمارسها الاحتلال ضد القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، مؤكدةً على عروبة مدينة القدسالمحتلة. كما نددت الهيئة في بيانها تواطؤ سلطات الاحتلال مع الجمعيات الاستيطانية وسوائب المستوطنين في القدسالمحتلة، وتقديم كافة التسهيلات لهم للاستيلاء على المزيد من الأراضي والعقارات لفرض أمر واقع جديد في المدينةالمحتلة بتهويدها وطمس معالمها العربية الإسلامية المسيحية.