كشفت الأجهزة الأمنية الأمريكية أن مجموعة قراصنة من أصول روسية هم المسؤولون عن الهجوم الإلكتروني الأخير الذي يعد الأخطر في تاريخ الولاياتالمتحدة. وقالت وكالتا الأمن القومي والسيبيراني ومكتب التحقيقات الفيديرالي ومدير الاستخبارات الوطنية، إن القراصنة اخترقوا برنامجًا تنتجه شركة "سولار ويندز" ويستخدم في الإشراف على شبكات المعلومات. وذكر تقرير استخباراتي صادر عن الأجهزة الأمنية أن قراصنة من أصول روسية قاموا باختراق وأعمال مؤسسات وإدارات حكومية في واشنطن أخيرًا، وأبرزها وزارتا الدفاع والخارجية الأمريكيتان، بالإضافة إلى بعض الشركات التي تتعاقد مع الحكومة أو مراكز الفكر وشركات المعلومات والتكنولوجيا. وأشار البيان إلى أن حجم أعمال القرصنة أصابت نحو 10 وكالات حكومية، إلا أن مكتب التحقيقات الفيديرالي يعمل حاليًا على تحديد هوية الضحايا في القطاع الخاص وجمع الأدلة وتحليلها وتنسيق أعمال حماية الشبكات الحكومية مستقبلًا. وتتفق نتائج هذا التقرير مع الاتهامات الأولية التي وجهتها الإدارة الأمريكية إلى روسيا بعيد وقوع الهجمات المدمرة في ديسمبر الماضي. حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في تصريحات سابقة له، أن روسيا تقف وراء الهجمات الإلكترونية الكبيرة، في حين أن رئيسه ترامب الذي لم يتهم الروس، وزعم أن الصين قد تكون وراء الهجوم مقللًا من خطورته. فيما توعد الرئيس المنتخب بايدن بأنه سيجعل "الرد على هذا الهجوم أولوية" بمجرد توليه منصبه في 20 يناير، مشددًا على أن إدارته ستحاسب الروس أفراداً وكيانات، وستنفق المزيد من المال على تعزيز الأمن السيبراني الأميركي. وذكرت شركة مايكروسوفت، أن حملة القرصنة المشتبه في أنها روسية، والتي تتعرض لها الحكومة الأمريكية، ركزت على أكثر من 40 مؤسسة. وبدأ الهجوم الإلكتروني، في شهر مارس على الأقل، لكنه اكتشف في ديسمبر الماضي، وكانت شركة الأمن السيبراني "فاير آي" أول من أبلغ عن حملة القرصنة. وتجاوز الهجوم الإلكتروني الكبير نطاق الولاياتالمتحدة، ليطال ضحايا آخرين في بريطانيا وكندا والمكسيك وبلجيكا وإسبانيا وإسرائيل والإمارات، مما يجدد المخاوف إزاء مخاطر التجسس. واعتبر براد سميث، رئيس شركة مايكروسوفت، أن الهجوم "عمل طائش شكّل خطرًّا تكنولوجيًّا جدّيًّا بالنسبة للولايات المتحدة والعالم"، مشددًا على أن هذا العمل سيخلق هشاشة تكنولوجية خطيرة في الولاياتالمتحدة والعالم.