البرتقالةُ الزَّرقاءُ التي تأوَّجتْ شواطئَ طفولتي النديَّةِ،و أنا كفراشةٍ تعشقها الرِّياضُ، وتتنقَّلُ على جناحيها غزالة الصَّباحِ، والتي هشمتها تياراتُ هذا العالم الباردِ و سلبتها ألقها رياحهُ المسمومةُ ، لا أدري كيفَ عادتْ إليَّ اليوم زاهرةً تبتسمُ (...)
تشرَّدَ الَّليلُ في الأزقةِ كبهيمٍ يبحثُ عن قوتهحين نفضت عيناكِ الكرى عن أجفانِ الفجرِ وحاكتْ له ثوباً من ضياءٍ ، قطعان الظلام شردتْ أمام جحافل شروقكِ، لم تجد لها مأوى سوى البراري ، و أما أحزاني فقد سكنت حين بدأت تراتيلكِ السماوية .أمِّي، في (...)
ياعيدُ، قمري يسرِّحُ غزلانهُ في أرضٍ برِّيةٍ ، والمروجُ تصحو فوق ضلوعي، يردها على ساقيةٍ غائرةٍ ، و على صدري شلالُ العذوبةِ، يتسولُ الكرومَ النائيةَ ،و دنانُ الخمرِ على شفتي ، يرعى غنمهُ في البوادي ، و السَّنابلُ في راحتيَّ ، بغيابهِ أعدُّ الايامُ، (...)
على قارعةِ الغيابِ أتسمَّرُ ، أستجدي أوكسجينَ الأملِ لئلَّا يغادرني الأمانُ ، أمنحهُ باقةً من زهورِ الماضي وحفنةً من أغاني الكنارِ في يومٍ ربيعي ، أسقيهِ كؤوسَ البرتقالِ التي يعشقها ، بلا جدوى تلاحقني الخيبةُ ، تلوحُ لي وجوهُ أحبتي في قطارِ الغربةِ (...)