قرر حوالي 3 آلاف معتقل فلسطيني في إسرائيل تنفيذ إضرابا عن الطعام، اليوم، احتجاجا على وفاة معتقل فلسطيني شاب، أدت إلى صدامات في الضفة الغربية. ولم يكن عرفات جرادات، 30 عاما، بين الأسرى الأربعة الذين يقومون بإضراب طويل عن الطعام في إسرائيل، والذين أدى تحركهم إلى تظاهرات تضامنية كبيرة في الأيام الأخيرة، لكن وفاته يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع المتوتر أصلا. وذكر شهود عيان أن متظاهرين في قريته وقطاعات أخرى من مدينة الخليل، رشقوا، صباح اليوم، قوات الأمن الإسرائيلية بالحجارة، فيما ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية، كما قال الشهود الذين لم يتحدثوا عن إصابات. وقال الناطق باسم إدارة السجون الإسرائيلية، سيفان وايزمن، "إن حوالي 3 آلاف معتقل أعلنوا أنهم سيرفضون الوجبات الغذائية"، موضحا أن الأمر يتعلق "بوجبات الطعام الثلاث اليوم". وأعلن نادي الأسير الفلسطيني، أمس، أن عدد المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون إسرائيل ارتفع إلى 11 مضربا، مع انضمام 7 معتقلين إلى أربعة آخرين مضربين عن الطعام منذ مدة طويلة. وتوفي الأسير جرادات، أمس، بسبب وعكة صحية في سجن مجدو شمال إسرائيل، حسبما ذكر جهاز الأمن الداخلي "شين بت"، الذي كان يستجوبه. واعتقل هذا الأسير، الأب لولدين، في 18 فبراير، بعد صدامات قرب مستوطنة "كريات أربع" القريبة من الخليل، حيث جرح إسرائيليا في 18 نوفمبر 2012. ويفترض أن يتم تشريح جثمانة في المركز الوطني الإسرائيلي للطب الشرعي، اليوم، وأكد وزير الأسرى الفلسطيني، عيسى قراقع، أن طبيبا فلسطينيا وأسرة الأسير سيحضرون التشريح. وبعيد إعلان وفاته، جرت صدامات قصيرة بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في الخليل في الضفة الغربية. وعنونت صحيفة "إسرائيل هايوم" الإسرائيلية، التي تعد قريبة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، "احذروا أعمال الشغب"، مشيرة إلى وجود توتر داخل إدارة أجهزة الأمن، التي تخشى حدوث اضطرابات وصدامات بعد وفاة المعتقل الفلسطيني. ومن جهتها، أكدت صحيفة "معاريف" ان الجهاز الأمني بأكمله، وخصوصا إدارات السجون، في حالة تأهب معززة اليوم. وكان الفلسطينيون حملوا إسرائيل مسؤولية وفاة المعتقل الفلسطيني، التي عزتها أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى وعكة صحية. وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، أنه صدم بوفاة جرادات، مطالبا السلطات الإسرائيلية بكشف الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاته. وفتحت الشرطة الإسرائيلية تحقيقا في ظروف وفاته، التي نجمت عن أزمة قلبية على الأرجح، كما ذكرت إدارة السجن. وقال فياض، في بيان مساء أمس، إنه "في كل الأحوال لا يمكن إعفاء الاحتلال من المسؤولية، إذ لا يمكن فصل واقعة الوفاة عن كونها وقعت في ظروف اعتقال، وفي سجون الاحتلال داخل إسرائيل". وحملت حكومة حماس المقالة في غزة إسرائيل مسؤولية استشهاد الأسير عرفات جرادات، وقال المتحدث باسم حكومة حماس، طاهر النونو، إن محاكمة إسرائيل على هذه الجريمة مطلب وطني، وأي تقصير فيه تقاعس خطير. وقال "شين بت" "إن جرادات كان يعاني من آلام في الظهر، وأصيب في الماضي في قدمه اليسرى برصاص مطاطي وبقنبلة للغاز المسيل للدموع، وخلال التحقيق تم فحصه مرارا، من جانب طبيب لم يلاحظ أي مشكلة طبية، ومن هنا استمر التحقيق معه". لكن قراقع قال "إن الشاب عرفات جرادات معتقل لدى إسرائيل منذ أيام، وتم قتله أثناء التحقيق معه، ونحن نطالب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في سبب وفاته". من جانبها طالبت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية بفتح تحقيق مستقل، فعال وشفاف ويتم إنجازه سريعا، وقالت في بيان، "التحقيق يجب أن يشمل كامل ملابسات الوفاة، ويدرس المعاملة التي تلقاها المعتقل خلال استجوابه، والإجراءات المتبعة من جانب محققي ال(شين بيت) والمسؤولية عن القيام بهذه الإجراءات".