أعلن الكونجرس الأمريكي رسميا فوز الرئيس باراك أوباما، بولاية ثانية، بعدما فرز اليوم أصوات كبار الناخبين ال538، في إجراء يعتبر شكليا بامتياز، ولكن لا بد منه، لكي يصبح فوز الرئيس دستوريا. والتأم الكونغرس بمجلسيه خصيصا، اليوم، لفرز أصوات كبار الناخبين ال538 الذين أدلوا باصواتهم في المجمع الانتخابي في ديسمبر. وينص القانون الانتخابي الأمريكي، الذي يرجع إلى أيام كان الحصان فيها هو وسيلة التنقل الوحيدة للأميركيين، على فترات متباعدة بين موعد إدلاء الناخبين بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية (أول ثلاثاء من شهر نوفمبر) وموعد إدلاء كبار الناخبين بأصواتهم في المجمع الانتخابي (أول اثنين يلي ثاني أربعاء من ديسمبر)، وأخيرا موعد اجتماع مجلسي الكونجرس في جلسة مشتركة لفرز أصوات المجمع الانتخابي وإعلان اسم الفائز رسميا وهو ما حصل الجمعة. ومساء السادس من نوفمبر بعيد ساعات على إغلاق صناديق الاقتراع تم الإعلان عن فوز أوباما ونائبه جو بايدن بولاية ثانية، لكن هذا الإعلان لم يكن رسميا ذلك أن الانتخابات الرئاسية تتم في الولاياتالمتحدة وفق نظام الانتخاب غير المباشر. ففي السادس من نوفمبر قام الناخبون في كل ولايات البلاد ال50 إضافة إلى ناخبي العاصمة واشنطن باختيار مندوبيهم إلى المجمع الانتخابي ولم ينتخبوا أوباما أو منافسه ميت رومني مباشرة. ويبلغ عدد هؤلاء المندوبين أو "الناخبين الكبار" 538 مندوبا، وبحسب نتائج الانتخابات فقد فاز أوباما بأصوات 332 منهم في حين فاز رومني بأصوات ال206 المتبقين. ويحتسب عدد الناخبين الكبار الذين يحق لكل ولاية انتخابهم على أساس عدد سكان الولاية. وفي 17 ديسمبر أدلى كبار الناخبين بأصواتهم. وفي نصف الولايات تقريبا كان هؤلاء مرغمين على التصويت للمرشح الذي انتدبوا للتصويت له، لكن في النصف الباقي لم يكن هناك أي نص قانوني يقيد حرية اختيارهم، ولكن من النادر للغاية أن يغير أحد من كبار الناخبين وجهة تصويته أو يمتنع عن التصويت. وهذه الأصوات التي أدلى بها كبار الناخبين في 17 ديسمبر ووضعت في 51 مغلفا كل منها يتضمن أصوات ناخبي إحدى الولايات ال50 إضافة إلى العاصمة واشنطن، هي التي فرزها الكونغرس وأعلن بنتيجتها فوز أوباما. وينص القانون الأميركي على أنه في حال حصل تعادل في أصوات كبار الناخبين، عندها يعود إلى مجلس النواب الأميركي أن ينتخب الرئيس، وذلك على أساس صوت لكل ولاية. وسيتم تنصيب أوباما رئيسا لولاية ثانية في حفل رسمي خاص يقام في 20 يناير، يليه في اليوم التالي حفل جماهيري حاشد في الهواء الطلق يقام أسفل مبنى الكونجرس (الكابيتول) في واشنطن.