ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أن القوات الفرنسية تتخلى لأول مرة عن دورها وبوضوح عن دورها الفاعل والرئيسى فى الأزمة السياسية والعسكرية فى أفريقيا الوسطى. وأشارت الصحيفة اليوم الأربعاء، إلى التصريحات التى أدلى بها أمس الأول الاثنين، وزير الدفاع الفرنسى على هامش زيارته لكابول، والتى أكد من خلالها، أن مهمة الجنود ال 600 المتمركزين فى أفريقيا الوسطى، وفى مطار بانجى، يقتصر على حماية المواطنين الفرنسيين والأوروبيين وإجلاؤهم إذا لزم الأمر. وذكرت "لوفيجارو"، أن عدد الرعايا الفرنسيين فى أفريقيا الوسطى يبلغ 1200، ثلثهم من ذوى الجنسية المزدوجة، مذكرة أن باريس أرسلت تعزيزات عسكرية إلى البلاد (قادمة من العاصمة الجابونية ليبرفيل) بعد الهجوم الذى تعرضت له سفارتها فى بانجى فى السادس والعشرين من الشهر المنصرم. وأوضحت الصحيفة، أنه ولفترة طويلة تدخلت القوات الفرنسية فى أفريقيا الوسطى، لدعم أو هزيمة الأنظمة التى تعاقبت منذ إنهاء الاستعمار فى عام 1960، مضيفة أن العملية الأبرز التى شاركت فيها القوات الفرنسية تلك التى قامت بها فى عام 1979، للإطاحة بالإمبراطور "بوكاسا" لكنها لم تكن بمفردها. وأشارت إلى أنه وفى عام 1996، تدخلت القوات الفرنسية ثلاث مرات لإنقاذ نظام بانجى حينها، أما فى عام 2007، فقد شاركت قوات المظليين الفرنسيين فى دعم القوات المسلحة فى أفريقيا الوسطى ضد المتمردين فى شمال شرق البلاد. وركزت الصحيفة، على تأكيد الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند قبل أيام من أن "هذا الوقت قد انتهى"، وأن وجود الفرنسيين فى أفريقيا الوسطى ليس لحماية النظام، ولكن لحماية مواطنينا ومصالحنا دون التدخل فى الشئون الداخلية للبلاد. وعلقت "لوفيجارو" بقولها، إن فرنسا لم تعد قوات الدرك بالنسبة لأفريقيا الفرانكوفونية، وهو الأمر الذى يثبته الوضع الحالى فى أفريقيا الوسطى. وأضافت، أن هذا الموقف بدأ فى عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزى، الذى أعاد التفاوض على اتفاقات الدفاع بين باريس ومستعمراتها السابقة فى القارة الأفريقية.
