لم يعد أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس سوى تجاوز الاعتراضات الأميركية والمضي قدماً في طلب اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية الأسبوع المقبل، حسبما أفاد مساعدون له الجمعة. عباس اتخذ هذا المنحى بعدما فشلت سنوات التفاوض التي خاضها مع إسرائيل في التوصل إلى شروط قيام دولة فلسطينية، ولم تتمخض عن أية نتيجة. من ناحية أخرى، تعاني حكومة عباس في الضفة الغربية من أزمة سيولة حادة هي الأسوأ منذ إنشائها قبل 18 عاماً، ما أثار حالة من السخط واسعة النطاق. ويأمل عباس في أن يمنحه الاعتراف الأممي بدولة فلسطين بصفة مراقب الإمساك بزمام المبادرة بعد سنوات من الشلل الدبلوماسي، وهي الخطوة التي تعارضها إسرائيل مدعومة من قبل إدارة باراك أوباما، فهي تعتبرها محاولة لتجاوز المفاوضات. وبموجب الخطة، ستعترف الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة "فلسطين"، مكونة من الضفة الغربيةوغزة والقدس الشرقية ومناطق احتلتها إسرائيل في 1967، دولة غير عضو. وهذا الاعتراف الدولي يؤكد حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، ويمكّن الفلسطينيين من الانضمام إلى منظمات دولية أخرى، غير اليونيسكو التي اعترفت بفلسطين في وقت سابق. ويقول عباس إنه يرغب في استئناف المفاوضات بعد الاعتراف بحدود 1967 كقاعدة للتفاوض، وهو الأمر الذي يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي المتشدد بنيامين نتانياهو. وتقول إسرائيل إنها مع استعدادها للتنازل عن بعض الأراضي، إلا أنها لن تنسحب إلى خطوط 1967، وبدلاً من ذلك نقلت نصف مليون إسرائيلي إلى مستوطنات أقيمت على أراض ضمتها بالحرب. يشار إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كانت الأسبوع الماضي قد حثت عباس من جديد، في لقاء جرى بينهما في مقره بالضفة الغربية، على التخلي عن خطته في التوجه للأمم المتحدة، بحسب مساعده صائب عريقات. بيد أن عباس أبلغ كلينتون، التي قالت له إنه سيدمر نفسه سياسياً بهذه الخطوة، وزائرين آخرين، بمن فيهم وزيرا الخارجية الفرنسي والألماني، بأنه مصر على المضي قدماً. وقال عريقات إن هجوم إسرائيل على غزة "دفع عباس في الواقع إلى الذهاب إلى الأممالمتحدة"، واتهم نتانياهو بتقويض ممنهج للسلطة الفلسطينية، لإحكام قبضته على الضفة الغربية، بينما يحاول التقريب بين غزة ومصر. وقال عريقات "لوقف هذه الاستراتيجية، السبيل الوحيد هو الذهاب إلى الأممالمتحدة، ووضع فلسطين ككيان جغرافي، كدولة". ويسعى عباس إلى إجراء تصويت بالأممالمتحدة الخميس المقبل ويتوقع أن يفوز بالأغلبية البسيطة المطلوبة، بحسب مساعديه، معتمداً في ذلك على دعم العرب والمسلمين والعديد من الدول النامية ودول عدم الانحياز. كما خاطب الفلسطينيون الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الذين يتردد كثير منهم في دعمهم، ولم يتضح بعد ما إذا كانوا قد حققوا نجاحاً في هذا الاتجاه. موضوعات ذات صلة