تمر اليوم الذكرى ال135 لميلاد الصندوق السحري الذي أكسب البشرية سليقة التأمل و الإبداع و التفكير و التخيل موسيقيًا ، إخباريًا ، تمثيليًا و وعظيًا ، هذا الإختراع المسمى ب(الفونغراف) الذي تأكد نجاح و بزوغ كيانه كإختراع عن طريق المخترع الأمريكي الكبير توماس إديسون يوم 21 نوفمبر من عام 1877. هي كلمة يونانية تعني (الحاكي) أو (الكاتب الصوتي) و هو يعد أقدم جهاز أستخدم لتسجيل الصوت و إستعادته تماثليًا على إسطوانة و هي عبارة عن قرص ذو أخدود حلزوني مصنوع من القصدير حيث يبدأ التسجيل عادة عند طرف القرص و ينتهي عند مركزه. قام المخترع الفرنسي (إدوارد ليون سكوت دو مارتنفيل) بتركيب أول جهاز يقوم بإستغلال إهتزازات قلم على أقراص ورقية لتسجيل الصوت و كان هذا الإختراع أعتبر صيحة هامة على جبين القرن التاسع عشر و لكن لم تكتمل الصيحة لعدم إعادة تشغيل الأصوات المسجلة حيث لم ينتبه المخترع الفرنسي لتسجيل الصوت لأن الهدف من هذا الإختراع كان يركز على دراسة خصائص الصوت من خلال تسميته بمسمى (الفونوتوغراف). في عام 1877 جاء أبو الإختراعات البشرية المخترع الكبير (توماس إديسون) يوم 21 نوفمبر بالوصول إلى الشكل النهائي للصندوق السحري بتحويله من (الفونوتوغراف) إلى (الفونوغراف) ليجعله راويًا حاكيًا دون التركيز على الإهتزازات الصوتية ليضفي المتعة و السلاسة على الصندوق السحري بإكتفائه بإعادة تشغيل الأصوات المسجلة على صفائح القصدير المعروفة بالإسطوانات و الإسطوانة تم إختراعها من قِبل (إدوارد غوبليارد) و تطورت عن طريق إديسون حيث ظل على مدار 26 عامًا يبحث عن تطوير الإسطوانات إلى أن نجح بالعزيمة الإديسونية بهيكلة الإسطوانات بشكلها المعروف. تطورت التسجيلات الصوتية من (فونوغراف) إلى (كاسيت ستريو) إلى تسجيلات صوتية على الكمبيوتر إلى أن تم تسجيلها على هواتف المحمول و غيرها من الإختراعات الحديثة و التي أرست قواعد التسجيلات الرقمية التي تساهم في الحفاظ على التراث القديم من الضياع و إنقاذ التالف منها بشكل تكنولوجي حديث و لكن يظل (الفونوغراف) إختراعًا سحريًا لولاه ما وصلنا إلى التطورات التكنولوجية بشكل تدريجي منطقي منظم حيث تعد الإسطوانة المدمجة حفيدة الإسطوانة القصديرية السحرية. كان الحاكي السحري يستخدم بين الناس خلال القرن العشرين و ظل في الإستخدام حتى عام 2008 إلى أن جاءت الرقمنة لتختزل التراث التسجيلي في كبسولة الحوسبة و هنا قام المؤرخ الأمريكي باتريك فيستر عام 2008 بإستعادة تسجيلات قديمة عام 1857 و 1860 ليضعها في نطاق الرقمنة الحاسوبية حتى لا تضيع نفحات الصندوق السحري بين براثن العولمة الشرسة.