توماس ألفا أديسون، هو أشهر مخترع فى التاريخ، صاحب الألف ومائة اختراع، أشهر اختراعاته المصباح الكهربائى عام 1887 الذى بدد ظلمات الدنيا وأحال ليلها نهارًا، وهو المخترع الحقيقى لجهاز الهاتف وليس جراهام بل وسجله قبله بشهر فى مكتب براءة الاختراعات، وهو الذى اخترع جهاز تسجيل الصوت (الجرامفون)، وجهاز العرض السينمائى بالصوت والصورة، وغيرها من مئات الاختراعات. ولد توماس أديسون فى ميلان بولاية أوهايو الأمريكية فى الحادى عشر من شهر فبراير سنة 1847م، قام مدرسه بطرده من المدرسة لأن تصرفاته كانت غريبة فى صغره بالنسبة للآخرين وجنونية، لكنها بالنسبة له كانت مغامرات جريئة وحماسية، فقد كان دائمَ السؤال عن ظواهر الأشياء فى الكون وكيفية عملها, وكان بطلاَ فى التجارب مهما كلفه الثمن فهو لا يؤمن بشيء حتى يجرى عليه تجاربه، لم يكن حاله هذا يعجب مدرسيه، قال المدرس لأديسون: إنت فتى فاسد وغير مؤهل للاستمرار فى المدرسة بعد الآن, وتألمت أمه عند سماعها هذا الخبر، وقالت للمدرس: كل المشكلة أن ابنى أذكى منك، وقررت أن تعلمه بنفسها. تأثر أديسون بحياة المهندس الإنجليزى جيمس وات، وكيف قادته ملاحظته إلى اكتشاف قوة البخار, كما أن الفتى الصغير كان يمتهن مهنتين فى صغره، بيع الخضار من محصول مزرعة والده، وبيع الجرائد فى القطارات, مما در عليه ربحًا ممتازًا، لقد كان أديسون فتى هادئًا يستغرق فيما يعمل ويرتدى بذلة رخيصة الثمن ولا يشترى سواها حتى تبلى، ولم يكن يمسح أحذيته ونادرًا ما يسرح شعره. فى عام 1862 وبينما أديسون فى إحدى غرف القطار مع قواريره الكيميائية وآلته الطابعة وجرائده حيث كان يعمل، وقع اهتزاز شديد للقطار فوقعت القوارير الكيميائية واشتعلت النيران ليقوم الحارس بإطفائها والتوقف بالقطار، ورمى أديسون وأدواته وطابعته على أقرب رصيف، ومن الأحداث المهمة فى حياته إصابته بالصمم الجزئى وضعف السمع بسبب تلقى ضربات متعددة على أذنه فى فترات حياته المختلفة، ويقول أديسون عن هذا: إن هذا الصمم الجزئى لهو نعمة من بعض النواحي, لأن الضوضاء الخارجية كانت تشوش أفكاري. ترك أديسون العمل فى القطار وانكب على دراسات التلغراف وعن طريقة عمله كان يقول لصديقه آدمس: إن علىّ أن أعمل الكثير والحياة قصيرة ويجب أن أستعجل.. فكان يعمل 18 ساعة يوميًا وفى أحد الأيام ومع العمل المضنى وبينما كان يوصل بعض الأسلاك على إحدى البطاريات لإحدى تجاربه, إذ فجأة انفجر حمض النتريك من البطارية ورش كل وجهه وأحرقه ومضت مدة طويلة حتى عاد لطبيعته. بلغ عدد مخترعاته حوالى 1093 اختراعًا بدءًا من المصباح المتوهج الكهربائى وآلة عرض الصور (السينما) وغيرهما. عمل موظفًا لإرسال البرقيات فى محطة للسكك الحديدية مما ساعده عمله هذا لاختراع أول آلة تلغرافية ترسل آلياً, تقدم أديسون فى عمله وانتقل إلى ولاية بوسطن وولاية ماسوشوستس, وأسس مختبره هناك فى عام 1876م واخترع آلة برقية آلية تستخدم خطاً واحداً فى إرسال العديد من البرقيات عبر خط واحد ثم اخترع جهاز تسجيل الصوت ميكانيكياً على أسطوانة من المعدن (الجرامفون)، وبعدها بسنتين قام باختراعه العظيم المصباح الكهربائي، وأثناء الحرب العالمية الأولى اخترع نظامًا لتوليد البنزين ومشتقاته من النباتات. توفى أديسون فى ويست أورنج - نيو جيرسى فى مثل هذا اليوم عام 1931 عن عمر يناهز 84 وعندما توفى أطفئت جميع أنوار ومصابيح أمريكا، بحيث قبله كانت هكذا وكانت هذه نهاية حياة توماس أديسون.