في ظل النيران المشتعلة بين المقاومة الفلسطينية و قوات الاحتلال الإسرائيلية تقوم النيران بإسترجاع ما فات من التاريخ خاصةً من يشارك في طيات الأحداث على مر العصور في الماضي و الحاضر و المستقبل حيث تقوم كتائب (القسام) بالدور المحوري في المقاومة الفلسطينية خاصةً في أحداث غزه الأخيرة و التي فتحت العديد من التساؤلات حول متى سينتهي الصراع العربي الإسرائيلي الذي بدأ منذ القرن قبل الماضي و تتابعت الأحداث بوجود المقاومة التي غُرست جذورها منذ عشرينيات القرن الماضي من خلال الشيخ عز الدين القسام الذي وضع اسمه في حركة كتائب القسام كنايةً على استمرار المقاومة. ولد عز الدين القسام يوم 19 نوفمبر من عام 1882 في قرية الأدهمية التابعة لمدينة اللاذقية بسوريا ، والده هو عبد القادر مصطفى القسام من علماء الأزهر الشريف و والدته حليمة قصاب من بيت نور الدين من حملة العلم الكرام. تعلم القسام في زواية الإمام الغزالي بالقرية و حفظ القرآن الكريم و تعلم الفقه و القراءة و الكتابة ثم سافر إلى مصر عام 1896 حيث تتلمذ على يد الشيخ محمد عبده و الشيخ أحمد الطوخي و كان عصاميًا أثناء تلقيه العلم بمصر بالأزهر الشريف حيث كان يصنع الحلوى بنفسه و يبيعها لكي ينفق على نفسه و على العلم الذي يتلقاه حتى تخرجه عام 1906 حيث درس مختلف العلوم الشرعية ليعود بعدها لسوريا بعد حصوله على شهادة الأهلية ليعمل بالتدريس و ليتولى مسئولية الخطابة في مسجد المنصوري بالقرية. عندما إندلعت الحرب الإيطالية بليبيا عام 1911 قام عز الدين القسام بشحذ الهمم في بلده سوريا بدعوته للناس بالجهاد في ليبيا كواجب شرعي على كل مسلم بالدفاع عن أي بلد إسلامي يتعرض للمخاطر و أن على علماء الدين أن يقوموا بهذا الدور على وجه التحديد. أستجاب له العديد من الجمهور بسوريا فاختار منهم 250 متطوعًا و أعد العدة للسفر بليبيا عن طريق الأسكندرية للجهاد بليبيا لكن السلطة العثمانية في سوريا منعته من السفر. قام القسام بالمساهمة في إندلاع الثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي بسوريا حيث ساند عمر البيطار في الثورة التي حملت اسم (ثورة جبل صهيون) لكن لم يكتب النجاح لها فقامت السلطات الفرنسية بالحكم عليه بالإعدام غيابيًا عام 1920 فقام الشيخ عز الدين القسام بالفرار إلى فلسطين مع بعض رفاقه إلى فلسطين و أتخذ مسجد (الاستقلال) في الحي القديم ب(حيفا) و بدأ يلقي بالدروس الليلية لمحو أمية الفلاحين بالقرية و نشر الوعي الجهادي تجاه القضية الفلسطينية حيث كانت له الريادة في التركيز على القضية الفلسطينية لتحاشي القوة الصهيونية بالمنطقة لكثرة الدفعات اليهودية المهاجرة لفلسطين. قام القسام بتأسيس المدارس و فصول محو الأمية و جمعية الشبان المسلمين عام 1926 لنشر الوعي الجهادي بين الفلسطينين لمقاومة الانتداب البريطاني و الإستيطان الصهيوني إلى جانب تشكيله تنظيمًا مسلحًا أختار عناصره من الباعة الجائلين و المزارعين حيث قام من خلال هذا التنظيم بمجموعة عمليات فدائية ضد المستوطنات الإسرائيلية و القوات البريطانية و كان القسام بمثابة الصداع المزمن في رأس القوات البريطانية و المستوطنات الصهيونية إلى أن قامت القوات البريطانية بتتبع خطوات القسام يوم 15 نوفمبر من عام 1935 مما أدى إلى فراره لقرية الشيخ زايد ليختبيء بها فلحقت القوات البريطانية مقاومة القسام يوم 19 نوفمبر 1935 و قامت القوات بتطويق المقاومة مما أدى إلى نشوب حربًا غير متكافئة بين الطرفين أدى إلى إستشهاد عز الدين القسام يوم 20 نوفمبر 1935 و معه رفيقيه (الشيخ يوسف الزيباوي و عطيفة المصري) في أحراش يعبد قرب جنين لتزداد شرارة المقاومة القسامية في الجهاد حيث كانت الرصاصات التي قتلته بمثابة الدافع لاستمرار جريان دمائه الذكية جيلاً بعد جيل لاستمرار الكفاح حيث إندلعت الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 و أستمرت راية الكفاح في التنقل إلى أن تجسد هذا الكفاح بشكل كبير بتأسيس كتائب القسام عام 1984 حيث كان اسمها في الأول (اللجنة العسكرية الإخوانية) و كان من مؤسسيها بقطاع غزة (صلاح شحادة – عماد عقل – محمود بحبوح) و من مؤسسيها بالضفة الغربية (المهندس يحيى عياش) و تغير اسم الكتائب إلى (المجاهدون الفلسطينيون) عام 1987 و تم تغيير اسم الكتائب إلى (كتائب القسام) عام 1992 لتظل روح المقاومة حية لا تموت أبدًا.