تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى افتتاحيتها عن امتداد الحرب السورية إلى لبنان بعد مقتل العماد وسام الحسن، رئيس فرع المعلومات فى الأمن الداخلى اللبنانى، وقالت إنه فى زيارة لواشنطن فى أغسطس الماضى، قدم الحسن تقييما قاتما للحرب الأهلية فى سوريا وتأثيرها المحتمل على المنطقة. وحسبما تشير الصحيفة، فإن الحسن قال للأمريكيين إن الرئيس السورى بشار الأسد لا يزال لديه فرصة لمواجهة التمرد ضده على الرغم من أن الأمر قد يستغرق أكثر من عامين ومقتل ما يزيد عن 100 ألف شخص. وتابع قائلا إنه بالنسبة لنظام الأسد، فإن أحد الحلول للصراع السورى هو نقله خارج سوريا، مشيرا إلى أن الأسد سينجو لو جعل الصراع إقليميا. وبعد هذا التقييم بحوالى سبعة أسابيع، قتل الحسن فى تفجير سيارة بما نقل لبنان إلى شفا حربها الأهلية. وأغلب اللبنانيين من غير المتحالفين مع حزب الله يتفقون مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريرى فى أنه من الواضح وضوح النهار من رعى عملية الاغتيال. باختصار، يحاول الأسد أن يطبق نفس الاستراتيجية التى تحدث عنها الحسن. وتوضح واشنطن بوست أن رئيس المخابرات اللبنانية كان عضوا رئيسيا فى المجموعات الموالية للغرب التى حكمت لبنان لسبع سنوات بدءا من عام 2005، عندما أجبرت ثورة الأرز سوريا على إنهاء 30 عاما من الاحتلال العسكرى للبنان، وكان يحارب لمنع الأسد من التدخل فى بلاده. فى حين أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتى يعتبره حزب الله عميل سورى يمثل أقوى قوة فى الحكومة اللبنانية الحالية. وكان الحسن يقول عنه إنه لن يتحرك إزاء استفزازات سوريا ما لم يمت الأسد أو يخرج من البلاد. وكان الحسن عالما تماما بما سيحدث. فلم يقم ميقاتى بفعل الكثير للرد على التفجير، وهو الأسوأ فى لبنان منذ أربع سنوات سوى أن قام بنشر الجيش لمنع الاشتباكات الطائفية. ورفض الاستقالة، وهى خطوة كانت ستفتح الطريق أمام تشكيل حكومة لا تشمل حزب الله. وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة إن الحسن كان قد حذر الولاياتالمتحدة من أن إطالة الصراع فى سوريا سيؤدى إلى حرب طائفية ويدمر المجتمع المدنى. وأضاف أن الجيش السورى سيتفتت وبعد انهياره ستكون هناك فوضى. وبرفضها تسليح أو حماية القوى العلمانية والليبرالية، فإن إدارة أوباما تساعد على تأكيد تلك النتيجة.