اندلعت اشتباكات في طرابلس بشمال لبنان، بين عناصر من حركة التوحيد "المؤيدة لسوريا"، ومجموعة إسلامية سنية، عقب تفجير الأشرفية الذي وقع أمس الجمعة، وأدى إلى مقتل ثمانية أشخاص من بينهم العميد وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي وإصابة قرابة 80 آخرين. وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية، اليوم السبت، أن الاشتباكات التي اندلعت ليلا في منطقة أبي سمرا في طرابلس، أدت إلى مقتل الشيخ عبد الرزاق الأسمر. وكان محتجون لبنانيون غاضبون قطعوا العديد من الطرق في لبنان اليوم، على خلفية التفجير، وذكرت القنوات التليفزيونية المحلية أنه جرى تنظيم الاحتجاجات في المقام الأول في المناطق السنية في بيروت ومدينة صيدا جنوب البلاد وطرابلس في شمالها. وأغلقت جميع الإدارات الرسمية والبلديات في لبنان اليوم، ونكست الأعلام على الدوائر الرسمية، حدادا على أرواح ضحايا تفجير. وكان رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، قد أصدر أمس بيانا، أعلن فيه أن يوم السبت هو يوم حداد وطني على أرواح من سقطوا في الانفجار. وأدى مقتل الحسن بالانفجار، إلى ردود فعل سياسية وشعبية، وعقدت الحكومة اللبنانية صباح اليوم جلسة طارئة لمناقشة الأوضاع عقب التفجير. وقبل انعقاد الجلسة، صرح وزير الدولة أحمد كرامي، بأنه "لا تجوز الاتهامات بحق رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، وتحميله دم العميد الحسن ونحن لن نرضخ للاتهامات"، بحسب الإذاعة اللبنانية. وصرح وزير الدولة علي قانصو، بأن استقالة الحكومة تعني الوقوع في فخ الأطراف التي قتلت الحسن. وكانت قوى "الرابع عشر من آذار" قد حملت الحكومة اللبنانية، ورئيسها نجيب ميقاتي مسؤولية دماء العميد الحسن ودعته للاستقالة، كما دعت الحكومة إلى الرحيل. يُشار الى أن الحسن هو رئيس فرع الأمن الخاص برئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، الذي اغتيل هو أيضا في هجوم بسيارة ملغومة عام 2005. ويرتبط اسم الحسن بلجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، والتي تحقق في مقتل الحريري. وكان الحسن أيضا وراء اعتقال الوزير السابق الموالي لسوريا مايكل سماحة مؤخرا، والمتهم بمحاولة التخطيط لتفجيرات في لبنان تستهدف مسئولين مناهضين للحكومة السورية. واستهدف الحسن من قبل في محاولتي اغتيال، كانت الأولى محاولة فاشلة استُهدفت العميد سمير شحاده، والثانية تفجير دموي أكثر حداثة في لبنان، والذي أدى إلى مقتل أكبر المحققين في البلاد في جرائم مكافحة الإرهاب وسام عيد، إلى جانب ثلاثة أشخاص آخرين في عام 2008. وأعاد تفجير أمس الجمعة، الذي تسبب في دمار واسع النطاق، إلى الأذهان ذكريات الحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990، وكانت الإشارة الأوضح حتى الآن، على أن النزاع في سوريا يطول جارتها الصغيرة.