صورة أرشيفية تسبب الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة و السلام في إستفزاز مشاعر المسلمين حول العالم مما نتج عن تظاهرات أمام السفارة الأمريكية بجاردن سيتي بالقاهرة حيث أحرق المتظاهرون العلم الأمريكي وإقتحموا مقر السفارة و لا زالت الإشتباكات دائرة إلى الآن ، أمتد لهيب هذا الغضب بشكل أكبر بليبيا حيث أقتحم مسلحون القنصلية الأمريكية ببنغازي نتج عن مقتل السفير الأمريكي و ثلاثة من موظفي القنصلية ليزداد الغضب إشتعالاً في صنعاء العاصمة اليمنية باقتحام مجمع السفارة الأمريكية و إحراق عدد من السيارات لكن استطاعت قوات الأمن في فض التظاهرة اليمنية. هل هذه الاقتحامات هي الأولى من نوعها ضد السفارات الأمريكية أم هناك حوادث مسبقة في انتهاك السفارات الأمريكية في بلاد العالم على مر التاريخ؟ في عام 1941 قامت القوات اليابانية في الحرب العالمية الثانية بالهجوم على ميناء (بيرل هاربر) مما أدى إلى دخول أمريكا للحرب العالمية الثانية و بالتالي تم قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين و تم التظاهرات على السفارتين الأمريكية بطوكيو و اليابانية بواشنطن من خلال غضب شعبي عارم وصل لسفر الجاليتين و العودة لبلادهما. في عام 1965 بجاكرتا العاصمة الإندونيسية في عهد الزعيم الإندونيسي أحمد سوكارنو كانت هناك محاولات إنقلابية من بعض القوى الشيوعية الإندونيسية بمساعدة الاتحاد السوفيتي للإطاحة بسوكارنو حيث كانت هناك انتقادات لفشله في تنمية بلاده و إخراجها من الأزمات الاقتصادية لكن فشلت المحاولات الإنقلابية بمساعدة الجنرال سوهارتو الذراع الأيمن لسوكارنو بمباركة و رعاية المخابرات المركزية الأمريكية مما أجج الغضب الشعبي في أندونيسيا لتصل نيران الغضب لاقتحام الأندونيسيين لمقر السفارة الأمريكية بجاكرتا وسط اشتباكات دامية بين الشعب و قوات الشرطة. في عام 1979 عقب نجاح الثورة الإيرانية بالإطاحة بشاه إيران محمد رضا بهلوي و حل محله مقدم الخميني من منفاه ليكون أول رئيس لإيران الإسلامية حيث كان ملهم ثورتها عبر شرائط الكاسيت التي كان يبعث بها سرًا للشعب حتى يحمسهم ضد الشاه الفاسد و هنا أثناء اشتداد لهيب الثورة إستعان الشاه بعدد كبير من الخبراء الأمريكين في قمع الشعب لإخماد الثورة قبل الإطاحة به في أيامه الأخيرة على العرش الفارسي و هنا أراد بعض الثوار بالإنتقام من الأمريكان فقاموا يوم 4 نوفمبر من عام 1979 باقتحام السفارة الأمريكية بطهران و احتجاز 52 دبلوماسي أمريكي 444 يوم أي لمدة عام و نصف و ظل الدبلوماسيون رهائن لدى القوة الإيرانية حتى سقط الرئيس كارتر في سباق الانتخابات الأمريكية أمام رونالد ريجان عام 1981 بسبب فشله في حل تلك الأزمة فقام الخوميني بعد ترك كارتر للبيت الأبيض بالإفراج عن الرهائن كصفعة قوية في وجه القوة العظمى الأولى في العالم.