ابدى زعماء الاتحاد الاوروبي استعدادهم لمنح مصر مساعدات باكثر من مليار دولار وتحسين شروط التجارة بين الطرفين، وذلك اثناء الزيارة الاولى التي يقوم بها الرئيس المصري الى اوروبا والذي تعهد بدعم القيم الديموقراطية والحريات. وجاءت زيارة مرسي الخاطفة الى بروكسل والتي تليها زيارة الى روما، فيما تشهد عدد من الدول العربية من بينها مصر احتجاجات على فيلم مسيء للاسلام ادى الى مقتل اربعة مسؤولين اميركيين من بينهم السفير كريس ستفينز في مدينة بنغازي الليبية. وقال رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي ان "مثل هذه الهجمات لا يمكن تبريرها بغض النظر عن دوافعها". واضاف بينما كان محمد مرسي يجلس الى جانبه ان "على جميع القادة تحمل مسؤولياتهم في بناء الامن والتسامح". وفي اول زيارة على الاطلاق يقوم بها رئيس مصري الى بروكسل، واول جولة اوروبية يقوم بها مرسي الى اوروبا، تعهد فان رومبوي بان يقف الاتحاد الاوروبي الى جانب مصر "كصديقة وجارة وشريكة". وفي وقت سابق اشاد جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية بالتزام مرسي "الثابت" بالقيم الديموقراطية، وتعهد بالمساعدة على "بناء مصر ديموقراطية وحرة ومفتوحة ومزدهرة". وقال ان الاتحاد الاوروبي سيوفر لمصر مبلغ 449 مليون يورو للعام 2011-2013 كما انه "مستعد لتقديم المزيد". وعرض باروزو مبلغا اضافيا ب500 مليون يورو (640 مليون دولار) كمساعدة مالية شرط حصول مصر على قرض البنك الدولي وقيمته 4,8 مليار دولار، ودعم للميزانية بقيمة 150-200 مليون يورو من اجل الانتعاش الاقتصادي للبلاد. واضاف ان الاتحاد الاوروبي، اكبر كتلة تجارية في العالم والبالغ عدد سكانها مجتمعة نصف مليار شخص، مستعد لبدء التفاوض مع القاهرة حول التوصل الى اتفاق تجارة حرة وعميقة. وبلدان الاتحاد الاوروبي ال27 هي بصورة جماعية الشريك التجاري الاول لمصر وتمثل حوالى ثلث حجم تجارتها الخارجية، الا ان باروزو تحدث عن وجود "مجالات اخرى يتعين استكشافها". وسيقوم فريق عمل بانجاز المزيد من التفاصيل حول التعاون الاقتصادي في 14 و15 تشرين الثاني/نوفمبر في القاهرة، قالت وزير خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون انه يهدف الى استعادة ثقة المستثمرين خاصة من خلال استضافة مؤتمر قمة للسياحة والاعمال. وتنظر بروكسل الى مستقبل مصر بعين الاهتمام حيث تحرص على توثيق العلاقات الاقتصادية مع دول الربيع العربي ومساعدة الديموقراطيات بشكل يخدم مصلحة اوروبا الامنية. وبعد اتهامه سابقا بدعم الانظمة الديكتاتورية في دول الشرق الاوسط، وعد الاتحاد الاوروبي العام الماضي بتوزيع المساعدات بشكل يتناسب مع التقدم الديموقراطي الذي تحرزه الدول، وهي السياسة التي تعرف باسم "المزيد مقابل المزيد". وقال فان رومبي ان نجاح مصر "سيكون له انعكاسات ايجابية على المنطقة بشكل عام". من ناحيته انتقد مرسي "الاعتداء" على الاسلام، الا انه دان كذلك العنف بما في ذلك مقتل الاميركيين في بنغازي. واكد "اننا ضد كل من يعتدي على المقدسات، وإننا نعادي من يعتدي على مقدساتنا وعلى رسولنا صلى الله عليه وسلم ونقف ضده بكل حزم وعزم". الا انه اكد ان ذلك "لا يعني ان نعتدي على أحد او نمارس بنفس الكيفية اي نوع من انواع العدوان على الآخرين". كما تعهد مرسي بمواصلة الحفاظ على القيم الديموقراطية والحريات، مؤكدا مرارا التزامه باحترام المساواة بين جميع المصريين دون التفريق بين المسلمين والاقباط، كما اكد على منح النساء حقوق متساوية. واكد ان مصر ستنتقل من الفساد والدكتاتورية الى مرحلة جديدة من الحرية للجميع وضمان حقوق جميع المصريين. واشار الى ان النساء يحصلن على مزيد من الحريات مؤكدا على اهمية هذه الحقوق الانسانية وهذه القيم بالنسبة للمصريين. وقال مسؤول بارز في الاتحاد الاوروبي ان اوروبا ستفعل كل ما بوسعها لمساعدة القاهرة في استعادة الاموال التي نهبت خلال عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك والتي تقدر بعشرة مليارات دولار.