توفي اليوم الإثنين الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني في الجزائر عبدالحميد مهري، والذي يعد أحد الذين شاركوا في مفاوضات معاهدة "ايفيان التاريخية" التي أنهت 130 عاما من حكم الاستعمار الفرنسي للجزائر عن عمر ناهز 85 عاما بعد صراع مع المرض. ولد عبدالحميد مهري في 3 أبريل عام 1926 بمدينة الخروب بولاية قسنطينة الواقعة شرق الجزائر، وشارك في حرب التحرير من الاستعمار الفرنسي (1954 - 1962) وتقلد منصب وزير شئون المغرب العربي في الحكومة الموقتة قبل الاستقلال ووزير الثقافة والإعلام في 1979، ثم سفير الجزائر في باريس بين 1984 و1988. وأهم منصب تقلده مهري كان أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني بين 1988 و1996 وهي الفترة التي شهدت اندلاع الحرب الأهلية في الجزائر بعد إلغاء انتخابات 1991. وكانت ستفوز بها الجبهة الإسلامية للانقاذ، حيث حصلت في المرحلة الأولى منها على 188 مقعدا من أصل 389 مقعدا. كان مهري من دعاة المصالحة خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في أعقاب إلغاء الانتخابات، وأدت إلى مصرع 200 ألف شخص، حسب الإحصاءات الرسمية. وبرز دوره من خلال المشاركة في أول محاولة مصالحة من خلال التوقيع على اتفاق سانت ايجيدو بروما في 1994، إلى جانب حسين آيت أحمد زعيم جبهة القوى الاشتراكية المعارضة، وأنور هدام عن الجبهة الإسلامية للانقاذ، وأحمد بن بلة أول رئيس جزائري بعد الاستقلال وآخرين.