أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون استعداد واشنطن لدعم عملية مصالحة بين السلطات الأفغانية وحركة "طالبان" تقودها كابول، مشيرة إلى أنها ستشارك في هذه العملية لدعم الأفغان إذا رأت أنها تبشر بوضع حد للصراع، ونوهت بأن واشنطن لم تتخذ أيه قرارات فيما يتعلق بالإفراج عن أي من المنتمين لحركة طالبان من جوانتانامو. وأبدت حركة طالبان الأسبوع الماضي استعدادها لفتح مكتب سياسي لها خارج أفغانستان لاجراء مفاوضات سلام، في خطوة اعتبرها المراقبون تاريخية من جانب الحركة المتمردة التي تخوض منذ عشر سنوات حربا ضد الحكومة الأفغانية وحلفائها في حلف شمال الاطلسي بقيادة الولاياتالمتحدة، وطالبت الحركة في المقابل بالافراج عن عناصرها المعتقلين في معتقل جوانتانامو الأمريكي. وقالت كلينتون إنها طلبت من الممثل الأمريكي الخاص لأفغانستان وباكستان السفير مارك جروسمان الذهاب إلى أفغانستان الأسبوع القادم لمواصلة المشاورات مع الأفغان وإلى قطر لمواصلة المشاورات مع الشركاء القطريين. وأضافت أن فكرة افتتاح مكتب لطالبان في قطر تأتي في سياق الإستراتيجية الأكبر نطاقا للولايات المتحدة لدعم إقامة أفغانستان سلمية مستقرة تمضى على طريق تزداد فيه ازدهارا وديمقراطية، مشيرة إلى أن هذه هي الأهداف التي تتقاسمها كل من الولاياتالمتحدة وقطر. جاء ذلك في رد كلينتون على سؤال بشأن الخطوات التالية فيما يتعلق باستعداد قطر لافتتاح مكتب لحركة طالبان، ومدى استعداد الولاياتالمتحدة لإطلاق سراح المحتجزين في جوانتانامو في مقابل إجراء محادثات مع طالبان. وأكدت كلينتون أن إستراتيجية الولاياتالمتحدة تشمل ثلاثة عناصر وهي الاستمرار في القتال ضد من يحملون حمل السلاح ضد الأفغان وضد القوة الدولية وحلف شمال الأطلسي، والحديث مع من يرغب في البحث عن حل سلمي، والاستمرار في محاولة بناء أفغانستان في المستقبل. وفيما يتعلق بالقتال، قالت كلينتون "لقد أيدنا حكومة أفغانستان الآن لأكثر من 10 سنوات..ونتحرك نحو مرحلة انتقالية يتولى الأفغانية بموجبها المسئولية الكاملة عن الأمن، ونقف مع حكومة وشعب أفغانستان لمحاربة من يواصلون استخدام وسائل العنف ضد الأبرياء.. وإننا مصممون تماما على الدفاع عن مصالح أفغانستان والمجتمع الدولي".