اهتمت وكالة أنباء موسكو الروسية بالحلقة الأولى من البرنامج الساخر "البرنامج" والذي يقدمه الاعلامي باسم يوسف . وقالت ان الحلقة أثارت الكثير من الجدل في مصر، خصوصا أنها مست كل من يتصدر المشهد المصري الحالي، من الإعلاميين والفنانين والسياسيين ومن الرئيس المؤقت ورئيس الحكومة الانتقالية ومن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي. وأشارت الوكالة في تقرير كتبه مدير مكتبها بالقاهرة أشرف كمال الى أن الشعبية الطاغية للفريق أول السيسي يبدو أنها ستهدد البرنامج الساخر . وأضافت أن الحلقة الأولى من البرنامج الذي اشتهر من خلاله باسم يوسف، تضمنت استعراضا لأهم المانشيتات والأقوال التي ترددت خلال فترة حكم الإخوان وما أعقبها بعد 30 يونيو معتبرا كل العناوين "تشتيتا لأي عقل". وتابع باسم في برنامجه "البرنامج" الذي يقدمه على فضائية "سي بي سي" عارضا بعض الفيديوهات التي أعقبت ثورة 30 يونيو ، منتقدا كافة التيارات وقيادات المرحلة الانتقالية . وعقب انتهاء الحلقة تعرض باسم يوسف لانتقادات حادة، خاصة أن الحلقة تناولت بالنقد الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي يحظى بشعبية جارفة بين المصريين. وتحدث صالح عيد، 45 عاما، ل "أنباء موسكو" موضحا أن الوضع في مصر فيه الكثير من السلبيات التي يجب كشفها أمام الرأي العام وعلى المسؤولين أن يدركوا أن المجتمع والناس في مصر تغيرت ولن تسمح بأي تهاون أو تقصير في تحقيق مطالبهم. لكنه أكد أن طبيعة الشخصية المصرية إنها ترفض أي انتقاد لأي زعيم أو أي شخص مؤثر في حياته ويحظى بتأييده، كذلك فالمجتمع المصري يحتاج الى طريقة جديدة في النقد تتناسب وطبيعة المجتمع وعاداته وتقاليده بعيدا عن أي تجاوز أخلاقي يسيء الى الفكرة التي قد تبدو جيدة. بينما قال توفيق عطية، 50 عاما: "أيام حكم الرئيس السابق محمد مرسي كنت انتظر برنامج باسم يوسف لانتقاداته الحادة لجماعة الإخوان المسلمين، واليوم بعد هذه الحلقة التي انتقد فيها الفريق السيسي فلن أحرص على مشاهدة برنامجه واعتقد أن هناك كثيرا من الناس الجالسين هنا يتفق معي في هذا الرأي". ويقول طارق سليم، 40 عاما: "أعتقد أن شعبية باسم وبرنامجه ستتأثر بعد هذه الحلقة، لما تضمنته من عبارات وتلميحات يمكن أن تؤثر سلبا على مشاهدي البرنامج، موضحا أن النقد البناء تحتاجه الحكومة وكل الطوائف والتيارات السياسية التي تعمل بشكل مباشر على تحقيق مطالب الناس سواء فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، أو الأمني، أو مواجهة عنف الجماعات ومظاهرات الإخوان بالجامعات. وعلى صفحات التواصل الاجتماعي انتقد عدد من السياسيين والخبراء الحلقة الأولي لبرنامج باسم يوسف، فقد علق الخبير الاستراتيجي، اللواء سامح سيف اليزل، قائلا: "لقد هالني ما شاهدته وسمعته من إسفاف وتلميحات جنسية فاضحة وتعليقات لم يجانبها التوفيق على قيادات القوات المسلحة وصلت إلى حد الإساءة الواضحة، بل ما اعتبرته هجوما مباشرا على القائد العام للقوات المسلحة، مما يصب بكل تأكيد فى صالح جماعة الإخوان المسلمين ومن يساندونهم خاصة وأن هذا البرنامج يحظى بنسبة مشاهدة عاليه على المستويات المحلية والعربية بل والدولية لدى الجاليات المصرية والعربية المقيمة بالخارج مما يسيء إلى ثورة الثلاثين من يونيو والقوات المسلحة التى ساندتها". كما اعتبر منسق حملة "السيسي رئيسي" مصطفى النجمي، الانتقادات التي جاءت في الحلقة وتعرضت للقوات المسلحة تطاولا وسخرية، مشيرا إلى أن ذلك لا يعتبر حرية رأي أو تعبير لما قال عنه تجاوز الحدود واستخدام الفاظ خادشة للحياء. وطالب النجمي الأجهزة الرقابية باتخاذ اللازم نحو البرنامج، خاصة في تلك المرحلة الانتقالية التي وصفها ب "الخطيرة". وعلق باسم يوسف على كل الانتقادات الموجهة إليه بسبب سخريته قائلا عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تقول الأسطورة ان الشعب المصري ابن نكتة ويحب السخرية. ولكن أضف إلى الجملة اللي على مزاجه "! واللافت أن تقرير هيئة المفوضين التابعة للقضاء الإداري منذ أيام، وقبل بث الحلقة الأولى من البرنامج، قد أوصى بإلغاء حكم محكمة أول درجة "القضاء الإداري" الذي قضى بعدم قبول الدعوى التي أقامها محمود حسن أبو العنين، أحد محامي جماعة الإخوان المحظورة لوقف وإلغاء بث برنامج "البرنامج" الذي قدمه الإعلامي باسم يوسف وسحب تراخيص القناة، وطالبت هيئة المفوضين من المحكمة الإدارية العليا بإلغاء هذا الحكم وإعادة الدعوى من جديد لمحكمة القضاء الإداري أمام دائرة أخرى.