رغم أنه لم يتبق سوى ساعات قليلة على الموعد المحدد لبدء العام الدراسى الجديد فإن الجامعات لم تتخذ موقفا حاسما حتى الآن بشأن بدء الدراسة أو تأجيلها، حتى تلك التى أكدت التزامها بالموعد الطبيعى غدا أكدت إمكانية التأجيل فى أى وقت. الدكتور حسام عيسى وزير التعليم العالى قال فى تصريحات له أمس إنه لن يكون هناك قرار مركزى بتأجيل الدراسة، وإن المجلس الأعلى للجامعات حدد موعد بدء العام الدراسى الجديدى بيوم 21 سبتمبر مع منح رؤساء الجامعات تفويضا باتخاذ قرار تعطيل الدراسة فى حالة ما إذا استدعت الظروف ذلك. جامعة حلوان التى حسمت موقفها بتأجيل بدء العام الدراسى لمدة أسبوع فى اجتماع طارئ لمجلس عمداء الجامعة أرجعت ذلك إلى عدم الانتهاء من أعمال صيانة المدن ومنشآت الكليات، بينما أكدت مصادر مطلعة بالجامعة أن السبب الحقيقى للتأجيل جاء خوفا من اندلاع أحداث شغب وعنف بعد الكشف عن مسؤولية الدكتور ياسر صقر رئيس الجامعة والدكتور حسين عيسى رئيس جامعة عين شمس عن مقترح منح الضبطية القضائية لأفراد الأمن الإدارى، وما ترتب عن ذلك من سخط طلابى كبير وإعلان اتحاد طلاب الجامعة رفضه تطبيق الضبطية، وهو ما جعل مجلس الجامعة يكرر ما أكدته جامعات القاهرة وبنها وطنطا عن عدم منح الضبطية القضائية لموظفى الأمن قبل حدوث توافق كبير بين الطلاب والعاملين وأعضاء التدريس حول القرار. تأجيل الدراسة فى جامعة الأزهر بجميع فروعها فى القاهرة والمحافظات بعد الكشف عن معلومات مؤكدة عن محاولة أنصار الإخوان المسلمين استغلال بدء العام الدراسى لمعاودة الاعتصام بأعداد كبيرة من طلاب الأقاليم المحسوبين على الجماعة داخل جامعة الأزهر، ونقل اعتصامهم إلى محيط المنصة وقبر الجندى المجهول الذى يبعد مئات الأمتار فقط عن رابعة العدوية. جامعة عين شمس التى تعد الجامعة الوحيدة الآن المصرة على تطبيق قرار منح الضبطية القضائية لموظفى الأمن الإدارى، عقدت اجتماعات مكثفة أمس لبحث الاستعدادات لبدء العام الدراسى يوم الأحد، بينما انتهى اجتماع مجلس عمداء كليات الجامعة إلى تفويض عمداء الكليات داخل الحرم الجامعى وخارجه فى اتخاذ قرار وقف الدراسة فى أى وقت، حالة ما إذا حدث ما يستدعى ذلك أو فى حالة توافق مجلس الكلية على عدم مناسبة الظروف لبدء المحاضرات وهو القرار الذى وضعه مسؤولو كلية الألسن موضع التنفيذ بالإعلان عن تأجيل الدراسة بسبب عدم استكمال إجراءات قيد الطلاب الجدد وتوزيعهم على أقسام الكلية. الوضع فى جامعة القاهرة كان أكثر غموضا، فبرغم تأكيد الدكتور عز الدين أبو ستيت نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب بدء العام الدراسى فى موعده غدا فإنه لم يستبعد خيار تأجيل الدراسة خصوصا أنه لم يتم الانتهاء من أعمال الصيانة لجميع الطرق المؤدية للجامعة حتى الآن وإغلاق بواباتها الرئيسية أمام السيارات. المشهد أمام الجامعة يؤكد صعوبة بدء العام الدراسى فى موعده الطبيعى، حيث تمتد أعمال البناء والترميمات والإصلاحات بمحاذاة سور الجامعة. فأمام كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والتجارة تستمر أعمال الإنشاءات الخاصة بالكوبرى العلوى الجديد الذى ينقل الطلاب من شارع بين السرايات إلى رصيف الحرم الجامعى، وهو ما يعيق الحركة بشكل كبير على المتوجهين إلى كليات التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية والآداب، كذلك ما زال هناك كثير من الوقت أمام انتهاء أعمال التجديد والترميم لسور الجامعة، التى تتم فى ظل سحابة مستمرة طول الوقت من الغبار وتراكم أكوام الأتربة الناتجة من أعمال الحفر والردم التى تقوم بها البلدوزرات والجرارات، وما يترتب عن ذلك من اختناق مرورى تام أمام أبواب الحرم الجامعى.