ذكر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اليوم أن النظام السوري ارتكب أفظع المجازر والجرائم ضد الإنسانية آخرها استخدامه لأسلحة الدمار الشامل في منطقة الغوطة شرقي دمشق. ودعا أوغلو في مؤتمر صحافي في اسطنبول مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأممالمتحدة إلى الإسراع في إجراء تحقيق يظهر ملابسات قصف الغوطة بالأسلحة الكيماوية وتحديد والمسؤولين عنه قبل أن تحدث أي محاولة لطمس الحقائق. وشدد على أن الضمير الإنساني لن يرتاح قبل الوصول إلى منفذي ذلك الهجوم مشيرا إلى تصريحات أطلقها مسؤولون في المعارضة السورية عن استعدادهم لتأمين اللجنة الدولية التي ستأتي إلى تلك المنطقة للتحقيق. وجدد وزير الخارجية التركي وقوف بلاده بجانب الشعب السوري مشيرا إلى أن الشعب السوري يسطر أعظم ملاحم البطولة منذ عامين ونصف في مواجهة آلة القمع والظلم من أجل الدفاع عن حريته وكبريائه. ومن جانبه طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا بفرض حظر جوي لحماية المدنيين السوريين. وأشار الجربا إلى أن العالم مازال صامتا فيما يضرب نظام الرئيس السوري بشار الأسد السوريين بالأسلحة الكيماوية. وكان الجربا وصف في وقت سابق خلال مؤتمر صحفي مع رئيس هيئة الأركان العسكرية في الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس باسطنبول التحرك الدولي بعد الهجوم الكيماوي على منطقة الغوطة بأنه جاء كليا دون التوقعات. وأكد الجربا في رده على سؤال لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن ما تم القيام به من خطوات دولية ردا على مجزرة الغوطة لا يرقى إلى أدنى الحقوق الإنسانية مشددا على استعداد المعارضة لحماية المحققين التابعين للأمم المتحدة بشأن التفتيش عن السلاح الكيماوي في حال دخولهم للمناطق التي تسيطر عليها. وطالب الرئيس الامريكي باراك أوباما ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون بتحمل المسؤولية معتبرا أنه يجب القيام بخطوات عملية تشمل فرض حظر للطيران ووقف قتل السوريين بمقتضى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. وفي سياق متصل ذكر الائتلاف الوطني السوري أن كافة المعلومات التي وصلته من مصادر متعددة "تؤكد تورط نظام الأسد على أعلى المستويات في استخدام السلاح الكيميائي وهو ما ينسجم تماما مع تاريخ نظام الأسد الحافل بملفات الإجرام والإرهاب الممنهج". وأضاف البيان "لقد كان توقيت استخدام الكيماوي ضد المدنيين في الغوطة محاولة فاشلة من نظام الأسد للإيحاء بوجود مؤامرة تحاك ضده للتشويش على المجتمع الدولي الذي يعلم جيدا بأن نظام الأسد هو الطرف الوحيد في سورية الذي يمتلك وسائل إنتاج واستخدام وتخزين وتركيب السلاح الكيميائي". وذكر الائتلاف بأن دولا عدة أكدت في وقت سابق وجود أدلة قاطعة بحوزتها تثبت تورط النظام في استخدام هذا السلاح مشيرا إلى سعيه للحصول على صور من الأقمار الصناعية تبين حقيقة ارتكاب النظام لمجزرة 20 أغسطس 2013 ليعرضها أمام العالم بأسره. كما جدد الائتلاف تأكيده ضرورة "دخول لجنة التحقيق باستخدام الأسلحة الكيميائية إلى مناطق الغوطة التي استهدفت بالسلاح الكيميائي وعدم الوقوع في مكائد النظام أو الركون إلى أي حجج من أي نوع لتبرير أي تأخير في إتمام التحقيقات التي تأخرت بالفعل".