سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هل يعود محمود عزت بمراجعة فكرية (للتنظيم) أم بصدام فكري جديد؟ بعد سقوط محمد بديع
التنظيمية سمة هامة في الجماعة مهمًا كانت الظروف
محمد بديع ثالث مرشد يتعرض للإعتقال في تاريخ الجماعة
محمود عزت هو مستر إكس الجماعة
محمود عزت رائد من رواد الفكر القطبي
في ظل التخبط الكبير في الساحة المصرية بين اليمين و اليسار حول أحقية من يحكم مصر و في ظل تساقط أوراق شجرة الإخوان الوارفة ورقة تلو ورقة كناية على خريفية الجماعة و هرمها و توكيدًا لهذه السمة سقوط مرشدها الثامن الدكتور محمد بديع و إلقاء القبض عليه و ترقب الكاميرات الفوتغرافية و الفضائية للحظات سقوطه التي أشعلت من فتيل الصراع حول بقاء الجماعة ككيان سياسي و دعوي و بقاءها كحاكمة للسلطة المصرية بعد صراع مرير مع مختلف أشكال الأنظمة المصرية للوصول إلى تلك اللحظة المنتظرة لأكثر من خمسة و ثمانين عامًا. بعد بيان لحظات السقوط لمحمد بديع و إعتباره ثالث مرشد يعتقل في تاريخ مرشدي جماعة الإخوان المسلمين بعد المرشد الثاني المستشار حسن الهضيبي الذي أعتقل العام 1954 في عهد جمال عبد الناصر و بعد المرشد الثالث عمر التلمساني الذي أعتقل العام 1981 في عهد أنور السادات وقت حملات إعتقالات سبتمبر ، عند اللحظتين كانت الجماعة قائمة وجدانيًا كمولد للتواجد الفعلي عبر مجهودات أعضاء الجماعة و لكن في لحظة سقوط المرشد الثامن محمد بديع يختلف الوضع بشكل ملحوظ عن سابقيه و ذلك بوجود حربًا ضروسًا ضد الجماعة تجعل من وضع الأعضاء و رجال الجماعة في حالة مترنحة لا تقدر على المقاومة أكثر من عامي 1954 و 1981 لأن هذه المرة المواجهة مباشرة مع الجيش. عند السقوط جاءت لحظات الحسم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لنكتشف سمة هامة لا زالت قائمة في هذا التنظيم ألا و هو سمة التنظيمية لإيجاد البدائل وقت الصعوبات و المحن و اللحظات الفارقة و ذلك بتعيين محمود عزت النائب الثاني لمحمد بديع مرشدًا عامًا لجماعة الإخوان المسلمين لحفظ ماء وجه ما زرعه الإمام حسن البنا منذ العام 1928 حيث البقاء في الساحة المصرية كراية تحمل الشعار الديني وسط شعارات ليبرالية و علمانية و يسارية كناية عن بقاء الإسلام السياسي مهمًا كانت الظروف. على الرغم من هروب محمود عزت إلى غزة متحصنًا بقلاع حماس إلا أنه يخطط للعودة إلى الساحة من جديد و لكي تتم العودة من جديد فلابد من قراءة المشهد ولو بشكل إستنتاجي و إجتهادي حسب معطيات المشهد القائم الآن و حسب هوية المرشد الجديد الذي يلتف حوله العديد من التساؤلات لنعرف من هو محمود عزت المرشد التاسع لجماعة حسن البنا؟ ولد الدكتور محمود عزت يوم 13 أغسطس من العام 1944 بالقاهرة و هو أب لخمسة أولاد و بدأت معرفته بجماعة الإخوان المسلمين و هو صبيًا حيث كان يبلغ من العمر تسع سنوات تحديدًا سنة 1953 و كأنه ينهل من ينابيع الإخوان بقطرات إخوانية صرفة و هذا ما وضح في العام 1962 حينما إنتظم و هو في الثامنة عشر في صفوف الإخوان لتبدأ رحلة الأيام مع الإخوان. ألتحق محمود عزت بكلية الطب و ظل بجماعة الإخوان المسلمين إلى أن جاء العام 1965 ليُعتقل في المرحلة الثانية لأقلمة أظافر الإخوان في عهد جمال عبد الناصر و هو العام الذي شهد حملة كبيرة لإقصاء الإخوان وقت محاولتهم لعمل إنقلاب على الحكم و كان على رأس المعتقلين مرشد الجماعة الفكري سيد قطب و حُكم على محمود عزت بالسجن عشر سنوات و خرج من السجن في العام 1974 و كان وقتها طالبًا و تخرج من كلية الطب في العام 1976 و ظلت صلته بالعمل الدعوي في جماعة الإخوان مستمرة حيث كان مسئولاً عن عن العمل الدعوي الطلابي التربوي حتى ذهب للعمل بجامعة صنعاء بدولة اليمن في قسم المختبرات العام 1981 بعدها سافر إلى إنجلترا و في نفس العام تم إختياره عضوًا بمكتب الإرشاد. حصل على درجة الدكتوراة العام 1985 من جامعة الزقازيق و حصل على دبلوم معهد الدراسات الإسلامية العام 1998 و إجازة قراءة حفص من معهد القراءات العام 1999. أعتقل مرات عديدة أشهرها في العام 1993 في القضية المعروفة إعلاميًا باسم (سلسبيل) و التي حُبس فيها لمدة ستة أشهر و التي تورط فيها المهندس خيرت الشاطر و حسن مالك و بعدها بعامين في العام 1995 حيث أدين و عوقب بالسجن خمس سنوات لمشاركته في انتخابات مجلس شورى الجماعة و إختياره عضوًا بمكتب الإرشاد و خرج من السجن في العام 2000 و أعتقل في العام 2008 يوم 2 يناير لمشاركته في مظاهرة بوسط القاهرة إحتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. إن شخصية الدكتور محمود عزت تتسم بالغموض و الثراء حيث ترتيبه المتوالي لبديع و الشاطر و مدى قدرته على إعطاء الأوامر و تنفيذها دون نقاش مما جعل موقع (ديبكا) المقرب من الموساد يُطلق عليه لقب (مستر إكس الإخوان) مع توضيح الوصف الإسرائيلي له بأنه (الناب الأزرق) و (ثعلب الإخوان) و (صقر الإخوان) و (المرشد الحقيقي) إلى جانب وصف الصحفي إبراهيم عيسى له بالرأس المدبر لمجازر الإخوان الأخيرة. ينتمي محمود عزت إلى التنظيم القطبي أو المدرسة القطبية نسبةً لسيد قطب حيث التصادم مع المجتمع و إتهامه بالتكفير لما لا يتناسب مع شرع الله و بدأ الفكر القطبي يبزغ في الجماعة منذ العام 1965 بعد شعور بعض أعضائها بعدم صلاحية الفكر البناوي الدعوي و الإصلاحي في التعامل مع السلطة في فترة الستينات خاصةً و الفكر الإشتراكي كان سائدًا في ذاك الوقت مما جعل المفكر سيد قطب يأخذ تعاليم حسن البنا للتنظيم الخاص و هي تعاليم خاصة بهذا التنظيم الذي تأسس العام 1938 و أتى قطب ليعمم التعاليم ليجعلها تنتشر في الجماعة عامةً ليعاتبه القيادي فريد عبد الخالق لهذا التعميم و لكن لم يلتفت قطب له. بعد هذا التعتيم و عند مكوث التيار الإسلامي في السجون أخذ بعض أعضاء الجماعة يتمرد على بعض أفكار الإخوان ليخرج من عباءة الجماعة جماعات تكفيرية تتبنى الفكر القطبي مع إحتفاظ التنظيم القطبي بالإنتماء للجماعة و الإتجاه القائم في الجماعة لازال على قطبيته و من ضمن المؤمنين بهذا الفكر محمود عزت. ما يؤكد على قطبية عزت إستمراره فيما سار عليه بديع و الشاطر بتبنيه مصطلح (مشروع شهيد) و (مشروع الشهادة) مع وصف ثروت الخرباوي له برجل مخابرات من الطراز الأول و إصراره على جعل التنظيم في إنكفاء ثوري معزول عن مستجدات الأمور مما يضع الجماعة في مفهوم (الجيتو) أو المجتمع المنعزل لتفرض الأمور نفسها بأن الجماعة لازالت على مسارها العنيف. السؤال المطروح الآن هل سيصر عزت على هذا المسار الدموي أم هناك مستجدات ستفرض عليه التماشي مع المتغيرات المطروحة على الساحة حتى تستمر الجماعة في التواجد رغم الرفض الرسمي و الشعبي لها؟! من الممكن طرح تعديلات معينة حسب متطلبات المرحلة لجوهر الجماعة و لكن في حالة إصدار قانون حل الجماعة سيظل التنظيم قطبيًا يبحث عن رد الحل بشكل قاصم يعلن للجميع أن للجماعة أنيابًا حادة تستمد حدتها من المرشد التاسع محمود عزت.