فجر قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بالإفراج عن 104 أسيرا فلسطينيا من المعتقلين قبل اتفاق أوسلو 1993، موجة حادة من الانتقادات داخل أوساط سياسية إسرائيلية، وصفت القرار بأنه "ظالم وغير أخلاقي وماس بأمن إسرائيل". وكانت الحكومة الإسرائيلية، قد صدقت، أمس الأحد، على إطلاق سراح 104 أسيرا فلسطينيا معتقلين قبل إبرام اتفاق "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في العام 1993، وذلك بعد أن صوت لصالح القرار 13 وزيراً وعارضه 7، وامتنع اثنين من إجمالي 22 وزيرا عن التصويت، في حين صدقت الحكومة أيضا على مشروع قانون خاص بإجراء استفتاء شعبي على أي اتفاق يتم التوصل إليه مع الفلسطينيين.
وقالت القيادية في حزب الليكود، ورئيسة لجنة الداخلية في الكنيست، ميري ريغف، في تصريح صحفي نشرته الصحف الإسرائيلية اليوم، "سأعمل على عقد اجتماع طارئ للجنة الليكود، من أجل اتخاذ قرار يسد الطريق أمام نتنياهو في الإفراج عن الأسرى".
وأضافت، أن "حزب الليكود يعارض إطلاق سراح أسرى أيديهم ملطخة بدماء إسرائيليين".
من جهته، هاجم رئيس الائتلاف الحكومي وعضو الكنيست من الليكود، يريب ليفين، قرار الحكومة الإسرائيلية، قائلاً: إنه "قرار ظالم وغير أخلاقي ويمثل قمة السخافة، على اعتبار أنه ماساً بأمن اسرائيل دون مقابل"، بحسب قوله.
وأضاف "لقد ثبت أن مفاوضات السلام ما هي إلا وسيلة في يد الفلسطينيين لابتزاز إسرائيل، لكن للأسف ها هي الحكومة تسقط مرة أخرى في الفخ الشفاف الذي نصب لها".
بدوره قال وزير الإقتصاد الإسرائيلي زعيم حزب البيت اليهودي، نفتالي بانيت: لقد اعترضت على قرار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، والذي كان صعبا على كافة أعضاء الحكومة وصعباً أيضاً على الجمهور الإسرائيلي.
واعتبرت صحيفة "يدعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن "قرار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين كشف حجم الإرتباك في حزب الليكود وأحزاب اليمين الإسرائيلية تجاه استئناف عملية السلام، مما قد يعيق التقدم نحو اتفاق حقيقي خلال المرحلة القادمة".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت في وقت سابق عن مصادر في حزب الليكود أن القرار بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يأتي في سياق مقايضة مع الإدارة الأمريكية بالسماح لها ببناء ألف وحدة إستيطانية في الضفة الغربية، مقابل الإفراج عن الأسرى قبيل استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
ومن المقرر أن تنطلق مساء اليوم، في واشنطن، المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية التمهيدية، إيذانا باستئناف مفاوضات السلام المباشرة بين الطرفين، والمتوقفة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وذلك في أعقاب دعوة أمريكية وُجهت للطرفين يوم أمس.