عبرت الأممالمتحدة عن قلقها اليوم الثلاثاء من أن بعض الفلسطينيين الذين أفرج عنهم مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ربما لم يحظوا بأي فرصة لاختيار الوجهة التي يذهبون إليها، مما قد يمثل إبعادا قسريا غير مشروع. ورحبت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة باتفاق مبادلة السجناء، لكنها أشارت إلى تقارير أفادت بأن بعض السجناء الفلسطينيين من الضفة الغربية قد يفرج عنهم ويذهبون إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو إلى الخارج. ويجرم القانون الانساني الدولي نقل سجناء الحرب قسرا أو ترحيلهم إلى دولة أخرى دون إرادتهم. وعاد شاليط إلى إسرائيل وسط مشاعر بهجة اليوم بعد احتجازه لمدة خمس سنوات وأفرج عن مئات السجناء الفلسطينيين في المقابل واستقبلهم قادة حماس في قطاع غزة بالأحضان والقبلات. وردا على سؤال لرويترز قال روبرت كولفيل المتحدث باسم بيلاي "تلقينا أنباء الاتفاق على مبادلة السجناء بارتياح كبير، لكن لدينا مخاوف تتعلق بتقارير أفادت بأن مئات السجناء الفلسطينيين من الضفة الغربية قد يفرج عنهم (ويتوجهون) إلى غزة أو إلى الخارج." وأضاف "وإذا تم هذا في بعض الحالات بدون موافقة حرة ومعلنة من الأفراد المعنيين فإنه قد يمثل حالة نقل أو ترحيل قسري بموجب القانون الدولي." وقال "لسنا متأكدين من مدى موافقتهم على هذا." وأعيد معظم السجناء إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس. ولم يتضح على الفور إن كان بعض المفرج عنهم الذين نقلوا إلى غزة ينتمون لحركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربيةالمحتلة. وكثير من المفرج عنهم مدانون في قضايا شن هجمات مميتة. وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن اللجنة أجرت مقابلات سرية على مدى الأيام القليلة المنصرمة مع 477 سجينا فلسطينيا أفرج عنهم من السجون الإسرائيلية في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق. وأضاف المتحدث مارسيل إزارد لرويترز في جنيف "أجرى مبعوثون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقابلات مع كل محتجز على حدة قبل الافراج عنه أو عنها للتأكد من قبولهم الإفراج عنهم." لكنه أوضح أن "إعادة الناس إلى أماكن أخرى غير أماكن إقامتهم المعتادة تتعارض مع القانون الإنساني الدولي." وقال "الاختيار بين البقاء رهن الاحتجاز أو إطلاق سراح المحتجز إلى مكان آخر غير مكان اقامته المعتادة لا يمكن اعتباره تعبيرا حقيقيا عن الإرادة الحرة." وأضاف المتحدث أنه بمجرد أن أفرجت إسرائيل عن المحتجزين قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتسهيل نقلهم في حافلات تابعة لها من معبر كرم أبو سالم إلى قطاع غزة عن طريق مصر وإلى رام الله في الضفة الغربية. وقال "تولينا أمر النقل لاعتبارات إنسانية... دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر يقتصر على تسهيل حركة كل المحتجزين." وقال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون اليوم إنه يتوقع ان تعزز صفقة مبادلة الأسرى الإسرائيلية -الفلسطينية فرص عملية السلام في المنطقة. وقال بان لرويترز في ختام رحلة لسويسرا استمرت ثلاثة أيام "مع هذا الإفراج سيكون الأثر إيجابيا وواسع النطاق على عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط."