أمسكت بيد طفلتيها علياء 6 سنوات، ولجين 4 سنوات، وهتفت بأعلى صوتها «يا رئيس الجمهورية المعادى مش بلطجية، ويسقط حكم المرشد، ارحل يا فاشل، مش عارفين تمشوها، امشوا وسيبوها». بين الجموع وقفت وفاء محمود، فى ميدان فيكتوريا بالمعادى، قائلة «فضلنا النزول فى المعادى، عشان الاطفال صعب عليها تدخل ميدان التحرير، ولو تعبوا أقدر أرجع بيهم البيت بسرعة، حتى اللى مش قادرين ينزلوا من البيوت قلبهم معانا، لكن ما حدش يرضى بالتشدد اللى عايزين يعيشونا فيه دا».
من خلال دعوات أطلقها نشطاء ونشيطات سكان المعادى وموقعى جمعية محبى الاشجار، وروتارى المعادى عبر فيس بوك، تجمعت الكثير من الاسر والشباب فى ميدانى الجزائر وفيكتوريا، بعضهم يشارك فى المظاهرات لأول مرة فى حياته، رافعين أعلام مصر ولافتات متكوب عليها «الشعب يريد اسقاط الاخوان، وقالوا صوت المرأة عورة.. صوت المرأة هو الثورة، وانزل يا سيسى مرسى مش رئيسى، عبدالناصر قالها زمان ..الاخوان مالهمش أمان يا رئيس الجمهورى المعادى مش بلطجية»، ردا على ما ورد بالخطاب الاخير لرئيس الجمهورية، عن وجود من يمول البلطجية فى المعادى.
وارتدى الكثير من المتظاهرين ملابس مكتوب عليها تمرد،
وبعيدا عن كاميرات التليفزيون والصحافة، جلست الجدات والأجداد على مقاعد بلاستيكية، تحت ظلال أشجار الميادين المورقة المبهجة، من الرابعة عصرا وحتى بعد منتصف الليل.
روتارى المعادى وجمعية محب الاشجار، أطلقا دعوة عبر موقعهما على فيس بوك يدعو سكان المعادى للخروج، ليقولوا كلمتهم، «فيه ناس بتنزل لاول مرة، عشان كدا فضلوا يكونوا فى المعادى، عشان كانوا قلقانين من الطريق الطويل بين المعادى والتحرير، وكمان لأن معاهم اطفال، وصعب يدخلوا بيهم الميدان»، تقولها عفاف عصمت، عضو جمعية محبى الاشجار، بعد أن شاركت فى وقفات ميدان التحرير، وعادت فى التاسعة مساء، لتشارك جيرانها وقفتهم فى ميدان فيكتوريا.
شباب وشابات واسر كانوا ملتفين حول الميدان فى مجموعات، تتناوب الهتافات فيما بينها، وتحت ظل الشجرة جلست مدام فريدة، 75 سنة «نزلت عشان اشوف اللحظة دى وانا عايشة، لما جم الاخوان للحكم، قلت لنفسى مش هاعيش لغاية ما أشوف مصر متحررة منهم، لكن اليوم جه بسرعة الحمد لله، وكل يوم هاننزل فى الميدان، لغاية ما نحط النقط على الحروف، ونتأكد إن البلد بقت فى ايد ناس أمينة، ساعاتها ممكن نرجع بيوتنا».
ووقف الشاب أحمد اسماعيل الذى يعمل فى معرض سيارات فى شارك اللاسلكى «مش هانرجع لأكل عيشنا، إلا بعد ما نخلص من حكم الإخوان».