اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم عن موافقة قادة مجموعة الدول الثماني الكبرى على تقديم مساعدات انسانية جديدة بقيمة 5ر1 مليار دولار لفائدة الشعب السوري واللاجئين السوريين في مخيمات دول الجوار. ودعا كاميرون في مؤتمر صحافي عقب اختتام اعمال قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية دول العالم الى الاستجابة لنداء الاممالمتحدة من اجل جمع 2ر5 مليار دولار تخصص لمواجهة الازمة الانسانية في سوريا ومساعدة دول الجوار العربية وتركيا في التكفل بمئات الالاف من اللاجئين. وطالب النظام السوري بالسماح لمنظمات الاغاثة الدولية بايصال المساعدات العاجلة الى جميع المناطق المتضررة داخل سوريا وبخاصة في مدينة (القصير) مضيفا انه على نظام الرئيس السوري بشار الاسد احترام المبادئ الانسانية والقانون الدولي بهدف ضمان وصول المساعدات الانسانية الى المدنيين العزل. واشار كاميرون الى ان قادة المجموعة وافقوا جميعا على اهمية عقد مؤتمر (جنيف 2) حول سوريا بهدف تطبيق مقررات مؤتمر جنيف الاول الصادرة في 30 يونيو 2012 ومن ضمنها دعم حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تمكنها من ادارة شؤون البلاد بشكل تام. واضاف انه تم التأكيد خلال اجتماعات القمة على ضرورة الحفاظ على كافة مؤسسات الدولة السورية بما فيها قوات الشرطة والجيش وتسليم قيادتها الى الحكومة المنبثقة عن المرحلة الانتقالية المقبلة مشيرا الى ان "الجميع يرغب في عدم تكرار الاخطاء التي وقعت في العراق عندما عمت الفوضى بعد حل المؤسسات الرسمية". وشدد كاميرون على ضرورة ان يلتزم طرفا النزاع في سوريا خلال المفاوضات المنتظرة بالعمل على التطبيق الكامل لمقررات مؤتمر جنيف الاول والالتزام ايضا بتطبيق مبادرات الاستقرار والمصالحة فضلا عن تمتعهما بالدعم والتمثيل الشعبي. غير ان كاميرون جدد تأكيده على انه "لا مكان لبشار الاسد في مستقبل سوريا" وهو ما لم يوقع عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في البيان الختامي للقمة. وجدد كاميرون من جهة اخرى تنديد الدول الكبرى باستخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا داعيا طرفي النزاع الى السماح للجنة تحقيق اممية بمباشرة عمليات تحقيق ميدانية في صحة الادلة عن استخدام الاسلحة الكيمياوية ومن ضمنها غاز الاعصاب القاتل (سارين). وحذر من ان "الجهة التي تثبت مسؤوليتها عن استخدام تلك الاسلحة ستواجه الحساب المناسب" مطالبا النظام السوري بحفظ الاسلحة الكيميائية ومنع تسربها الى غاية تدميرها مستقبلا من طرف الهيئات الدولية المخولة. واعرب بيان القمة الذي تلاه كاميرون على الصحافيين عن قلق قادة الدول الكبرى من الانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان من جانب قوات النظام وقوات المعارضة السورية علاوة على الاعتداءات المستمرة ضد المدنيين العزل. وطالب بضرورة ان تحترم جميع الاطراف مبادئ حقوق الانسان والمواثيق الدولية محملا الجزء الاكبر من الانتهاكات الى نظام الاسد كونه مسؤولا عن ادارة شؤون البلاد. من جهة اخرى دعا البيان الى ضرورة اعادة احياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين بهدف تطبيق خطة الدولتين والسماح بتأسيس دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية يمكنها المساهمة في الحفاظ على السلام والاستقرار جنبا الى جنب مع اسرائيل. كما اشار البيان الى مبادرة (دوفيل) للشراكة مع ما يعرف بدول الربيع العربي ومواصلة توفير الدعم للدول المعنية من اجل ضمان تطبيق الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي تطالب بها شعوب المنطقة. واكد القادة على التزامهم بالعمل على اعادة الاموال العربية التي هربتها بعض الانظمة العربية للخارج داعين المانحين الدوليين الى تقديم المزيد من المساعدات المالية لرفع رأسمال صندوق الدعم العربي الى حدود 250 مليون دولار. من جانب اخر حث بيان القمة ايران على الدخول في مفاوضات جادة وبناءة مع المجتمع الدولي بهدف ايجاد مخرج دبلوماسي وسلمي للازمة المتعلقة ببرنامجها النووي. واكد ان برنامج ايران النووي مايزال يثير الكثير من الانشغالات والمخاوف ازاء طبيعته واهدافه مشيرا الى انه امام طهران فرصة جديدة لاصلاح علاقاتها مع المجتمع الدولي بعد انتخاب حسن روحاني رئيس جديدا للجمهورية. وتناول بيان القمة التي استمرت يومين في منتجع (لوخ ايرن) في ايرلندا الشمالية الكثير من القضايا الدولية من ضمنها افغانستان والملف النووي لكوريا الشمالية ومنع انتشار الاسلحة النووية ومكافحة الارهاب ومنع دفع الفدية للارهابيين اضافة الى قضايا الشفافية والتجارة الدولية والتهرب الضريبي وغسيل الاموال والتنمية الاقتصادية في افريقيا والامن الغذائي علاوة على قضايا التغيرات المناخية والامن المعلوماتي ومكافحة الجرائم وامن الحدود. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اعلن في وقت سابق اليوم عن موافقة قادة مجموعة الدول الكبرى على توقيع عدة مبادرات واتفاقيات تشمل التهرب الضريبي ومنع دفع الفدية للجماعات الارهابية التي تمول انشطتها من عمليات اختطاف الرهائن الغربيين في الكثير من دول العالم. يذكر ان رئاسة مجموعة الثماني التي تضم كل من بريطانيا والولايات المتحدةوروسيا والمانيا واليابان وفرنسا وايطاليا وكندا ستنتقل مطلع العام المقبل الى روسيا حيث سيعقد اجتماع القمة المقبل في مدينة (سوتشي) الروسية يومي الرابع والخامس من يونيو 2014. وفي برلين نقلت تقارير اخبارية محلية عن المستشارة الألمانية انغيلا ميركل القول في ختام قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية ان حصة ما تتحمله ألمانيا من المساعدات التي قررت المجموعة تقديمها الى الشعب السوري ستبلغ 200 مليون يورو مشيرة الى ان "هذا اكبر مبلغ نقدمه لغاية الان على شكل مساعدات انسانية." واضافت ميركل التي تنتمي الى الحزب المسيحي الديمقراطي الشريك الاكبر في الائتلاف الحكومي الألماني على صعيد خلاف الدول الغربية مع روسيا بخصوص النزاع في سوريا "بغض النظر عن الخلافات مع حكومة موسكو بخصوص تسليح المعارضة السورية اتفقنا على ضرورة التسريع في عقد مؤتمر حول سوريا" في اشارة من المسؤولة الألمانية الى مؤتمر (جنيف 2). وعلى صعيد (جنيف 2) قالت ميركل ان المؤتمر سيبحث ضرورة تشكيل حكومة سورية انتقالية تأخذ على عاتقها ممارسة السلطات التنفيذية قائلة "كون جميع رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني مستعدون لذلك ويعملون من اجل ذلك يعتبر خطوة مهمة." وعلى صعيد الاتهامات الموجهة للنظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية ضد المعارضين قالت ميركل "اتفق رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني على نقل هذا الملف الى خبراء في الاممالمتحدة سيأخذون على عاتقهم مهمة التحقيق في احتمال استخدام النظام السوري اسلحة كيماوية ضد المعارضة."