جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الأربعاء -في أول زيارة رسمية له إلى إسرائيل- التزام بلاده بالوقوف إلى جانب تل أبيب، ولكن هذه الزيارة أثارت احتجاجات في الشارع الفلسطيني بالضفة الغربية وقطاع غزة. وقال أوباما -أمام الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والمئات الذين اصطفوا لاستقباله في مطار بن غوريون- "أحتفل معكم بمرور 65 عاما على قيام دولة إسرائيل"، معربا عن "مشاعر الفخر" بأن تكون الولاياتالمتحدة "أقوى حليف لكم". وأكد أوباما أن اختيار إسرائيل لتكون المحطة الأولى لأول زيارة خارجية له في ولايته الثانية "أمر له مغزى". وقال إن سبب متانة العلاقات بين الجانبين هو "أننا نتشارك قيم الحرية والديمقراطية"، مضيفا أن بلاده تقف إلى جانب إسرائيل "لأنها واحدة من مصالحنا الوطنية". ومن المتوقع أن يجري الرئيس الأميركي محادثات مع نتنياهو تتركز على الملف النووي الإيراني والأوضاع في سوريا وعملية السلام في المنطقة. وفي المقابل، شكر نتنياهو الرئيس الأميركي "لدفاعه عن حق إسرائيل في الدفاع عن وجودها"، وقال "شكرا لك للدفاع عن حق إسرائيل في الدفاع بشكل جلي عن حقها في الوجود". وكان أوباما قد وصل بعد ظهر اليوم مطار بن غورين في زيارة للمنطقة تستغرق ثلاثة أيام، يزور فيها إلى جانب إسرائيل الضفة الغربيةالمحتلة والأردن. وقد قلل البيت الأبيض من حجم التوقعات المحيطة بزيارة أوباما للمنطقة، مشيرا إلى أنه لا يحمل مبادرات جديدة لتحريك ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، بينما يُعتقد أن ملف إيران النووي والأزمة السورية سيحتلان الحيز الأكبر من مباحثات الرئيس الأميركي مع الإسرائيليين. وفي تأكيد للإيحاءات الرمزية، زار أوباما بطارية مضادة للصواريخ ضمن نظام القبة الحديدية الإسرائيلي في المطار، قبل أن ينتقل جوا إلى القدس لبدء اجتماعاته الرسمية مع المسؤولين الإسرائيليين. وتتفق إسرائيل والولاياتالمتحدة على أن إيران يجب ألا تمتلك أسلحة نووية، وترفضان تأكيد طهران سلمية برنامجها النووي، ولكن الدولتين تختلفان بشأن الفترة اللازمة قبل وجود حاجة لشن عمل عسكري احترازي إذا ما فشلت الدبلوماسية. ويقول مسؤولون أميركيون إن أوباما سيحث على المزيد من الصبر، إذ تخشى واشنطن من أن يزج أي هجوم إسرائيلي بالولاياتالمتحدة في حرب أخرى بالشرق الأوسط. احتجاج فلسطيني وفي الأراضي الفلسطينية، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة نظمها ناشطون فلسطينيون وإسرائيليون انطلقت وسط البلدة القديمة في الخليل تنديدا بزيارة أوباما. وارتدى الناشطون أقنعة بصورة الرئيس أوباما وحملوا لافتات كتب عليها "لدينا حلم". وندد المشاركون بالسياسات الأميركية المنحازة لإسرائيل. وقد اعتدى جنود الاحتلال والمستوطنون على المشاركين في المظاهرة بالضرب، واعتقلوا ثلاثة ناشطين فلسطينيين. وكانت الشرطة الفلسطينية قد اشتبكت أمس الثلاثاء في رام الله -التي سيزورها أوباما غدا الخميس- مع عشرات المتظاهرين الذين احتجوا على الزيارة. وفي قطاع غزة، نظم فلسطينيون مسيرة اليوم ضد زيارة أوباما للأراضي الفلسطينية المحتلة، ورفعوا لافتات كتب عليها "أوباما لا مرحبا". ومن بين ما كتب على اللافتات أيضا، "ندعو أوباما وإدارته إلى وقف سياسة الكيل بمكيالين"، و"أوباما أوقف انحيازك لإسرائيل"، و"لا للعودة إلى المفاوضات وفق الشروط الإسرائيلية والأميركية". وطالب الفلسطينيون المتظاهرون أوباما بتحقيق وعده الذي قدمه قبل أربع سنوات بإقامة الدولة الفلسطينية. وفي مدينة بيت لاهيا في القطاع، نظم مئات من أهالي الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مظاهرة أحرقوا خلالها صورا لأوباما. وبدوره، قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري إن زيارة أوباما "غير مرحب بها فلسطينيا لأنها تهدف إلى تقديم الدعم السياسي الأميركي المطلق لصالح الاحتلال الإسرائيلي".