كتب - محمد خالد : طالب عدد من خبراء صناعة الغزل و النسيج بالسوق المصرية أن تتدخل الحكومة لإنقاذ صناعة الغزل و النسيج بمصر ، خاصة بعد أن شهدت الشركات الخاصة بهذه الصناعة تراجعًا حادا فى الأرباح خلال الفترة الأخيرة . جاء ذلك نتيجة العديد من المتغيرات التى شهدها القطاع ، أبرزها المنافسة الشرسة مع المنتجات المستوردة ، بالاضافة إلى ارتفاع الأسعار عالميًا. ويري سيد عزالعرب المستشارالفني والكيميائي بالشركة العربية لحليج الأقطان و عضو لجنة الغزل و النسيج بالشركة القابضة أن الدولة قامت بدعم شركات الغزل بتسليمها مليوناً و485 ألفاً و243 قنطاراً من قطن الشعر لتلبية احتياجاتها وتشغيلها بكامل طاقتها , و بدعم بلغ 150 جنيه على كل قنطار لتستطيع الشركات المحلية منافسة المنتجات الأجنبية بالسوق . مضيفا انه بعد أن ساهمت الحكومة فى دعم مصانع الغزل بهذه الصورة , لم تكتف تلك المصانع لهذة الدعوم نظرًا لأن احتياجات المغازل تفوق هذه الكمية التى دعمتها الدولة بصورة كبيرة لأن الطاقة الانتاجية للمغازل المحلية تحتاج نحو 5 مليون قنطار من القطن و الارقام الصادرة عن الدولة تؤكد أن تلك المصانع استوردت نحو 2.5 مليون قنطار من الخارج في العام الماضى ، مطالبا الدولة بضرورة التدخل لتدعيم تلك المصانع بصورة أكبر . اشار عز العرب الى أن محاصيل القطن سوف تزداد هذا العام بصورة كبيرة نظرًا لزيادة نحو 60 ألف فدان مزروعة بالقطن عن العام الماضى ، الأمر الذى يستدعى مطالبة الدولة بإيقاف عميلة التصدير هذا العام لإعطاء الفرصة للمصانع المحلية فى استهلاك هذه الكمية من القطن . ونوه ياسر الدمناوى مدير حسابات شركة موكيت ماك إلى العديد من العوامل التى أدت لحالة الركود التى يشهدها قطاع الغزل و النسيج , و التى من أبرزها المنافسة مع المنتجات المستوردة ، مؤكدًا أن هذه المنتجات لا تخضع إلى ضرائب المبيعات بالصورة التى تخضع لها باق المنتجات المحلية. وأضاف الدمناوى أن تطوير قطاع الغزل و النسيج يأتى من قبل جهات سيادية عليا , و على الحكومة أن تساعد الشركات المحلية كى تواجه الشركات الأجنبية ، تدعيمًا للعامل المصرى و الصناعة المصرية ، مؤكدًا أن استلام شركات الغزل هذه الكمية من القطن له عائد " غير مباشر " على الشركات التى تتعامل معهم , وقطعًا موكيت ماك واحدة من ضمن تلك الشركات . و يشير محمد عثمان مدير عام إدارة الحليج بالنيل لحليج الأقطان الى أن وضع شركته مستقرًا بالسوق , و أن الخسائر التى تم تحقيقها خلال التسعة أشهر الماضية كانت لأسباب توابع الأزمات المالية الأخيرة التى عانى منها السوق المحلى و الأسواق الخارجية مما أدى لارتفاع أسعار الغزل بصورة كبيرة اضافة إلى ركود قطاع الغزل و النسيج بالداخل . و أضاف ان الشركة لم تتأثر بالايجاب أو بالسلب حينما قامت الحكومة المصرية بتسليم مليوناً و485 ألفاً و243 قنطاراً من قطن الشعر لمصانع الغزل لتلبية احتياجاتها وتشغيلها بكامل طاقتها ، مؤكدًا أن نشاط الشركة فى الوقت الحالى ومنذ فتره طويلة يقتصر على الحليج فقط . و يرى فكتور فخرى رئيس القطاع المالى وعضو مجلس إدارة شركة دايس للملابس الجاهزة أن سوق الغزل و النسيج المصرى يواجه عدة تحديات على الصعيد الداخلى والخارجى ، التى جعلت كافة شركات القطاع تسجل خسائرًا كبيرة خلال الفترة الماضية ، ومتوقع لها أن تستمر فى هذا الاتجاه الهابط . و أكد أن شركته قد شهدت تراجعًا كبيرًا فى الأرباح بنحو 18% خلال عام 2009 , وتراجعت مبيعاتها بنحو 20% حتى الآن متأثرة بركود القطاع . ونفى فخرى تأثر الشركة باستلام شركات الغزل المصرية مليوناً و485 ألف طن من قطن الشعر , مبررًا هذا بأن تكلفة تلك الزيادة سوف تحمل على الشركات المستلمة , و المتعاملة معها أيضًا , ولذا فإن مسألة تعديل أو تصحيح أوضاع القطاع عبر هذه الخطوة أمر غير معقول , مطالبًا بأن تتدخل الحكومة فى إنقاذ شركات الغزل و النسيج المصرية بعد ان أصابها الركود .