شهدت الفترة الماضية توقيع عقود تأسيس وشراكة مشتركة بين مستثمرين مصريين وأجانب في عدة قطاعات أهمها قطاع الغزل والنسيج حيث شهد الدكتور أحمد نظيف توقيع عقد تأسيس شركة مشتركة بين مستثمر مصري وشركتين ايطالية وألمانية متخصصتين تقام في مدينة العاشر لانتاج النسيج ومعداته وبهدف التصدير إلي الخارج. أيضا وافق الفريق طيار أحمد شفيق وزير الطيران علي توقيع عقد شراكة بين شركة مصر للطيران للخدمات الجوية وشريك أجنبي بالاضافة إلي الشراكة الموجودة في قطاع الاسمنت بعد تولي ادارتها لمستثمرين أجانب. "العالم اليوم" التقت بالخبراء ورجال الأعمال للتعرف علي وجهة نظرهم في الشراكة مع المستثمر الأجنبي وايجابياتها ومدي استفادة الاقتصاد القومي منها وهل هي البداية الحقيقية لتوفيق أوضاع الصناعات الخاسرة ووقف نزيف خسائر القطاع العام وما هي المميزات التي يتميز بها المستثمر الأجنبي عن المصري، وهل ستنجح هذه التجربة في كل القطاعات أم قطاعات معينة؟ ابراهيم فوزي وزير الصناعة الاسبق يري أن صناعة الغزل والنسيج صناعة ضخمة جدا تمتلك العديد من المصانع المنتشرة افقيا وبها مراحل متكاملة رأسيا لكنها تعاني من بيروقراطية الادارة والاهمال في التطوير والانفاق والتدريب وهذه اسباب مشاكلها علي مدار ال20 سنة الماضية واللافت للنظر أن كل هذه المشكلات مكلفة وتحتاج لضخ ملايين الجنيهات لذلك فإن عملية الاصلاح لن تكون سهلة لأنها تحتاج لمجموعة متكاملة من الاصلاحات والاجراءات علي أن يبدأ تنفيذها في وقت واحد موضحا أن توقيع اتفاقيات الشراكة مع مستثمرين أجانب هو البداية الحقيقية للنهوض بقطاع الغزل والنسيج وهو أمر كان يجب الاسراع به خصوصا أن الدولة لن تستطيع ضخ أي استثمارات جديدة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والتحديات والعجز الموجود في الموازنة العامة للدولة خاصة بعد الخسائر التي تعرضت لها من جراء الاصلاحات الضريبية والتخفيضات الجمركية التي قامت بها مؤخرا كما قال وزير الصناعة الاسبق أن اصلاح اوضاع الصناعة المصرية لن يكون سهلا لأن هناك صناعات تحيطها مشكلات وعقبات علي مدار سنوات عديدة وتحتاج لاستثمارات ضخمة ورغبة حقيقية في الاصلاح وهذا لن يحدث بالفكر القديم أو البيروقراطية فالاصلاح يحتاج إلي الاستفادة من تجارب الدول السابقة ونقل الخبرات وتبادل المعلومات حتي لانصبح مجرد سوق استهلاكي لكل دول العالم، فالنهوض الحقيقي لن يتم إلا من الداخل، وأعتقد أن وزير الصناعة الجديد لديه رؤية واضحة ويمتلك العزيمة والاصرار علي تحقيق ذلك. عبدالوهاب الشرقاوي عضو غرفة الصناعات النسجية يري أن الشراكة مطلوبة في كل القطاعات وليس قطاع الغزل والنسيج فقط، فلا مانع من زيادة عددها إذا نجحت التجربة واستطاعت أن تخفض خسائر القطاع العام لأنها ستكون في هذه الحالة اضافة كبيرة للاقتصاد المصري، لكن بشرط أن يكون هدف الشريك الأجنبي هو التصدير وليس اغراق السوق المحلي، فهو سيعمل علي تطوير المدخلات وزيادة جودة المنتج وهذه اشياء نفتقدها ونحتاجها، كما أنه سيدير هذه الشركات ادارة اقتصادية ناجحة، لأن الادارة هي السبب الرئيسي في خسائر هذه القطاعات بالاضافة إلي انخفاض حجم الاستثمارات نتيجة للظروف الصعبة التي نمر بها موضحا أن الحكومة يجب أن تعطي الفرصة الأكبر للمستثمرين المصريين واضفاء نوع من التكافؤ والفرص المناسبة بين المصريين والاجانب حتي لا نجد انفسنا مجرد موظفين، فنقل الخبرات أمر مطلوب ومهم في الفترة القادمة خاصة في ظل العالم المفتوح والتكتلات الاقتصادية التي نشهدها. من جانبه أكد اللواء مهندس صلاح الورداني رئيس شركة مصر للطيران للخدمات الجوية أن الشراكة الأجنبية في أي قطاع مفيدة للطرفين، وتواكب المتغيرات العالمية والمنافسة التي تشهدها الدول النامية.. وأشار رئيس شركة مصر للطيران للخدمات الجوية الي أن موافقة الجمعية العمومية برئاسة الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني علي الشراكة بين مصر للطيران للخدمات الجوية وشريك أجنبي ستؤدي إلي فتح أسواق جديدة وزيادة شركات الطيران العالمية التي تقدم لها الشركة خدمات تموين طائراتها بالاطعمة والمشروبات وغير ذلك من الخدمات، واضاف أن العالم كله يتطلع لتوقيع اتفاقيات شراكة لأن هذا الاسلوب يؤدي إلي زيادة الاستثمارات والاستفادة من الخبرات المتاحة والقدرة علي المنافسة ومواجهة الاحتكار وتحسين جودة الخدمة وزيادة الارباح لأن العالم كله أصبح سوقا مفتوحا والبقاء لن يكون إلا للأقوي والأكثر امكانيات.